البارت التاني ❤️

678 41 66
                                    

ما اصعب شعور الخذلان خاصةً من اقرب الناس لك ..،

ترجلت 'بلقيس' من سيارة الاُجره بقلب مُحطم ،عقل مُشوش،دموع لا تتوقف ،ملامح باهته .

لم تنتبه لإهتزاز هاتفها بداخل حقيبتها أو تعمدت هذا فهي تعلم جيداً ماهية المتصل ،ومع إصراره اللامتناهي أغلقت الهاتف تماماً.
ما إن فتحت والدتها باب المنزل حتي ارتمت 'بلقيس'  بين أحضانها وصوت بكائها هو السائد علي الموقف مما جعل والدتها تهتف بفزع :
_بلقيس حبيبتي مالك ؟انتِ كويسه ؟طمنيني !متسكتيش كده

خرجت بلقيس من حُضن والدتها وجففت دموعها بكف يدها وتنفست بعمق قائله بكذب :
_مفيش يا ماما انا كويسه ،كل الموضوع اني حسيت اني محتاجه الحضن ده جدا ،ربنا يخليكي ليا يا ماما

نظرت لها والدتها بنصف عين وهي تشعر بالقلق عليها وتعلم جيداً أن شيئاً ما قد أصابها فهي لم تبكي هكذا من بعد وفاة والدها لكنها حاولت أن تُظهر اللامُبالاه وعزمت أمرها أن تعرف ما يجول في خاطر ابنتها عن طريق 'ساندي' فهي صديقتها المُقربه هذه الفتره ،ابتمست لإبنتها كي لا تشعرها بشئ واردفت :
_طيب يا حبيبتي اهم حاجه عندي انك كويسه ووقت ما تحسي انك عاوزه تحكي عن أي حاجه مضيقاكي انا موجوده .

إحتضنت 'بلقيس' والدتها مره اُخري وتحدثت بحب :
_ربنا ميحرمنيش منك ابداً يا ست الكل وتفضلي الأمان بالنسبه ليا .

ردت والدتها بحنان :
_وميحرمنيش منك يا حبيبتي ادخلي غيري هدومك وشويه وتلاقي الاكل جاهز

قبلت 'بلقيس' يد والدتها وتحدثت :
_ليه يا ماما تعبتي نفسك المفروض الاكل عليا النهارده

هُنا تدخلت 'ساندي' التي كانت تُتابع الحوار بغير رضا وهتفت بغيظ:
_لاء يا روحي متزعليش نفسك منقدرش نرفضلك طلب الاكل عليكي بكره وبعده

تركتهم 'رحاب' واتجهت لتحضير وجبة الغداء ،فإستغلت 'ساندي'الفرصه واردفت :
_الشويتين الي عملتيهم دول مدخلوش عليا ،احكيلي ايه الي حصل و...

قاطعتها 'بلقيس' واضعةً سبابتها علي فمها كعلامه لإسكات الاُخري وتحدثت بصوت منخفض :بعد الاكل هحكيلك مش عاوزه ماما تعرف حاجه

اومئت الاُخري بهدوء أما عن بلقيس فذهبت لأخذ شاور دافئ يُريح أعصابها .
.....
احياناً من نحبهم لا يبادلونا الشعور، وهذا ما يُقال عنه الحُب من طرف واحد وكم هو شعور مُهلك،تتمني من الطرف الآخر فقط لو...نظره،من يحب من طرف واحد هو الأضعف،لا يستطيع البوح بمشاعره ولا يستطيع التوقف عن التفكير بالطرف الآخر ..،

ترجل 'احمد' من سيارته واتجه الي بيت صديقه ورفيق ضربه للإطمئنان علي عائلته التي اعتبرها عائله له هو الآخر بعد أن ترك بيت والده وأصبح ينفر الإقامة بجواره بسبب أنانيته وحبه اللامتناهي للأموال .
طرق علي باب المنزل وداخله يدعي أن تكون مُعذبة قلبه هي من ستستقبله، إنفرجت أساريره عندما وجدها هي من تقف قبالته بإبتسامتها الهادئه التي تعبث بمشاعره فاق من شروده علي صوتها العذب :
_احمد عامل إيه ؟

«فرصة إستثنائية» بقلم {ضحي حامد}.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن