صدمه

172 10 8
                                    

.. لا يمكن أن يكون الرقم خاطئا أنه الرقم الوحيد بلا اسم اوعنوان وحتى التاريخ والوقت ذاته لآخر لقاء بيننا كان ..

.متجهما بعد الاتصال الثالث دون اجابه ..تدور بكرسيها المتحرك نحوه وترفع وجهه لأعلى وترسم باصابعها ابتسامه على فمه...
وتمسك بقوة على الهاتف بيده ..حاول مره اخرى الان لابد أنها ستجيب وربما كانت مشغوله أو نائمه  لاتقلق ستحادثك إن أرادت ذلك ..فرقمك عندها ..

يتنهد بقوة زافراًطاقته السلبيه ويستنشق املا إن الاتصال التالي سيأتي بصوتها وحقا كان ...رن هاتفه وقفز كطفل يقفز على ترامبولين دون وعي وتوقف لحظه متنفساً ورد باتزان لم يكن فيه منذ ثوان ..فاطربه صوتها ..ساد صمتٌ لبرهة.

حين أدركت انه هو ثم اخترق صوته أذنها معاتبا على اختفائها وشاكراً على اتصالها ومطمىناً على حالها ..مستعجباً من قرارها واختفائها لتصدمه بالجواب..

لقد وقعت في غرامك..فتصلب كلوح شمع دون ذوبان ..وأصبح لها مصغيا وعن أحوالها بعد آخر لقاء حين فارقته بعد تقبيله لها ..وتبادلا قصص مشاعرهما الحديثه الولاده وطلب رؤيتها فاعتذرت لصعوبه الأمر عليها وبعد إلحاح والحاح وافقت ..

.اغلق الهاتف واستغرق في استذكار مااخبرته به ..لم ينتبه أن والدته غادرت غرفته أثناء غرقه بالحديث معها..
لم ينم تلك الليله وقضت بتجواله في أرجاء الغرفه بين سريره والنافذه منتظراً اعلان الليل لقدوم النهار ..وماان حل الصباح كان قد ارتدا ملابسه وكطير فُتحَ قفصه طار مسرعا لمكان الالتقاء جلس على درج متحف المدينه حيث اتفقا على الالتقاء ..

لقد كان لايزال مغلقا ولازال الوقت مبكرا على موعدهم المتفق لكنه لم يستطع الانتظار وما أن شرع المتحف أبوابه تدفق له الزوار ...وأثناء انتظاره وتجوال نظره يمينا وشمال ..أطلت كملكه تتباعد لها الحشود بل كطاووس يتهافت الكل لرؤية جماله الأخاذ ..

ولكن هذه المره لم تكن وحدها فرؤيه فتاة في مقتبل العمر تسير بمحاذاتها قطع استرساله في رسم اطلالتها بمخيلته وما أن اقتربت حتى عاد طنين قلبه اقوى مما كان .

.دخلا للمتحف وبادر بالسؤال عن ضيفتها ..لتخبره أنها صديقتها وأنها قد جاءت لمقابلته سراّ بعد اقناعها لها مسترسله أنه يجدر بها أخباره بوضعها الان ...مبهم الملامح وقف باهتاً حين سمع نبأ خطبتها

فوالدها رجل نفوذ وقد وجد لها عريساً يستحق ابنته كما يقول والده صاحب مركز قوي وبينهما اعمال معلقه بانتظار تقرب العائلتين ليكملا  صفقاتهما والتي تشمل ابنائهم كجزء رئيس منها نظرت له بألم

..لقد كنت ادري أنه يوما ما سيزوجني لمن يختاره لي وفقا لازدهار أعماله ..لكن...لم يكن يوماً في مخيلتي اني قد اغرم بأحدهم بهذه السرعه والسهولة ..والان بت أشعر بشرخ بداخلي .. ماعدت كبادىء الأمر مسلمةً للواقع وماعاد الوضع يعجبني فقاطعها  .

فارفضي اذا لقد كنت اتتبع الخطوات باحثا عنك منذ ثلاث شهور ..لقد سكنتني وأصبحت سكينتي وهدوئي وسط ايامي العاصفه بت اذكرك لا ..لم أكن اذكرك فأنت لم تغادريني لم تعطيني  مجالا لنسيانك كي اذكرك ولكنك كنتي تقتحمين ذهني وسط اجتماعاتي واعمالي ..وسط سهراتي مع اصحابي ..

.في كل صباح حين أغادر ماراً بالمتحف أو السوق في كل مساء حين احلق مع الغيوم وارقب النجوم ..اتدرين اني كنت اسامرهم وابعث لك معهم رسائل كي تهتدي الي ...لقد رسمت وامي حياتنا بوجودك
..أصبحت ارسم ملامح وجهك بدل مخططات العمل الهندسيه ..
فلم عدتي إن كنتي راحله !!

 الجميله التي امتلكتني بصفعة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن