عَاقِبَة اللقَاء ٢

9.3K 343 46
                                    


تَلمسَ ذَالكَ الكَيَان الأَسوَد صَدر الأَبيضَ نَاصِع البَيَاض بِكل شَوق وَهُو يَهمِس أَمَام شِفاه مَعشوقِه بِثقل

"لَا تَجعل تِلكَ المُشعوذَة تَلمِسُكَ مَرةً أُخرَى لِكَي لَاتندم وَ أُندِمكَ "

بِمُجرد أَن نَطق بِحروفِه إِنقضَ عَلَى شِفَاه الأَصغَر الَّذِي سَلّم نَفسه للأكبَر بِدُون أَي مُقاومَة.

بَعد أُسبُوع

*******************************

مُنذ تِلكَ الليلَة وَ أَنَا ضَائع،
فَقدت رَغبَتي بالأَكل وَ رَغبتِي بِالنوم،
قَرر المَرض زِيَارتِي وَ الفُقدَان العَيش بِـ،فُؤَادِي،
بِكل مَرة تَسألنِي جُوليَا عَن حَالي وَ تُلح عَلي بِزيَارَة الطبِيب أُكرر كَلمَة 'لَابأس' وَ كُل اليَأس بِقلبِي،

"عَزِيزي تايهيونغ، عليكَ زِيَارة الطبِيب وَ إِيجَاد حَل لِفقدَان الشهِية المُفاجئ هَذا!"

"عَزِيزتي لَادَاعِي لِكُل هَذا، أنَا وَاثِق أَن هَذا مُجرد تَعب وَ إرهَاق إِثر إِجهَادي بِالعَمل بِـ،الفَترَة الأَخِيرَة
سَأتحسن قَرِيبًا صِدقًا!"

تَنهدت الجَالسَة أَمَامه عَلى مَائِدة الطعَام

" أتمنَي حَقًا أَن يَكُون مَا تَهذِي بِهِ حَقيقَة "

سَيطر الصَّمت عَلى المَكَان لِعدَة دَقائِق لتَنطق مَرة أُخرى

"هَل تَعتقد أَن الأَمر يَتعلق بِـ،ذَالكَ الحُلم الغَريب "

عَقد المُنصت لِلكلام حَاجِبيه بِإستغرَاب

"مَاذَا تَقصدِين؟"

"مَاذا لَو كَانت حَالُكَ هَذه بِسبب تَعلقك بِذالك الحُلم أَو مَا شَابه؟"

" أَتظنين أَنني غَبي لِدرجَة أَن تتدهور صِحتي بِسبب حِلم عَابر؟ "

" بِكُل تَأكِيد لَاا، فَقط حَالتكَ هَذِه بَدأت مُنذ تِلكَ الليلَة لِذالكَ إِستغربت، أَلا تَظُن أَن للِأمر عَلاقَة بِه؟ "

" اُوه أَجَل فَهمت
أُصبت بِلعنة لِأنني قَبلت كَيَان أَو شَيطانًا مَجهول لَاأَعرفه وَ ظَننت أَنه مُجرد حِلم
مَارأيكِ؟ "

كَانت القَابِعَة أَمَامه سَتسخر مِنه لَكن فَجأة إِنكمشت مَلامِحها وَ أنزَلت أنظَارهَا وَ كَأنهَا تُدرك شَيئاً أَثَار خَوفهَا.

كَان صَاحِب الخُصلات البُندقية مُنتظرًا سُخريتهَا لِيلاحظ تَغير مَلامِحها وَ هُدوئهَا المُريب،

" عَزِيزتِي مَاذَا حَل بِكِ؟ "

إِنتبهت لَه لتشِيح بِنظرهَا

" لَا شَيء عَزِيزي فَقدت تَذكرت أَمر سَفركَ المُستعجِل القَرِيب وَ أنتَ بِهذه للحالة، فَخِفت عليكَ"

كِذبَة بَيضاء أَقنَعت مَلاكَنا الفَاتِن،

" أَنتِ تَعلمِين أَنني مُضطر لِهذَا،
لَكِن لَاتقلقي فَأغلب مَا سَأقُوم بِه خِلال سفري أَعمَال مَكتبيَة،
كَالتَوقيع وَ الإجتمَاعات وَ غَيرهَا. "

" لِمَ عليكَ أنتَ بِالتَحديد القِيام بِهَا إِذَن؟؟
أَليسَت بِتلكَ البَساطَة؟"

تَقدم أميرنا لِأميرته مِحتضنا كَفيها لِصدره وَ أَمعَن النَظر بِزمرديتهَا لِينطق

"الأَمر لَيسَ بِيدي صَدقِيني،
فَالشخص الوَحِيد اللذي يَستطِيع القِيَام بِهَذا العَمل عِوضًا عَني هُوَ وَالِدي،
وَ صِحته أَسوء مِن حَالي بِكثير،
هُو يثِق بِي وَ أنَا لَا أَقوَى عَلَى خِذلانِه"

بَعد أَن أَنهَى كلَامه قَبل شِفتَاهها بِرقَة لِتعبس قَائِلَةً

"لِكني خَائِفَة عليكَ مِن الأَذَى يَا بَهجتي...
أَنتَ لَست بِوضع يَسمح لَكَ بِالسفر بِدُون مُرَاقَبة.. "

قَبل بَاطِن كَفهَا

" اَعدكِ أَنني سَأعُود بِأقرب فُرصَة مُمكنَة،
وَ أننِي إِذَا شَعرتُ بِالسَوء سَأتصِل بالطَبيب عَلَى الفَور. "

إِبتسمَت أميرة جَمِيلنا بِرضى وَ أَخِيرًا،
لِيوجه أَنظَاره لِسَاعَة يَدِه لِيبتعد بِفزع لِـ،يَجرِي لِغُرفتِه

" تبقَت رُبع سَاعَة عَلى مَوعِد إِنطلَاق القِطَار، سَأتأخر!!!
"

قَهقهَت عَزيزتُنا عَلى تصرفاتِه

' وَصل أَميرُنَا لِوجهتِه وَاضِعًا حَقِيبة ظَهره عَلَى ظَهرِه لِيصعَد علَى مَتن القِطَار وَ أخَذ مَقعدًا لَه. '

مَازال الوَقت مُبكرًا عَلى إِنطلَاق القِطَار لِوجهتِه الجَديدَة،
مَرت عَلى ذَاكرته طَيف لِقائِه بِالطفل وَ الكَيَان الغَامِض لِيبتسم هَامِسًا :

"أنتَ لَستَ حِلمًا يَزورنِي بِالمَنام،

أَنتَ حِلمًا لَا يَدعنِي أَنام!"

بِمجرد أَن أَنهى كَلمَاته اغمضَ عِينيه،
فَقد قُدرته عَلى التحكم بِجسده،
الأَرض إِستقبلته بِرحَابَة صَدر،
دِمَاء تَدفق مِن جَوفه،
خَوف كُل مَن بالقطار،
فُقدان الوَعي.

***************************

عِدة وَخزات مِن عَصى شعرتُ بِهَا عَلى جَسدي

" إِستيقظ أَيُّهَا المَلعُون،
حَان وَقت إِستقبَال لَعنتك بِالعَالم السُّفلِي."

********************************


أَهلاً!
أَتمنَى ألقى تَفاعل،
آتأسف لقصر الجُزء،
الأحداث هتبدأ من الآن،
عيد مبارك عليكم

دُمتم بِأمان الله.

قَاتِلِي Vk. (مُكتملَة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن