2

147 8 0
                                    

أجلسُ فى غرفتى كعادتى أتأملُ السقف كـ منحوتة مثالية و إن ظل محبوب يتأملُ محبوبته دهره كله ما فاق تأملاتى لسقف غرفتى العزيز

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

أجلسُ فى غرفتى كعادتى أتأملُ السقف كـ منحوتة مثالية و إن ظل محبوب يتأملُ محبوبته دهره كله ما فاق تأملاتى لسقف غرفتى العزيز

لم يكن ذلك الذى برأسى صداعاً بل أفكاراً سامة لا متناهية تنهش رأسى بلا هوادة

و فى جلستى مع نفسى العقيمة اليوم اكتشفتُ ان كل شئ أصبح يهزمنى ، اكتشفتُ أن كل شئ يؤلمنى ، اكتشفتُ أنى هشة لإبعد الحدود

لقد هزمتنى كلمات الأغانى و مشاهد الروايات و الأفلام التى لن اعيشها يوماً

لقد هزمنى رؤية الجميع يمتلكُ عائلة لطيفة و أصدقاء لطاف

لقد هزمتنى دموعى فى البكاء على كل شئ و أى شئ

و أنا جالسة على سريرى الآن ، تذكرتُ عندما قَضيتُ يومى كله أقرءُ رواية ما حتى أُشغل عقلى اللعين بشئ ، كانت تلك الرواية من نوع الحب البائس فأنتهت الرواية بمقتل البطلة على يد البطل و حبس البطل أمد حياته

أعلم كم أنا تافهة لبكائى المرير لأيامٍ عليها و مازلتُ إلى الآن كلما تذكرتها بَكيتُ بذات المرارة

كم أتمنى أن أحذف ذلك اليوم من ذاكرتى ، كم أتمنى لو أمحى ذاكرتى بإكملها ، فقط أنا اللعينة التى تُفكرُ فى كل صغيرة و كبيرة ، أتمنى لو أن أتوقف عن التفكير اللعين

لم أكن أتأثرُ بتلكَ الدرجة برواية ما و لكن تلكَ الرواية كانت حقاً غريبة و قامت بتقليب جميع الآلامى و تذكيرى بها ، تلكَ الرواية تأبى هجران عقلى إلى الآن

ما يُغضبنى أن الشخص الذى هو سبب فى معاناة البطلين قد عاش بسعادة تامة و البطلين من عانا حتى النهاية و كُتب عليهما الفناء و لكن منذ متى و الشر ينتصرُ على الخير ؟! أأصبحت النهايات السعيدة تُكتب للإشرار أيضاً؟!

يوم إنتهيتُ من تلكَ الرواية أتذكرُ جيداً و ما زال ذلك اليوم محفوراً فى ذاكرتى و لأنى لا أمتلكُ اصدقاء ذهبت لصديقاتى الالكتروتنيات ، لم أتحمل فراسلتهم يومها

و لأول مرة منذُ فترة أقومُ بعمل تسجيل صوتى ، بكيتُ فى ذلك التسجيل بمرارةً شديدة ، حقاً كنتُ احتضرُ و لكن ما قابلته كان كالأتى

_يا إلهى هل حقاً تبكين بسبب رواية تافهة؟!

_أجلبتينى بسبب ذلك فقط أجننتى؟!

_إلهى كم أنتِ دراما كوين و طفلة تتأثر بأى شئ

_أوه اهدئى لابد إنها تلك الفترة من كل شهر ، لقد زادت هرموناتكِ يا فتاة

يومها تألمتُ فوق ألمى جبالاً من الوجع ، علمتُ كم أنا حقاً تافهة و حقيرة للبكاء لهم و تَعهدتُ على ذاتى انى سأبكى مع وسادتى و ربى دائماً

انا التى أن بكت أحدهن على أتفه الأسباب أركضُ لافرحهن و لا أشعرهن بأن الأمر تافه أبداً و أواسيهن ، قد ظننتُ أنهن سيحاولن مواساتى ،

ألم يحاولن قليلاً معرفة إنى أعانى من أشياءاً كثيرة فى حياتى و جائت تلك الرواية كالنقطة التى أفاضت الكأس بى و جعلتنى أنفجر؟!! لقد إكتشفتُ أنه لم تكن الرواية السبب الرئيسى لبكائى

للمرة المليون قد خُذلت من أقرب الناس لى ، قلبى تمزق جداً و لن أنسى أبداً ذلك الألم المضاعف الذى روادنى يومها ،

قد نِمتُ و رأسى يؤلمنى من كثرة التفكير بجملهم التى كانت كالسكين ترشقُ فى فؤادى ، سريرى بإكمله كان غارقاً بالدموع ، نِمتُ و أنا أسمعُ صوت تمزق فؤادى ، نِمتُ و جسدى يُؤلمنى بشدة و يرتجفُ من البرد و الوحدة ، نِمتُ بكسرة لم أعهدها من قبل ، نمتُ و كل الألم بى ، نِمتُ و أنا كعادتى أتمنى أن لا أستيقظ مرة أخرى

..............

Dead Girl || Z.Y.GWhere stories live. Discover now