الحب النموذجي

11 1 1
                                    

داخل منزل صغير، استيقظ شاب بشعر أسود منكوث وعيون زرقاء على صوت المنبهه المزعج. ما لبث أن أطفئه حتى قام من سريره واتجه للحمام. بعد دقائق، خرج ونزل للطابق السفلي حيث كان والداه وأخاه، الذي يصغره بسنتين، يتناولون طعام الفطور. جلس على الطاولة وبدأ بتناول طعامه بهدوء.

الأب: صباح الخير، هاتوري.

هاتوري، الشاب: صباح الخير..

الأب، وهو يقلب صفحات الجريدة: حسنا، بينما الجميع هنا ، أريدكم أن تعطوني انتباهكم.

نظر الجميع نحو الأب بينما وضع جريدته بعيدا وبدأ بكلامه: حسنا، كما تعرفون لقد حصلت على ترقية في عملي ولكن هذا ليس كل شيء. الترقية التي حصلت عليها، تجبرني أن أنتقل من مكان عملي. بمعنى آخر، سوف ننتقل إلى طوكيو قريبا.

الأم بقلق: طوكيو؟! مازال هناك أسبوعين قبل بدأ العام الجديد في المدرسة، ماذا عن الأطفال؟!

الأب: لا تقلقي، لقد تحدثت مع رؤسائي ولقد تم تسجيلهم في مدرسة في طوكيو. ما رأيكم في هذا يا اولاد؟

هيرو، الأخ الأصغر، بحماس: أجل لا بأس يبدو هذا مذهلا!!!

هاتوري، بلا مبالاة: لا يهم.

وهكذا انتقلت عائلة ميرزان إلى طوكيو ليحظوا ببداية جديدة. انتقلوا إلى منزل كبير ذو طابقان. بينما كان الجميع متحمسا ويقومون بترتيب أغراضهم، كان هاتوري يبدو غير مهتما بالأمر بل وخرج من المنزل من دون إخبار أحد. كان يمشي في الشوارع وينظر يمينا ويسارا.

هاتوري بنفسه: إذا هذه طوكيو. عشت حياتي كلها في القرية منذ ولادتي وعشت حياة عادية تماما. أستيقظ، أتناول الفطور، أقرأ بعض الكتب، أخرج وأتنزه على دراجتي، ألعب في محل ألعاب الفيديو، أذهب إلى المدرسة، أحل واجباتي... الأمور كانت عادية ونموذجية ولطالما كرهت الأشياء المفاجئة في حياتي. ولكن يبدو أن علي الاعتياد على هذا الوضع الآن..

وبينما هو غارق في أفكاره، يصطدم بأحدهم ليقع أرضا. مد هاتوري يده قائلا: آسف لم أنتبه أمامي..

عندما تمعن النظر، وجد فتاة بشعر وردي لامع بعيون خضراء جميلة، مدت يدها ووضعتها على يده قائلة: لا بأس، لم أنتبه أنا أيضا.

هاتوري: هل تأذيتي؟

الفتاة: لا أنا بخير، شكرا لسؤالك.

هاتوري: إذا عن إذنك.

ثم ابتعد عن المكان بهدوء ولامبالاة ولسبب ما كانت الفتاة بدهشة من أمرها.

بعد أسبوعين، استيقظ هاتوري كما العادة ثم بدل ملابسه لملابس المدرسة. وبعد تناوله الفطور، اتجه مع أخيه هيرو إلى المدرسة. عندما وصلوا، كان الطلبة يعرضون النوادي أمام المدرسة للطلاب الجدد. بينما كان هيرو متشوق لدخول نادي الموسيقى المفضل لديه، أكمل هاتوري للمدرسة بعدم الاهتمام بأي ناد. دخل إلى فصله وجلس في مقعده بهدوء من دون لفت انتباه أي أحد من زملاءه.

موسيقية قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن