الفصل الثالث :مجتمع الفضيلة

58 7 7
                                    

أطوار القمر
الفصل الثالث
"مجتمع الفضيلة"

بعد يوم عمل شاق هاهو يعود أخيراً إلى جوار صغيرته، بعد أن اطمئن عليها، دخل غرفته بملامحه الواجمة نتيجة لما ينشغل به باله من أفكار، جلس على فراشه وبدأ في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لتقع عيناه على إسم الطفلة " ملاك" والذي أصبح كما يُسمى مؤخرا" ترند" وبجانبه أكثر إسم يبغضه على الإطلاق، نعم إنها الماعز العنيدة المثيرة للجدل " فيحاء سليم"، تنهد وتجعدت ملامحه أكثر وهو يستمع لفيديو الحلقة الخاصة لبرنامجها، يمقتها بشدة، لا يعلم ما سر كرهها لرجال الشرطة أم إنها تكرهه هو بشكلٍ خاص، إنقطع حبل أفكاره حين لمع إسم مساعده الوفي " شاكر" على شاشة الهاتف،
مطر : ماذا حدث؟ هل تمكنت من معرفة من يسرّب تلك المعلومات؟

شاكر : قد سبق وأوضحت لك أن معرفة ذلك سيتطلب وقتاً طويلاً بعض الشئ، ذلك اللعين داهية، يتصرف بدقة وحذر

مطر: لا تتكلم وكأننا لم نحل أموراً أصعب من هذا الموضوع التافه، إننا نغرق بالتدريج حرفياً، القائد على وشك الجنون

شاكر: لدي إقتراح قد يشوش تخطيط هذا الخائن قليلاً ليرتكب خطأ يجعلنا نكشفه قريباً ولكن سأخبرك غداً في مكاننا المعروف، ولحين إمساكنا بهذا الخائن أرجو أن تتحكم بأعصابك لديك طفلة صغيرة، لست وحدك بعد الآن...

أغلق مطر الخط سريعاً يزفر أنفاسه في ضيق شديد، يحاول قد الإمكان أن يكون هادئاً رغم كونه خياراً صعباً لشخصية مثل مطر!!
......................
منذ خمس ساعات وهي تمشي بلا هوادة دموعها لا تتوقف عن الهطول، قلبها ممزق وعقلها على وشك الجنون، أصبحت تكره كونها جاءت إلى هذة الدنيا، أخذتها قدميها لبيتها الصغير هي وصديقتها "شمس"، يشاهدها الخالات الفضوليات في الشارع وكالعادة لا تسلم من نميمتهن الفارغة كما هو الحال مع كل من يمر من أمامهن، بعدما دلفت للبيت، أشعلت الضوء لتظهر فيحاء كعادتها جالسة في الظلام، لم تفزع نور لإعتيادها على هذا الطبع المريب..
فيحاء وهي تتفحص وجه نور الساكنة أمامها تنظر في الفراغ: هل ذهبتِ لها مجدداً!!! لا أعلم ماهي غايتك في تحطيم قلبك في كل مرة؟ لا تنتظري منها أن تحبك، إنه الواقع عزيزتي، لقد أنجبتك لأنها مضطرة كانت صغيرة لدرجة ألا تستوعب أنها حامل حتى، على كل حال لن تكن أي إمرأة قادرة على إحتضان طفل من تجربة إغتصاب خصوصاً أن من قام بها أ...

لم تكد أن تتمم جملتها حتى قاطعتها نور صارخة بهستيريا أليمة : و اللعنة عليّ إنني أعلم، هذا ومن حظي العاثر أني أعلم، لم يتقبلني أمي ولا جدي ولا جدتي، أقصى ما فعلوه هو انهم قاموا بإلقائي وسط القمامة أعلم هذا ولا أحتاج لنصائحك المبهرة حيال ذلك، يكفي، أعلم أني خطيئة لعينة من قبل قذر ثمل لم يهمه إلا شهوته اللعينة، لم أُرد في هذة الحياة سوى أن أشعر بالحب الفطري من أمي، إنها تحب أطفالها الآخرون حتى النخاع ولكن أنا؟ هههه أنا لم يخترنِ أحد في هذة الحياة على أية حال...
فيحاء : لقد عاهدنا بعضنا البعض من أول مرة في هذا الطريق المظلم ألا نحب، وألا نعلّق أحداً بنا، لا تكوني حمقاء، كلها مسألة وقت، و سنرحل ونتخلص من هذة الحياة، هيا إنهضي، لدينا إجتماع في المخزن لا يحتمل التأجيل..

أطوار القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن