الفصل الثاني:"لا شيء يبدو كما هو عليه"

78 9 6
                                    

أطوار القمر
الفصل الثاني
"لا شئ يبدو كما هو عليه"

تشرق الشمس على سماء الجميع لتضئ، ما عادا خمسة، تشرق الشمس لتخفي نجومهم وتحل مكان القمر، أو لأنها تظهر جانبهم المظلم والذي لا يضئ الا بشعاعها..!

تسير وسط ذلك الحي الراقي بإبتسامة شاحبة ساخرة من كم هذا الزيف الذي تراه على محفور على وجوه هؤلاء الأثرياء، في وسط شرودها وحربها الدائمة الكامنة بداخلها هندمت ملابسها الرسمية وشعرها القصير الاسود واتجهت للجراج الخاص بهذا المجمع لتنطلق بسيارتها البسيطة نحو عملها!
واخيرا وصلت تلك الحسناء والتي ما إن دلفت لمقر عملها وتهافتت عليها التحيات والابتسامات من جميع زملائها في العمل، توجهت لمكتبها بحب للتحضير لحلقة اليوم، دلف معدين البرنامج وهم فتاتان، سارة ولمياء، سارة : صباح الخير سيدتي الجميلة اتمنى ان يكون أعجبك ملف المعلومات الذي أرسلته بالامس لكِ على بريدك الإلكتروني..
فيحاء : آه! يا إلهي لقد نسيته تماما، اعطني إياه لاقرأه اذا كان يحتاج تعديلات..
سارة : تفضلي، مدت يدها لتلقطه فيحاء لتكمل سارة : لقد جمعنا تقريباً كل المعلومات فيما يخص قضية الطفلة ملاك موسى، حاولنا التوصل لمعلومات اكثر ولكن للأسف الشديد حدث مجدداً ما لا نتمناه....
فيحاء وهي تلتهم أسطر ما كُتب لتصل لمبتغاها اومأت تحث سارة على المتابعة وهي لم ترفع عينيها عن الملف الذي بيدها : اكملي سارة ماذا حدث؟
لمياء : لقدد، لقد، لقد قُتل قاتل ملاك بالأمس بنفس طريقة موتها..
سارة :ومنفذ الجريمة لازال مجهولاً، تعلمين سيدتي انه يضع علامة خاصة بكل مكان يضع به جثة من جثث هؤلاء القذرين..
فيحاء وقد بدأت ترفع عينيها لكلاهما : وماذا وضع هذة المرة عجباً!
سارة : لقد قام بكتابة عبارة بدماء الجثة على الحائط
فيحاء وقد قرأتها بآلية شديدة ممتزجة بمرارة كامنة : "فلتحللوا دمي فلربما تجدون كحولاً او مواد مخدرة وكلاهما كان سيشفع لي على أية حال" إبتسمت بسخرية مريرة والقت الملف تخلل يديها في خصلات شعرها الكثيفة..
سارة :سيدتي تبقى على البرنامج ٣ ساعات يجب أن نتجهز
لمياء: متأكدة انها ستكون حلقة نارية..
فيحاء وهي تتجه خارجة من مكتبها : لا أريدها نارية، أريدها ان تغيّر ولو شئ بسيط في المشاهدين، ولكن الجميع يحزن لدقيقتين ويكتب تغريدة على "تويتر" يعبر عن حزنه الذي لا يتخطى حاجز الساعة وينتهي الأمر، نظرت لكلتاهما لتومآ نادمين على سطحيتهن في تلك القصص والتي لا تسمح الا بالغرق للقاع لفهم ماهيتها وخوض تجربتها المريرة للقدرة على التعبير..

على صعيداً آخر
يجوب مكتبه ذهاباً وإياباً يدق ناقوص الخطر بداخله بإحتمال وجود أحدهم يسرب المعلومات لتلك الصحفية والتي يطلق عليها "الماعز العنيدة" لطالما اجذلت في هجائه هو وفريقه وجميع أفراد الشرطة وينتهي الأمر بمعرفتها لمعلومات في ملف القضية، يكاد يصاب بالجنون من ذلك القاتل الذي ينجح في التوصل لمغتصبي وقاتلي الفتيات قبله بدقائق، كلما كان على وشك الظفر بترقيته والتخلص من تلك القضية التي تؤرق مضجعه، تنقلب كل المقاليب ضده، تنهد بغضب وانفاسه تصارع قفصه الصدري في حربٍ ضروس، التقط هاتفه ليحدث مربية طفلته وملاذه الوحيد، مطر : اهلاً بكِ، هل "ندى" نائمة؟
المربية : لا سيدي
مطر : لو سمحتِ أود سماع صوتها
المربية: بالطبع سيدي، ندى عزيزتي والدك يريد سماع صوتك الجميل، تحدثت لتلك الصغيرة الممدة في مهدها تزقزق بسعادة وكأنها استشعرت وجود والدها، مطر : صغيرتي، أشتقت لكِ.
اصدرت صوتاً طفولياً دل على حماسها وهي تستمع لصوت والدها الدافئ، إبتسم بسعادة وكأنه لم يكن على وشك الفتك بأحدهم منذ قليل، ود الإكتفاء من طفلته ولكن قرر إغلاق المكالمة، تنهد وهو يطالع صورتها في يده ينظر لها بشرٍ واضح: فيحاء سليم، ستقعين في يدي يوماً ما، استمتعي بنصرك قليلاً أيتها الماعز العنيدة
.....................

أطوار القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن