الفصل الرابع:"شخص لا يمكن نسيانه"

36 4 0
                                    

أطوار القمر
الفصل الرابع
"يقولون انهم يحبونا حتى الموت... ولكنهم في الواقع يحبونا حتى القتل"
مقتبس..

بعد أن تأنق في حلته الراقية، امسك في قبضته باقة الورد ذات اللون الأحمر، حيث تحمل لون حبه لها، ولون دمائها المهدرة، نرى "حبيب" وهو يشق طريقه قاصداً قبر زوجته حنين كعادته كل نهاية أسبوع، مع كل خطوة يتذكر حياتهما وذكرياتهما معاً، يعزي نفسه في أحلامه وحياته التي بناها معاها خطوة بخطوة، وأخيراً هاهو يصل إلى القبر المنشود يتأمله كأنه يخترقه ليراها هي...

حبيب : كيف حالكِ يا حنيني، أعلم أنك بخير، أما عن حالي أنا فلا أعرف كمالاً لحالي بدونك يا كُل حالي، انني فارغ تماماً، لولا وجود أختي لما تمكنت من الاستمرار يوماً واحداً حتى، هل تعلمين؟ إنها أصبحت هشة جداً، نعم إنها تظهر عكس ذلك تماماً ولكني أرى ما يُثقل صدرها، أعلم أنك مستاءة مما يحدث ولكن لم يتبقى إلا القليل يا حبيبتي...

قاطع إسترساله في حديثه رنين هاتفه، أخرجه متأففاً، لكن سرعان ما لانت ملامحه ليفتح الخط بهدوء دون أن يرد...
ليسمع صوتها الهادئ على عكس العادة : كيف حالك يا توأمي العزيز؟ أعلم أنك تريد أن تبث كلاماً كثيراً لزوجتك الحبيبة، وأعتقد أنك أنتهيت! هل بإمكاني أن أتي الآن لألقي السلام على زوجة أخي؟

إرتسمت إبتسامة حزينة لتتجمع الدموع في عينيه في آن واحد، يعلم كم يقتلها ضميرها منذ سنوات، ليردف قائلاً : تعالي هيا أيتها الثرثارة...

ماإن أغلق الخط ليسمع صوت حمحمة يأتيه من خلفه، فإذا به يراها، لا يعلم كيف ظهرت فجأة من العدم ولكنها "فيحاء" لن تتغير...
اتجهت نحوه في صمت لتضمه تربت على ظهره تحاول أن تستمد منه القوة...

ثم توجهت نحو القبر تنظر له، غير قادرة على التفوه بكلمة كالعادة، أشفق عليها أراد أن ينتشلها مما يعتريها من مشاعر قاسية ليردف قائلاً : هل عرفتي آخر الأخبار؟

أستطاع أن يلفت إنتباهها لترد متسائلة : ما هي آخر الأخبار؟

تملك الحزن منه ليردف قائلا بصوت غلفه ببعض الثبات : لقد تم حرق منزل بسمة في قريتها و...

فيحاء وعلى وجهها الترقب والخوف تسائلت من جديد بصوت مضطرب : و... ماذا؟ ماذا حدث؟

أجاب على تسائلها مُعدّة برنامجها "لمياء" حيث سبقت حبيب بإتصالها لتخبرها بكل شئ...

نظرت فيحاء في الفراغ تائهة، تحاول تجميع شتات نفسها، لا تعلم ماذا عليها أن تفعل في ظلم ما أعتراها من زخم كل تلك المشاعر في آن واحد، تنفست الصعداء، ينظر لها حبيب مشفقاً بحالها كعادته...

أخيراً جمعت بعض الكلمات لتأمر لمياء بإعداد تقرير بكل ماحدث لتطلع عليه فور وصولها لمقر القناة...

نظرت لذلك الواقف أمامها تحثه على المشي مردفة : سنجتمع اليوم بعد الحادية عشر، وأبلغ لتلك الحمقاء شمس إن كانت تريد أن تنسحب لخشيتها أن تؤذي مشاعر ذلك الشرطي، فلتذهب ولتمضي في طريقها بعيداً عنا، لا مكان الجبناء بيننا...

أطوار القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن