الفصل الثالث (لقد وقع العالم من عيني، حين أحببتك)

309 37 36
                                    

الفصل الثالث من رواية الأسطورة المنسية بقلمي چنى عمرو

"لقد وقع العالم من عيني، حين أحببتك"

"إن عيناكِ جمر يُحيطُني"
استيقظت وجد و هي تشهق وكأنها كانت تغرق ولكن ما صدمها هو شقيقتها التى تحمل السكين وتنظر لها بكره؛ لتبلع وجد لُعابها بصعوبة وتقول وهي تحاول أخذ نفسها
"ماذا تفعلين هنا يا سدرا؟"

نظرت سدرا لها وابتسمت ابتسامة جانبية ثم نظرت إلى السكين وظلت تحرك أصبع السبابة خاصتها ذهابًا و إيابًا عليه ثم قالت وهي توجه السكين ناحية وجد
"لا أفعل شيء، هل سأقتلك بذلك السكين مثلًا؟"

نظرت لها وجد بصدمة فماذا تقول هي؟؛ لتضحك سدرا وتضع السكين بجانبها ثم تنظر إلى أخيها النائم وتقول
"لا تقلقي انني امزح فقط، لقد كنت أطمئن على أخي وأتيت بالسكين عن طريق الخطأ"

أومأت وجد ولم تعيرها إنتباه فدقات قلبها غير مستقرة ولكن ليس بسببها ولكن بسبب تلك الجملة
"إن عيناكِ جمر يُحيطُني"

ظلت الكلمة تتردد في أذان وجد؛ لتضحك وتضع بعض خصلات شعرها خلف اذنها؛ لتلاحظها سدرا فتزفر في ضيق وتقول
"أنا ذاهبة فلقد اختنقت من البيت"

نظرت وجد فى أثرها ولم تهتم أن تلك هي المرة الثالثة لخروج شقيقتها من المنزل فلقد اعتادت على ذلك، فمنذ عودتها من المدينة الجامعية منذ اربعة أشهر وهي ترى شقيقتها تخرج كل يوم لمرات عديدة، وأثناء تفكيرها وجدت إبرار بدأ في التحرك؛ لتبتسم وتقترب منه ممسكتًا بيده، لتمر بعض الدقائق ثم يفتح إبرار أعينه وينظر إلى وجد مبتسمًا إبتسامة مرهقتًا؛ لتدمع أعينها في حزن وخوف عليه؛ ليقول وهو يضمها إلى صدره
"لا لا رجاءًا لا تبكي يا جميلتي لا يوجد شيء إنني بخير، إنني بخير بفضلكِ انتِ"

هبطت دموع وجد وقالت و هي تشدد من عناقها لشقيقها
"ماذا إن لم أكن أنا الشافية، ماذا إن كانت تسكن بعيدًا، كنت ستبتعد عني إذا؟!"

ملّس إبرار على شعر شقيقته وقال
"لا تفكري هكذا يا جميلتي، فلحسن الحظ شقيقتي شافية، وليست شافية عادية بل أجمل شافية رأتها عيني"

نظرت له وجد بحب وعانقته مرة أخرى، وكان يقف على الباب والدتهم و والدهم، و كانوا ينظرون لهم بحب فبرغم أن إبرار يبلغ من العمر سبعة عشر سنة و وجد ثلاثة وعشرون أى أن الفرق بينهم ست سنوات إلا أن ذلك لم يظهر عليهم أبدا فكان دائما إبرار هو الشقيق الأكبر بالنسبة لهم، كان دائما العطوف الهادئ، وعلى رغم أن سدرا تبلغ من العمر عشرون عامًا إلا أنها لم تستطيع التوافق مع وجد أو إبرار ورغم محاولات ابائهم العديدة أن يجمعوهم سويًا ولكن لم يكن ذلك يأتي نفعًا وذلك واضح بالفعل

في نفس الجهة في المدينة كانت تسير جوليا وظريف بجانب بعضهم البعض و حولهم البائعين؛ لتنظر جوليا بجانبها فتجد فتاة تنظر إلى ظريف و تبتسم بشدة؛ لتنظر سريعًا إلى ظريف فتجده ينظر بعيدًا وغير مهتم، فتضحك وتمسك يد ظريف وهي تنظر إلى الفتاة في تحدي؛ لتنظر لها الفتاة من اعلاها لأسفلها باستخفاف وتذهب بعيدًا؛ لتنغز جوليا ظريف وتقول
"لماذا ترتدي ذلك القميص!! ألا ترى أنه يبرز عضلاتك بشدة؟"

الأسطورة المنسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن