الفصل السابع (إنها فقط البداية)

95 8 11
                                    

الفصل السابع من رواية الأسطورة المنسية بقلمي چنى عمرو

"إنها فقط البداية"

وقفت سدرا و أعادت الكتاب مكانه مرة اخرى واثناء عودتها لمحت شيء من النافذة جعل شعرها يشيب من الرعب فقد كانت ترى تلك العيون وسط الأشجار، حسنًا المرعب في الأمر أن تلك العيون هي نفس ذات العيون التي توجد في صور ذلك الكتاب للمستذئب.. إنها تلك العيون الصفراء التى تشعرك بأنها تقول لكَ أن الموت أتي لا محاله!!

قطع نظرها لتلك العيون ذلك الصوت الهادئ
"هل انتِ بخير يا سيدرا؟"

نظرت سيدرا لمصدر الصوت لتجده أوس يمسك بكوب من الماء وينظر لها في قلق؛ لتبتلع لُعابها وتنظر إلى خارج النافذة لتلك العيون ولكن المفاجأة هي أنها غير موجودة لتُعيد نظرها مرة اخرى إلى أوس وتقول
"بخير لا تهتم"

ثم ذهبت إلى غرفتها بدون اي النطق بأي حرف آخر؛ ليقف هو مكانها وينظر إلى خارج النافذة بغموض ثم يضع ذلك الكأس الملئ بالماء والذي من الظاهر أن لا أحد قام بالشُرب منه و دلف إلى غرفة إبرار للنوم

وفي مكان مكان آخر كانت تجلس وجد على تلك الضفة تشعر بأنها ستسقط في الماء بسبب ذلك الدوار، تستمع إلى تلك الأصوات العالية والتى تخبرها بنفس ذات الجملة "لن تجدي الخير مع المستذئب سوف يصيبك ما أصاب الأصليون اهربي فانتِ الأمل" شعرت وجد بألم شديد يداهم رأسها وكانت على وشك الوقوع من على الضفة لتجد تلك اليد الفولاذية تحيط بخصرها وتسحبها لبر الأمان ولم يكن سوى أوس، نظرت وجد بداخل اعينه فلم تجد سوى الحب و الدفء، تحدث أوس قائلًا
"لا تخافي أنا هنا، دائما بجانبك وإن كنت في اخر البلاد فلتعلمي أن روحي دائما بجانبك وإن شعرت للحظة واحدة انكِ في خطر سوف اضحي بحياتي في سبيل إنقاذك"

ومنذ أن بدأ حديثه كانت هدأت تلك الأصوات حولها وكأنه اقوى منهم جميعًا وكأنه واثق مما يقول وكأن حب و شجاعة العالم كلها داخله، ابتسمت وجد وقامت باحتضانه وهي تغمض عينها وتنغمس في احضانه وهي تشعر بالحب و الأمان، ولم يمر وقت كثير لتفتح وجد اعينها وتجد نفسها على فراشها تحتضن وسادتها لتكتشف أن كل ذلك كان حُلمًا، ولكن أليست الاحلام جزء من الواقع في عالم آخر ربما؟ نظرت وجد من على فراشها إلى خارج نافذة غرفتها، تنظر الى ذلك القمر، كم هو جميل، لامع، يخطف الأنظار، من كان يتوقع أن ذلك القمر ساعد على وجود مستذئب؟ أغمضت وجد أعينها ليخطفها النوم مرة اخرى.

                              *******

وفي مكان آخر كانت تجلس جوليا وهي تستند على كَتِف ظريف أمام ذلك المحيط الشاسع كحبها له، وأثناء جلوسهم نظر لها ظريف وقال
"وكم اعشق تلك الأعين الخضراء"

ابتسمت جوليا ونظرت إلى عينيه صاحبة اللون الأخضر الداكن وقالت
"عيناكَ كبستان أخضر كلما نظرت له شعرت نفسي اشُم رائحة الربيع"

الأسطورة المنسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن