الفصل الثانى (عيناكِ جمر يُحيطُني)

402 36 17
                                    

الفصل الثاني من رواية الأسطورة المنسية بقلمي چنى عمرو

                   "عيناكِ جمر يُحيطُني"

مر الوقت وقامت سدرا بإحضار الياروع إلى عائلتها وبدأت فى شُرب كوبها وهى تنظر إلى وجد و تبتسم، وبعد دقائق حدث ما صدم الجميع حيث أن فى لمح البصر استفرغ إبرار الدماء من جوفه؛ ليفزع الجميع، وتتحول تعابير وجه سدرا إلى الرعب بعدما رأت أن إبرار قد أخذ الكوب الموجود به السُم؛ لتنظر له برعب وتقول
"أخي أخي، حاول التنفس رجاءًا!!"

ابتعدت وجد عنه قليلًا ثم أخذت نفسًا عميقًا وقالت
"حسنًا حسنًا اهدأوا وابتعدوا"

ابتعد الجميع سريًعا وكان إبرار يختنق لعدم قدرته على التنفس؛ لتغمض وجد أعينها وتضع يدها على قلبه وهى تفكر به يتحرك معها بصحة جيدة؛ لتبدأ في الإرتفاع عن الأرض تدريجيًا ويدها مازالت على قلب إبرار، ليصبحوا هم الاثنين فى الهواء، ثم بدأت يدها وهى على قلب إبرار بإخراج بعض النور ثم هبت الرياح ليقع وشاحها؛ ليكشف لنا عن وشم يشع نورًا قويًا أعلى كتفها، مرت ثواني ثم هدأت إنارة ذلك الوشم وبدأت وجد في الهبوط إلى الأرض بشقيقها وبعد ثواني معدودة قامت بفتح أعينها بهدوء؛ لتجد أعين الجميع مصوبة عليها فى دهشة وكأنها المرة الأولى التي تفعل بها ذلك، حولت نظرها إلى أخيها لتجده نائم فى سبات عميق ولكن أنفاسه انتظمت؛ لتبتسم براحة شديدة وتقول موجهة حديثها إلى والدها
"أبى يجب أن نقوم بنقله إلى فراشه"

أومأ والدها سريعًا و اقترب لحمل ابنه، ساعدته وجد و أخذوه إلى غرفته؛ لتنظر سدرا إلى والدتها بخوف و أعين زائغة؛ لتنظر لها والدتها بتعجب وقلبها يخبرها أن هناك شيء خاطئ ثم تقول
"سدرا.. هل هناك شيء.. هل تريدي إخباري بشيء؟"

نظرت لها سدرا بخوف ثم حركت رأسها نافية وقالت بنبرة صوت خائفة
"عن إذنكِ امي اريد ان استنشق بعض الهواء النقي"

و ذهبت سريعًا دون النظر خلفها؛ لتنظر والدتها فى أثرها و هي تشعر بان هناك شيء خاطئ ولكن لم تهتم كثيرًا وذهبت لغرفة إبرار؛ لتطمئن عليه.

وخارج ذلك المنزل كانت تهطل الأمطار بشدة وسدرا تقف أسفلها تشعر بمدى سوء ما فعلته.. فشقيقها كان على وشك الموت بسببها.. ولكنها غير مخطئة.. نعم هي كانت تريد أن يحدث ذلك لوجد ليس له.. حاولت اقناع نفسها بذلك ودلفت إلى المنزل مرة أخرى

وعلى نقيض ذلك تمامًا فى الجهة الغربية من المدينة كانت تقف تلك الفتاة وهى تحاول أخذ أنفاسها بعد أن استمعت إلى صوت شخص أخر معها بالغرفة، شهقت الفتاة وكانت على وشك الصراخ؛ ليضع ذلك الشخص يده على فمها سريعًا ويجعلها تلتفت إليه ويقول وهو يضحك
" ماذا تفعلين هل انتِ حمقاء.. هل ستصرخين حقًا يا توبا؟؟"

صمتت توبا قليلًا ثم نظرت له و أومأت سريعًا دون تردد؛ ليضحك هو بشدة ويقول وهو لايزال يضع يده على فمها والأخرى خلف ظهرها لكى لا تركض
"ألا تتذكريني حقًا.. يا فتاة انا أصيل"

الأسطورة المنسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن