الفصل الرابع (الحكاية القديمة)

277 32 20
                                    

الفصل الرابع من رواية الأسطورة المنسية بقلمي چنى عمرو

"الحكاية القديمة"

زادت دقات قلبها بشدة وبدأت فى النظر خلفها؛ لتنصدم عندما تجده هو، ببشرته الخمرية و أعينه الرمادية الجذابة، وذلك الشعر الأسود كالليل، ولكن لا لن تصدق أن ذلك هو أوس الا عندما ترى شامته، نظرت له بدموع و وضعت يدها على أكمام قميصه تنزلها بهدوء؛ لتجد تلك الشامة التي لطالما أحبتها وأشعرتها أنه مميز؛ لتضحك وجد بشدة و ترتمي بأحضانه تبكي كالطفل الرضيع؛ ليعانقها وتهبط دموعه في هدوء و يقول لها بصوت محشرج
"عاشق... بالله انني عاشق يا وجدي"

ولكن لم يكونوا يعلموا أن هناك أعين كالصقر تراقبهم من بعيد و تبتسم ابتسامة ثُعبانية وتخطط لشيء بشع

ابتعدت وجد عن أوس و نظرت في أعينه الرمادية الجذابة وقالت
"لماذا لم تأتي من قبل؟"

نظر لها ولم يتحدث؛ لتهبط دموعها وتقول
"هل كنت خائف من مواجهتي؟"

صمت قليلًا ثم قال بعد أن زفر بشدة
"حسنا ليس سهل أن أقول ذلك ولكن..." صمت قليلًا وهو لا يعرف كيف يخبرها انه مستذئب... هل ستقبل ذلك أم لا، هل ستتركه إن أخبرها؟ حسنا لا يوجد خيار لقد وعدها بذلك عندما كانوا صغار
نظر لها وتحدث بهدوء
"وجد أعلم أن ما سأقوله شىء غير منطقي ولكن أيضا غير منطقي أن تكوني شافية، إنها موهبة غريبة إلى حد كبير لذلك أتمنى أن لا تضحكي أو تخافي عندما أخبرك أنني... أنني مستذئب"

كانت تنظر له بهدوء ولكنه تحول إلى صدمة؛ لتنظر له بأعين مفتوحة على مصرعيها و حاجبين مرفوعين وتقول وهي تحاول أن لا تصرخ
"هل تقول لي أنك مستذئب؟؟"

نظر لها وكانت عيناه مليئة بالرجاء، كانت عيناه تترجاها أن لا تركض منه او ألا تصرخ، او الا تضحك حتى ولكن ما قالته كان خارج عن ذلك حيث قالت بصوت فاتر قليلًا
"معذرتًا يا اوس ولكني يجب أن أعود للمنزل لكي لا يلاحظ أحد غيابي"

ذهبت بدون أن تنتظر رده بينما هو لم تسقط عينه من عليها، يعلم أنها لن تتقبل ذلك بسهولة، سوف تفكر قليلًا بعد ذهابها للمنزل، ستبدأ في الشعور بالقلق والخوف منه، ثم ستتذكر ايامهم سويًا فتشعر بالاطمئنان، تنهد هو ونظر إلى تلك الجزيرة في الماء، وشعر أن حبهم كتلك الجزيرة، متنقل وغير ثابت.

دلفت وجد إلى منزلها، وصعدت لغرفتها، وهناك صراع بين قلبها، وعقلها، فالعقل يخبرها بأنه لا يجب أن تقترب منه، فهو خطير، و القلب يخبرها أن الحب سيطغى على كل شيء، فلا يجب أن تقلق، إرتمت وجد على فراشها، وهي تتنهد في تعب، فهي حقا تحبه، ولا تستطيع أن تنكر ذلك، ولكن لا تستطيع أن تنكر ما قاله من قليل، وأثناء تفكيرها وصراع قلبها، وعقلها، وقفت خائفة مما تذكرته؛ لتذهب سريعًا إلى الطابق السفلي لمنزلها، وتذهب إتجاه مكتبة والدها بهدوء، وهي تتلفت حولها لكي لا يراها أحد، وبدأت في البحث عن ذلك الكتاب ودقات قلبها تعلو؛ لينتهي بها الأمر تستمع إلى دقات قلبها كالموسيقى، زفرت وجد بعدما فشلت في إيجاد ذلك الكتاب، وقررت أن تنتظر والدتها عندما تستيقظ؛ لكي تسألها عن ما تريد، جلست وجد على أقرب مقعد بجوارها، وبدأت تشعر بالقلق والخوف يملأون قلبها، هي فقط لا تريد أن تكون مع مستذئب، وأيضا لا تريد أن تبتعد عن أوس، شعرت ببعض الدفء يحاوطها عندما تذكرت اليوم الأول للقائهم.

الأسطورة المنسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن