وداعيات(farewells)

إذا تحدث الموت

ولِيَنظُروا إليَّ وكأنَنِي قَتَلتُ أحبائهُم وما خَسِروا شيئاً إلا وإرتَبَطَتْ خَسَارَتهُم بأسمي ، وأنا أغفو وهُم  يَحقِدونَ عليَّ لا يَرَونَني ولا يَسمَعَون مِنّي ويَسخَرُونَ مِنّي حتى يُذكَر أسمي فيَبكونَ نَدَمي ويَخافونْ وأنا أخلُط ُ ألعَفَنَ بالسُخامِ وما أكَلَتهُم مِن ديدانِ ، وأحسِب لهُم الأعوامُ وما يسعدونهُ مِن أيامٍ وما يتحملونهُ مِن أحزانٍ ، وأُذكَرُ بالظلامِ كما يُذكَرُ الماضي بالأسودِ والأبيضِ وما خالَطَتهُ الحَداثةُ مِن الوانٍ ولا يُلاحِظونَ فيَّ الجَمَالْ فأُوصفُ بالقباحةِ كما أُوصفُ بالاوهامِ كالهياكلِ العظميةِ و إخوَتِهم سَحَرةُ الظلامِ ويَعزِلونَني في حياتِهُم وأُصبِحُ أنا صاحِبَهُم وقتَ نِهايتَهُم ، فيَفزَعُونُ بمَعرِفّتِي ضَحِكاً هِستيرياً وعيوناً دامِعَةً وإنقباضاً في صدورهم يأخذون عليه مأتمهم كمأتمي وما يذرفونه وما أنا له قريب أكثر من أهلهم وما أحبوه ، و أرجوا من حياتهم في صباحي كما أرجوا من مماتهم في ليلي وسباتي وكما مضوا بكرهي مضيت بدوري وقتما حان دورهم ضممتهم الي أمانةً أسوي لهم أمورهم قبل القيامة فيصيحون بأسمي وقت غضبهم في الحياة ، كما سيصيحون بأسمي وقت وحدتهم في قبورهم ، ويعرفون عني الظلام كما إعتقدوه عني في حياتهم تحت الاضواء ويتحولون الى الرميم كما هيكلوني ، فيتمنون أن آتيهم وهم صاروا جزئاً مني ، ولكنهم لا يدركون أنني صاحبهم لوقتٍ طويل أسر لهم الخاطر وأذكرهم بأصلهم وأنهم أمتلكوا الأرواح وما غابوا عن ذكري كما سيغيبون عن ذاكرة الناس ، حتى يعرفوا أنني لست النهاية كما إعتقدوا عني ، لكنني بداية ما هو أكثر.