أتوقف أحيانا أفكر فيكِ ، كأني اتأمل الامور وانتِ لم تعودي معنا ، أتأمل إن كانت هذه الامور فقدت معناها بعدم وجودك ، أم ، أم إنها فقط بداية ليكون إرثك الرحيم إرثك طيب القلب ، إرثك المحمل بالأخلاق ، إرث تربيتك الذي جمع بين الشدة والحب بأبها صورها ، الأرث من خيرة الابناء ، من خيرة الاحفاد ، مَن أثنوا الأيام الصعبة ودموعُهم المنهمرة تمد القوة لقلوبهم المجروحة ، حيث يكون خيارهم دائماً صحبة بعضهم البعض ، ليشدوا ازر بعضهم ، إقتدائاً بكِ يا مَن احتضنتِ أرواحهم بتأثيركِ الطيب ، وعندما احاول أن اتذكركِ ، تكون ابتسامتك العفوية أول ما أتذكر ، الابتسامة التي جعلت بيتكِ القديم المتهالك دافئاً للغاية ، حتى في اسوأ حالاته ، كان يمثل متنفساً ومصدراً للأمان لكونكِ فيه تعتنين بأفراده ، وتستطيع عائلتك الاجتماع فيه ، لانكِ فيه ، كونكِ من يجتمعون حوله ولأجله ، وماذا قد أكتب لأصفكِ ! ، ماذا يمكن أن أكتب عن مقدار حبنا لكِ ، أجل ، الشيء الوحيد المؤكد ، أنتِ كنتِ محبوبتنا.
اعتنيتي بنا ، من أكبرنا حتى أصغرنا ، جميعنا تلقينا حبكِ الذي لا ينتهي ، أغرقتِنا بحبكِ حتى أن دموع العائلة كلها لن تفي مقدار حزننا لما فقدناه من حب برحيلكِ ، لكنكِ بالفعل قدمتي الكثير يا محبوبتنا ، حتى عندما اشتدت الحياة عليكِ لم تلومي أحداً ، حتى الحياة نفسها ، أنتِ حقا أحببتي كل ما هو خير ، حتى أحكام القدر الصعبة عليكِ ، لم تزعزع حبكِ ، لم تزعزع إيمانكِ ، ولهذا نحن اقوياء ، لأننا نتذكركِ دائما يا محبوبتنا ، وحتى مع إختلاف شخصياتنا بأبتعادِ الأجيال عنكِ ، جميعنا نفخر بكوننا آل بهية الخير بهية المحبة.
أنت تقرأ
وداعيات(farewells)
Poesíaمجموعة من القطع النثرية القصيرة ، لكل قطعة اسلوبها وموضوعها واسرارها واسبابها ، تمثل خلاصة أكثر من سبع سنوات من التجارب الكتابية والتعبيرية. 2015-?