(أوزوريس / 3695ق)
حدقتان متسعتان، شفتان مفترقتان، نبض بدأ يتسارع بجنون.
"إنه سايمون حقا... لسـتُ أحلم"
حدثت كاثرين نفسـها، محدقة في تلك الألماسـة الكبيرة المحشـورة بين الصخور. بدت كجزء من بنية الكهف الرطب، المسكون بظل لازوردي يتمايل بين النور والظلمة.
لم يكن هناك مصدر ضـوء سـوى (الآيزلايت )¹ التي أخرجها هانسـل فور دخولهم للمكان،
_____________________________________________
(الآيزلایت: گرات شـبه زجاجية تتوهج في الظلام بشدة، وهي بذور نباتات آیزبوتوم الرمادية الملتوية الواقعة في وادي البريكلز شرق أوزوريس. يتم حصادها وهي في مرحلة الصلابة قبل اكتمال نموها وتحولها إلى الطراوة واللزوجة، لتسقط مكونة نباتات أخرى بعد أن تغرس جذورها الممتدة إلى الأرض).
_____________________________________________سقط نورها الأبيض الخافت على سايمون وهو يقبع ساكناً، كدمية محفوظة داخل مادة هلامية.
قفزت عشرات الأسئلة في عقلها، وأطبق فمها من دون كلام، قبل أن تنهمر الدموع المحبوسـة في عينيها كالسيل الجارف.
وقفت هناك كالصـنم الذي تصب عيناه، متجمدة بلا حراك للحظات، ثم أحنت ركبتيها ببطء لتجثو أمامه رافعة نظرها إليه.
لم تعرف كيف تبرر ما فعلته، وهل يسمعها أصلاً أم لا. كل ما عرفته أنها بحاجة لقول الكثير، في معاتبته وطلب السماح منه، وحتى توبيخه.
كانت تائهة بين نقيضين: الغضب من سايمون على ما فعله، والرغبة في نيل الغفران على ما فعلته هي.
في السـابق لم تكن ذكرياتها دقيقة، بل مقتطفات متفرقة لأهم الأحداث المؤثرة في الماضي، ولم تتذكر ما حصـل بعد تنفيذها لما طلب منها.
الآن فقط عرفت منبع الحســــرة والألم المبهم، اللذان لازماها طيلة فترة فقدانها للذاكرة. لطالما استيقظت من كوابيس مريعة،
تنسى أحداثها لحظة فتح عينيها الدامعتين، دون أن تعلم ما مرت به في الكابوس ليجعل دموعها تنسكب بذلك الشكل.
لطالما شعرت أن قلبها يكاد أن يتوقف خلال النوم، مراراً وتكراراً. كانت تشكو معاناتها إلى ليندا،
أنت تقرأ
صائدة الارواح
Fantasyالجزء الثاني لرواية ملعون انترياس ادركت كاثرين أن حكايتها لم تنته بعد ورحلتها قد بدأت للتو بعد ان ادركت وضعها وما قامت بفعله في الماضي تبدأ بمحاولة تصحيح اخطائها لاكن تواجهها الكثير من العقبات كيف ستتخطى الصعاب الرواية منقولة