البارت الرابع

25 2 0
                                    






- لا بأس سـأخبرك... لقد وصـل الحكيم الأعلى (الفن)، سنطبق (تقليد الجويسليدر)¹، وهذا عرف وقانون نتبعه منذ آلاف السنين، بعدها ســيأمر الزعيم بتنفيذ الإعدام بحقكِ هناك...
_____________________________________________
1- تقليد قديم جداً يمارســـونه في مقبرة الأرواح، يتم فيه اختيار الزعيم القادم ومخلص أوزوريس من قبل أرواح أجدادهم القدامي الساكنة في تلك المقبرة، بواسطة توهج رمالها عند وقوف الشخص المختار عليها.
_____________________________________________

-..........

- أما زلت تأبين الكلام؟!

-............

- بإمكاني مساعدتكِ على الهرب. فقط تكلمي وأخبريني أين هانسـل الآن، لنجد دليل براءتك من مقتله.

-...........

- أرى إنك أنت من تحكمين على نفسك بالموت المحتم... حسناً، كما تريدين.

طرنا على متن طائر ضـخم لساعات مع قافلة من الجنود الذين كانوا يركبون طائراً مماثلاً.

مررنا فوق الغابة عابرين سهولاً خضـراء واسعة نضـرة كأننا نركب الريح، حتى ارتفعت الأرض عند صـف من التلال المحدبة بحواف منحدرة،

خلفها أرض جرداء لا تحوي سوى أحجار وبعض الشواخص تلوح من بعید.

بدأنا بـــــــالهبوط في مكان أرضـة رملية بيضاء بالكامل، مليئة بالألواح العملاقة، حفرت عليها نقوش غريبة تشبه الطلاسـم.

ترجلنا من الطائر وأدهشني ما رأيت، كنا بالقرب من بنايات صخرية شاهقة العلو، بدت لي مثل ناطحات السحاب،

وجدت العديد منها، بأشكال مستطيلة وسـداسـية وخماسية ودائرية.

شقت جموع الصخور أزقة حجرية متعرجة،

توزعت تلال رملية ناعمة على أطرافها.

سـلك الجنود أحد تلك الأزقة وسحبتني الفتاة لنمشي خلفهم.

سرنا باتجاه أضخم بناء في تلك البقعة الشبيهة بالمقبرة، والذي لاح لنا من بعيد.

كلما اقتربنا اتضـح أكثر، حتى صرنا مقابل بوابة حجرية عملاقة، أخذت تفتح ببطء.

بينما وقف الجنود لدقيقة، التفتت نحوي الفتاة المدعوة إيريكا، لتلقي علي نظرة وعيد، كأنها تقول

"لم يبق إلا القليل لأقتلك بيدي هاتين".

ما عاد يهمني شيء، ليحدث ما يحدث بأسرع وقت ممكن لأرتاح إلى الأبد.

عبرنا البوابة لنجد حشوداً من الحاضرين بانتظارنا داخل قاعة ضخمة، يرتدون نفس الزي.

أخذتني إيريكا إلى حلقة حجرية في أحد أركان القاعة، تحت سقف مقعر سامق، لتدخلني وتدخل معي.

صائدة الارواح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن