البارت الثالث

38 3 0
                                    

(كارولين / قصر السير سميث / 2022 م)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


(كارولين / قصر السير سميث / 2022 م)

أبت عيناي أن تفتحا إلا قليلاً، وأصر جفناي على العناق مهما حاولتُ فتحهما.

غمرت رائحة الرطوبة الدافئة أنفي ورئتي، خليط بين رائحة الأرض بعد سقوط المطر ورائحة العفن، حتى شعرت أنني على وشك التقيؤ.

لم أعرف ما يحصل، كان رأسي يدور والرؤية ضبابية بالكامل. هل أصاب عيني مكروه؟
هذا ما كان ينقصني، أن أصبح مقعدة وعمياء أيضاً.

المني رأسي كلما حاولتُ التركيز في النظر، لكن كان علي معرفة مكاني ومصـدر تلك الرائحة، وذلك مستحيل دون إبصار.

بعد عدة محاولات، اتضحت لي الصورة على مهل.

"يا إلهي ما هذا؟! مستحيل! ما الذي حدث هنا؟!"

كنتُ وسـط غرفتي في القصـر، الأرضية تكسوها طبقة سميكة من الأتربة،كأنها تكدست منذ قرون،

والفراش والستائر ممزقة كأن حيواناً مفترساً قد هجم عليها، بينما علت الجدران تشققات وصـدوع جراء رطوبة مجهولة المصدر وامتلأت بالسخام، فضلاً عن النباتات المتسلقة والطحالب التي غطت مساحات منها.

كنت ممددة على الأرض، أشعة الشمس تخترق الشرفة عبر زجاج نوافذها المحطم، لتنعكس بطريقة مخيفة حولي.

"يا ربي... هل هذا كابوس؟!"

صفعتُ وجهي وقرصـتُ ذراعي لكن لم يتغير شيء. جربت مناداة ليونا أو  أدريان.

- ليونا! ليونا أين أنتِ؟ ما الذي يحدث؟

لم يرد سوى صرير النافذة التي تحركها الرياح.

- أدريان، ليونا أرجوكما أجيبا... ما الذي يحدث؟

بدا القصـر خالياً من أحد سواي. وجب علي التحـرك، لكن مقعدي لم يكن موجوداً.

أقمت جذعي وأسندت رأسي على الجدار خلفي، وأنا خائفة ووحيدة.

صرت بمفردي بهذا العالم، حتى جسدي تخلى عني. لم أفهم ما الذي حدث وما كنتُ فيه ولماذا، ولم يشكل ذلك فرقاً أصـلاً.

كنت مجرد عاجزة، لم تستطع حتى مساعدة أختها حين ابتليت بفقدان ابنها.

جلسـت أنتحب بيني وبين نفسي حتى قاطعني صوت حركة ما.

صائدة الارواح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن