البارت الثاني

50 4 1
                                    

(أوزوريس /3695ق)

فتحت كاثرين عينيها بعد تلك الـذكرى، التي حطمت ما تبقى من قلبها المنهك، وازدادت التساؤلات في عقلها، هل الرؤيا التي راودتها ذلك اليوم كانت مدبرة؟

ام انها كانت حقيقية و تشير او تنبأ بشـيء لتجد نفسها نائمة على قطعة قماش معقوفة رثة فوق الصخور.

كانت أشعة الآيزلايت تنتشـر في أرجـاء المكان، فجالت ببصـرها حتى وقعت عيناها على هانسل، الذي كان جالساً بجانبها ينظف سلاحاً غريباً بالنسبة لها،

لكنها اعتادت على غرائب هذا العالم. استندت على يدها اليمنى للاستقامة والجلوس، محاولة استيعاب ما حدث وما سمعته، وإن كانت حقاً قد فقدت سايمون إلى الأبد.

رفع هانسل نظره والتقت عيناه بعينيها الحائرة فثبتتا نحوه، ليقول بهدوء، بصـوته المتزن المهيب، وهو يضع سلاحه في غمده:

- أرى أنك قد استيقظت... هل هدأت الآن؟ هل استوعبت ما قلته لك جيداً؟

- .........

- لا مزيد من العناد والإصرار. صفحة سايمون قد طويت، ليس بالنسبة لي ولكِ فقط بل بالنسبة لأوزوريس كلها، والآن بيتر هو مستقبل أوزوريس، لذا فهو مستهدف ويجب أن ننقذه بأي ثمن.

- ..........

- لم تنظرين هكذا... هل هناك خطب ما؟

- لا يمكنني تصديق ذلك. لا يمكن أن يتركني سايمون ويرحل بعد أن وجدته أخيراً. لا أملك إلا ذكرياته الآن... ليتني لم أتذكر شيئاً لكي لا أقاسي كل هذا العذاب.

- هه، أحقاً تهمك ذكرياته!

قال ذلك بابتسامة ساخرة، ليثير غضب كاثرين التي استقامت في جلستها.

- كفاك استهتاراً بمشاعري!

- أنت استهترت بمستقبل كوكب بأكمله، وليس بمشاعر سايمون وقلبه فقط.

- قلت أنا آسفة لم أكن أعلم.

- هذا يكفي. لا يمكننا الهرب من الماضي... أنت اخترت فتحملي نتيجة اختيارك الآن، وكوني على قدر الموقف الـذي وضعت نفسك به،

أكملي الطريق إلى نهايته وكفاك نحيباً على سايمون، فهو لن يعود حتى لو عكفت لألف عام على إصلاح ما فعلته.

- ما انا سوى حمقاء أضاعت حب حياتها وعائلتها، حتى جاء دور ابنها ليضيع منها كالباقين... ليتني مت بدلاً من سايمون أو اختفيت من الوجود... لأنني فعلاً لا أستحق الحياة.

- لو كان المراد ينال بالتمني، لما كان...

- لما كان ماذا؟

- أتعلمين، إنني أرغب بشدة أن أنهال عليك بالتوبيخ، وأن أنتقم منك على ما فعلته.

- إذن لم لا تفعل؟ أنا أستحق ذلك.

- لا أستطيع... لا يمكنني فعل شيء لك.

صائدة الارواح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن