(أوزوريس / 3696ق)خوف، حيرة، ندم، حزن، شعور بالغربة واليأس... هذا ما تملك كاثرين وسيطر عليها يوماً بعد يوم، داخل ذلك القفص الحجري، تحت شجرة الأرغوانتا العملاقة.
مرت الأيام ببطء ثقيل وخانق عليها، خمس ليال منذ اليوم الذي توهجت فيه رمال المقبرة، معلنة عن أغرب شـخص من الممكن اختياره.
امرأة بشرية، ضعيفة، يتيمة، خائنة، عروس منحوسة وأم لم تحافظ على ابنها.
"لم يختار الأجداد شخصاً كهذا؟!"
هذا ما أكل قلب كاثرين وعقلها طيلة الليالي الماضية.
حل الفجر وتسرب النور من بين أوراق الشجرة وقضبان القفص، ليسقط على وجه كاثرين، المستيقظة كحالها في كل ليلة.
سـبب لها صرير أســـانها صـداعـاً فظيعاً، جعلها تئن أنيناً مكتوماً وحرمها من النوم طوال الليل، وهي ترمي بأضلاعها على قضبان القفص القاسية.
انتقلت دوروثي، تلك الجندية التي تولدت لديها رغبة غير مبررة في مساعدة كاثرين، من غصـن إلى غصـن بقفزات رشيقة،
حتى وصلت إلى قفص كاثرين، لتقترب منها وتجدها شاردة بعيداً، تنظر للسماء التي اختلطت فيها الظلمة مع النور، فكسـتها سـتـارة رمادية كئيبة، تنبئ بفجر بائس آخر يمر عليها وهي سجينة.
- كاثرين، أما زلت تمتنعين عن الطعام؟!
التفتت إليها كاثرين بتثاقل، لتبرز عيناها الغائرتان.
- هل قررتم شيئاً بشأني أم لا؟
- كاثرين انظري إلى حالتك! لقد أصبحت هزيلة واصطبعت عيناك بهالات سوداء. هكذا ستموتين قبل أن يقرروا إعدامك حتى.
- فلیگن.
- أعتقد إنهم قرروا شيئاً بشأنك. لقد طلبوا حضورك اليوم بعد طلوع النهار مباشرة، لذلك جئتُ كي أخبرك أن تستعدي.
- أنا مستعدة لكل شيء، على أية حال.
استمرت كاثرين تحدق عبر قضبان القفص، نحو الأفق البعيد، متجاهلة دوروثي، التي استدارت وعادت أدراجها إلى القفص المكلفة بحراسته، يملؤها الأسى على حال السجينة.
لم تعلم ما الذي جعلها تتعاطف مع شخص من غير جنسها وكوكبها ولا تعرفه من قبل.
ربّما انعكس شيء من ماضيها في كاثرين. أحياناً تتعلق بأحد من الوهلة الأولى، ليس لشيء، سوى إنه انعكاس لذكرى أو شخص أحببته في الماضي.
بعد ساعات قليلة علت شمس النهار، وغمرت أوراق الأشجار وحشائش الأرض لتكسبها لوناً براقاً.
فتح باب القفص فجأة وقفز داخله أحد الجنود، بينما خاطب جندي ثاني كاثرين من خلفه:
- هيا انهضي بسرعة.
أنت تقرأ
صائدة الارواح
Fantasiالجزء الثاني لرواية ملعون انترياس ادركت كاثرين أن حكايتها لم تنته بعد ورحلتها قد بدأت للتو بعد ان ادركت وضعها وما قامت بفعله في الماضي تبدأ بمحاولة تصحيح اخطائها لاكن تواجهها الكثير من العقبات كيف ستتخطى الصعاب الرواية منقولة