كان الصباح مزعجاً ، لقد أرسل الشمس علي عيناي مباشرةً لتزعجني ، فتحت عيناي بتعب شديد من ليلة البارحة التي اختلطت بالبكاء والتفكير وأيضا بالضحك والسخرية والاستمتاع مع الفتيات ، كانت ليلة كعصير الفاكهة المشكل ، نهضت وأنا اشعر بأن جميع عضامي محطمة ، غسلت وجهي وألقيت نظرةً علي اختي التي كانت كالجثة الهامدة هي وسيسيليا ، لقد جافاني النوم هنا ، ربما لانها اول مرةٍ انام بعيداً عن منزلي ، تنهدت وأنا اطالع نفسي في المراة العملاقة كانت ثياب سيسيليا الوردية التي ارتديها واسعة بعض الشيء ، تنهدت ولملمت شعري وأنا انتظر احداهما ان تستيقظ ليبدأ اليوم ، ولكنهما كالجثث ، تنهدت وفتحت الشرفة ببطء شديد وخرجت لاستنشق نسمات الصباح
- ايتها الشمس ما بك معي ؟ الا تدركين متي نمت ؟ لقد نمت السادسة صباحا فكيف توقظينني بهذه الطريقة لم انم ساعتين علي بعض
قلت بازدراء وأنا انظر للسماء ، تنهدت وألقيت جسدي علي الكرسي وحاولت ان انام مجدداً ولكن هذا افشل شيء حصل ، دخلت للغرفة وخرجت منها فوراً الي الرواق ، كنت اتمشي بهدوء ، حسنا ان كانت القصص التي نقرأها حقيقية فهذا يعني ان كارولوس سيكون هنا قريبا ، وسيخبرني لما استيقظ في هذا الوقت ولما ولما ...
تنهدت بيأس حين لم يحصل ما ظننت وخرجت من المنزل الي الفناء ، كان الحارس يقف كالتمثال والبستاني يسقي الزهور ، تقدمت منه وقلت بابتسامة
- صباح الخير عزيزي البستاني ، كيف انت ؟
ابتسم البستاني وقال ناظراً لها
- بخير ، فمن يستيقظ علي الورود ليس لديه خيار الا ان يكون بخير
ابتسمت وهي تشير للزهور أمامه
- هذه الزهور صحيح ؟
نظر لها البستاني وضحك
- كنت أعبث معك قليلا ، ارأيت كيف جعلتك تفكرين ؟
ضحكت وقالت بينما تفرك يديها بإحراج
- حسنا لقد جعلتني افعل ، انت جيد في هذا
ضحك طويلا ثم وضع الساقي وقال:
- انت ايفا صديقة العائلة أليس صحيحا ؟
ابتسمت وقالت بصوت منخفض
- ليس كل العائلة
ضحك فابتسمت وهي تنظر للقصر عن بعد
- في الحقيقة لا ادري ، ان والدتي هي صديقتهم وأنا ابنتها لذا ...
رفعت كتفيها واردفت
- لا املك خياراً غير ذلك لأكون
ابتسم البستاني ، كان الصباح لطيفا قليلا ، حسنا ليس سيئا لم يكن سيئا ابداً
نظرت لشرفة غرفة سيسيليا ، الكسولتان لم تستيقظا بعد ! لمحت أحداً يطالع من النافذة ، ابتسمت لسويت التي كانت تراقبني ، أشحت بنظري بعيداً ، لا يمكن ابداً ان احبها ، هذا مستحيل ، نظرت للسائق الذي استيقظ هو الاخر ونظر لي بتعجب ، ابتسمت له ولكنه كان صارماً ايضا ، توقف أمام مرأب السيارات بالقرب كالتمثال ايضا ، ضللت أشاهدهم ، كيف يتحملون العيش كالتماثيل هنا ؟ كيف يقف الحارس دون ان يتحرك ، والسائق الذي يبدو كالرجل الآلي المبرمج علي ان يفعل ذلك ، تساءلت اين الحياة في حياتهم ؟ ثم سخرت من نفسي ، وكأن في حياتي حياة أساساً
- إذن الم يستيقظ احد ؟
سأل البستاني
- كلا ، انا فقط
ابتسم البستاني حين أجبت ، في النهاية من الغباء الحديث مع الخدم هنا ، انهم يستعجبون ان يتحدث احد معهم وان لم يفعلوا فانهم سيستغلون الامر ، كما يفعل هذا البستاني ، تثآبت بكسل ونظرت للسماء ، قلتُ بابتسامة :
- انظر أيها البستاني كم ان السماء جميلة هذا الصباح !
- روبن أعطني مفاتيح السيارة
فتحت عيناي وظللت اطالع السماء وكأنني انا الأخرى صرت تمثالاً ايضا ، كان صوته ، وكما لا تخطيء الأمهات في رائحة اولادهن حتي الأذان العاشقة لا تخطيء في معرفة صوت من تحب ، اخفضت راسي ونظرت له ، كان مهنذماً ، ثيابه جميلة وأنيقة كان يتحدث مع السائق انه علي بعد القليل فقط ، ولم يلق بالا بوجودي بل ولا يجعلني اشعر بقيمة هنا ، كالشجر والتماثيل والخدم ، لا باس ف علي الأقل يمكن ان اجد عذراً ان كنتُ شجرةً فعلاً ولكنني صديقة العائلة كما قال هذا البستاني اوليس من الوقاحة الا يلقي التحية ؟
- سيدي مفاتيح هذه السيارة في الداخل اعذرني سأجلبها فوراً ..
قال السائق ودخل للغرفة الخارجية ، نظر لنا اخيراً واقترب ، كان صوته الجهوري صباحاً يجعلني أطير ، وهذا شيء جديد ، فصباحاً لم اكن اره ابداً وهذه اول مرة نتقابل صباحا
- صباح الخير جاك ، هناك في الفناء الخلفي زهرة بنفسج زرعتها سويت صباح الاحد ، تفقدها من فضلك
زهرة سويت ، لا ادرى لما آلمني اهتمامه بزهرة هكذا رغم انه لا يهتم بشيء في حياته ، كنت انظر اليه وأفكر ، حسنا تأكدت من انني حصاة هنا لان حتي الأشجار قد تعترض طريقه ولكنه تخطاني ببرود دون ان يلتفت حتي ، قال البستاني بانصياع
- فوراً سيدي ..
ضحكت علي البستاني الذي كان يرتدي ثوب كازانوفا المغرور زير النساء وهاهو الان يعود الي ما قدرته الحياة له ، سقاية الزروع ، تنهدت ونظرت للسماء ، حسنا افضل شيء ان مزاجي اليوم في مكانه ، وهذا اعظم ما قد يحصل لانه نادر ، نادر جداً ان استيقظ بهذا المزاج الجميل ..
- ما هذه الثياب ؟
كان ينظر لي بسخرية ، قلت
- ثياب النوم الخاصة بسيسيليا ، ماذا هناك ؟
أشاح وجهه بعيداً عني ، خرج السائق وفي يده المفتاح حيث تقدم وناوله له باحترام
- تفضل سيدي
أخذ المفتاح دون ان ينظر لي واتجه الي سيارته ثم صعد وخرج من المنزل ، نظرت لثيابي متسائلة عن كون شيء خاطئ بها
- أهي متسخة؟
قلت بينما اتفقدها ، قاطعني صوت سيسيليا التي كانت تنادي من الشرفة
- ايفا تعالي ايتها الحمقاء !
قالت بينما كانت تهذي بكلمات أخرى لم اسمعها ، صرخت
- ماذا هناك ؟
- تعالي!
أتيت ركضاً اليها ووقفت أسفل الشرفة
- ماذا تريدين يا كسولة؟
- اصعدي بسرعة
قالت ذلك ودخلت ، زفرت ودخلت القصر متجهة اليها وحالما دخلت حتي انقضت علي كالنمر ، صرخت
- ماذا تفعلين يا مجنونة ؟
- أتخرجين بثياب النوم للفناء ؟ وتسامرين البستاني ايضا
صرخت وقلت
- اتركيني، وما المشكلة ؟ أهي مكشوفة ام ماذا ؟
ابتعدت وقالت بينما تسخر مني
- هذا مخل يا غبية ، وممنوع هنا ، ان ملابس النوم أسوأ من الفساتين التي قد نرتديها في الحفلات!
نظرت لها وحلست قائلة بعدم اهتمام
- وما الفرق ؟ ان الملابس التي نرتديها في الحفلات مكشوفة و ان ثياب نومك هذه مغلفة كلها حتي انها لا تظهر معصمي
جاءنا صوت ايما التي كانت تزمجر
- اغلقوا افواهكنّ الثرثارة ! لما لا تنمن ها ؟؟! لقد نمنا عند السادسة بحق السماء !
ضحكت سيسيليا
- لقد استيقظت لان الغبية لم تغلق الشرفة حين خرجت فدخل النسيم وشعرت بالبرد واستيقظت ، قولي لأختك لما لم تنم وليس انا
نظرت لهما وقلت ببغض
- ان الذنب للشمس لقد توقفت عند عيناي تماماً حتي احرقت رموشي
ضحكت ايما وسيسيليا وقالت
- اذهبي للنوم ارجوك امي لن تأتي الان يا طفلة
كررت سيسيليا وراءها كلمة طفلة ، تنهدت وقلت بانزعاج
- لست طفلة إنما سيدة جميلة ورقيقة تحب امها
ضحكت ايما
- سيدة ؟
أكدت لها وأنا أكررها بتشديد ضحكت سيسيليا وقالت
- حسنا لننهض ، سننام قدر ما نشاء في الليل اذ ان هذه اللحظات معكم ستذهب حين يحل المساء والنوم لن يذهب ، صحيح؟
أومأت بحماس وقلت بينما أزيل الغطاء عن ايما
- صحيحٌ تماماً !
___________________
9:30 Am
كنا نتناول الإفطار في الحديقة ، كنت سعيدة بهذا الصباح ، رغم مرارة الأكل ، ومرارة رؤية كارولوس يذهب للعمل دون ان يهتم بوجودي ، ومرارة رؤية سويت بهذا القدر من السعادة ، اشعر وكأنها تأخذ سعادتي ، ولكنها ليست سعادتي بل القدر الذي تمنيت ان اكون سعيدة به ، نظرت لسويت وجوليانا اللاتي خرجنْ للفناء بسعادة ، لوحت لهم سيسيليا فتقدمتا
- صباح الخير يا فتيات كيف حالكن؟
قالت سويت فابتسمت ايما وسيسيليا وعبرت كل واحدة عن حالها بمرح نظرت لي جوليانا وقالت
- كيف انتِ يا ايفا ؟ ألازلتِ متوعكة ؟
ابتسمت وقلت بهدوء
- لا ، لقد زال
ابتسمت جوليانا وجلست قربي بينما تقول
- ان احتجتِ شيئا فانا طبيبة !
ابتسمت واومات ، جلست سويت وعدلت المنديل لتشرع بالأكل ، كانت تاكل بشراهة ، ضحكت جوليانا وقالت
- سويت يبدو عليك انك لم تاكلي منذ زمن !
ضحكت سويت وقالت بمرح
- اجل ، بالأمس لم آكل جيدا
ضحكت ايما وقالت
- اجل لم تأكلي ولم تتركي حتي كارولوس يأكل
ضحكت سيسيليا وجوليانا بينما كنت لا افهم شيئا ، ابتسمت وسألت
- لما لم تأكلي عزيزتي سويت ؟
تنهدت وقالت
- في الحقيقة كانت معدتي ممتلئة ...
قاطعتها سيسيليا
- ولكنك لم تأكلي شيئا يا كاذبة ! بماذا امتلات إذن ؟
ضحكت سويت واجابت
- آه امتلأت شعوراً ، كنت احس بسعادة عظيمة لم يكن لي رغبة بالأكل ولا بأن افعل شيئا غير الرقص والضحك ، ولو كان المكان مناسباً لصرخت بحماس من شدة سعادتي !
نظرت لها بابتسامة ، كانت تتحدث كطفل في السابعة ذهب للمدرسة لأول مرة ، ابتسمتُ لها فبادلتني الابتسامة وقالت
- اتمني ان تجربن ذلك قريباً ..
ابتسمت جوليانا وقالت
- اظن ان لا احد يفهمك هنا غيري
ضحكتْ سويت
- اجل اجل بما اننا عشنا ذلك معاً ، ولكنك خطيبة جيم بينما انا لم اخطب لكارولوس بعد
تدخلت ايما
- ولكنك كمن يتذمر لانه دخل المدرسة ولم يتخرج بعد ، حبيبتي ، ان خطوتك هذه تضمن لك زواجاً ناجحاً بكارولوس
وافقتها سيسيليا الرأي قائلة
- فعلاً كلام ايما صحيح ، ان كارولوس ورغم انه صعب المراس غير ان ما فعله ليلة البارحة أذهلنا ، تغيير مفاجئ به !
ابتسمت سويت بحياء ، قالت موجهة كلامها لي
- وانت ايفا ماذا تقولين عن ذلك ؟
ابتسمتُ مجاملة وقلت
- اه اجل ، كما تقول سيسيليا لقد كانت مفاجئة لنا جميعاً
وضعت لقمة الطعام في فمي فوراً وكأنني اخبرهم ان فمي مشغول ، لا يريد الكلام اكثر ، تعقد الوضع حين قالت جوليانا
- لقد قال جيم انه يريد ان يجعل الزفاف قريبا
- إذن هذا يعني انّ كارولوس سيتزوج سويت قريباً
كانت اللقمة قد توقفت عند حلقي ، ترجيت اللقمة ان تهبط بسلام في معدتي ولكنها قالت : اختنقي ، في النهاية يجب ان تخرجي هذا الحب اللعين منكِ!
ناولتني سيسيليا الماء فشربته فوراً ، تنهدت ونظرت لجوليانا التي كانت تضرب ظهري برفق
- أأنتِ حقا بخير ايفا ؟
- اها بخير لقد اختنقتُ فقط .
عمّ الصمت المائدة ، كنت الاحظ ان البستاني يبتسم ، ابتسمت بسخرية وأكملت طعامي حتي خرجت الخالة نيكول من البيت
- صباح الخير يا فتيات ، اوه ما اجملكن معاً تبدين كباقة الورود العطرية
ابتسمت جوليانا ونهضت لتقبل حماتها المستقبلية ، ابتسمت ايضا وحييت الخالة نيكول مع الفتيات
- خالتي تعالي لتتناول الفطور معنا
قلت بينما افسح لها المجال ، ابتسمت وقالت
- لا تناولوا انتن ، سوف أتناول إفطاري مع زوجي
قالت الكلمة الاخيرة بغنج لتضحك جميعهن ، ابتسمت سويت وقالت
- إفطاراً موفقاً إذن!
ضحكت وذهبت للقصر ، ابتسمت ايما وقالت
- ما أجملها !
ضحكت سيسيليا و
- حسنا اظن انها تشبهني
ضحكتُ وقلت بسخرية
- أنت تشبهينها ام هي تشبهك ؟
ابتسمت سيسيليا وقالت : هي تشبهني
خرج جيم بينما كان يرتدي ثياب رياضية وقال
- صباح الخير يا فتيات
ابتسمتُّ وحييته
- صباح الخير يا رئيس
ضحك وقال بينما يقترب منا
- كيف انت يا سيسيليا من شخير ايفا وأيما البارحة ؟
ضحكت ايما وقالت بانزعاج
- بالطبع انا لا اشخر
وحين احسست ان التهمة توجهت لي مباشرة قلت
- انا لا اشخر الا حينما اكون متعبة !
ضحكت جوليانا وقالت : إذن بالأمس شخيرك وصل لي في غرفتي !
نظرت لها بعدم تصديق وقلت : حقا ؟
ضحك الجميع واقترب جيم من باقة الزهور الموضوعة علي الطاولة وقال :
- علي هذه الطاولة اكثر زهرة احبها ، أيمكن لاحد ان يحزر ما هي ؟
نظرت له سيسيليا وقالت
- واضح ، انها زهرة البنفسج !
نظر لها وقال ساخرا
- بالطبع لا ..
نظرت لجوليانا التي كانت تخفض بصرها بحياء فضحكت حين تذكرت ذاك البستاني وقلت وكأنني طالب حفظ الدرس
- انها جوليانا !
ضحك طويلا وقال
- كيف حزرتِ ؟
حككت مؤخرة راسي وقلت
- سرعة بديهة فقط
ضحكت جوليانا وضربتني بخفة علي يدي ، قاطعت الحديث سويت حين قالت
- اوه علي ذكر زهرة البنفسج لقد زرعت زهرة بنفسج صباح الاحد ! يا الهي لقد نسيت الاعتناء بها
قالت ونهضت بينما تمسح شفتيها من بقايا الطعام ، قلت بغباء
- اعتقد ان البستاني سقاها !
نظرت لي وقالت
- وكيف عرفتِ ؟
لم اجب اذ قاطعتها ايما حين قالت
- انظري ايفا انها والدتنا !
نهضت بحماس واتجهت ركضا لأمي التي كانت تبتسم لي عن بعد ، احتضنتها كانني لم ارها سنة ، ضحكت وقالت
- مابك لم أغب طويلا !
نظرت لها ايما التي اقتربت رفقة سيسيليا وقالت
- كادت تموت من الخوف ، حتي انني فكرت في ان اتصل بك لتأتي وتاخذيها
ضحكت امي وقالت بينما تنظر لي
- أحقا يا طفلة ؟
ضحكت سيسيليا وقالت
- اجل لقد قلنا لها انها طفلة فقالت انها سيدة تحب امها فقط
ضحكت ايما وامي ثم ضحكت انا وقلت
- عيب عليكن انها اول مرة انام فيها بعيدا عن البيت
- كفاكما سخرية علي ابنتي يا غبيتان
ضحكتا معا لتضحك امي وتقول
- حسنا سأحيي السيدة نيكول وآتي ، لن نتأخر
ابتسمت وأومأت ناظرة لامي التي اختفت من امامي ، قالت سيسيليا
- الليلة هناك عشاء بمناسبة خطبة اخي لجوليانا ، ارجوا ان تحضرا يا فتيات
نظرت لها واحتضنت ايما قائلة
- لن نأتي لقد سخرتِ مني هنا .
ضحكت ايما وقالت
- انا سآتي ما شأني بشؤونك .
نظرت لها وقلت بامتعاض
- يا خائنة
ضحكت سيسيليا وقالت
- سأحزن ان لم تأتي يا ايفا ، في النهاية انا صديقتك وأقول لك ما أشاء ولا تستائي مني ! حسنا مفهوم !؟
ضحكت علي نبرتها التي تشبه توبيخ والدتي لي ، أومأت ايجابا وابتسمت حين رأيت امي تودع خالتي نيكول والعم جان
- شكرا جزيلا لكما
قالت والدتي وصعدت السيارة ، ودعت سيسيليا وودعت جيم والفتيات ثم صعدت رفقة امي وأيما ، غادرت هذا المكان متنهدة بأسي ، سيكون من الصعب ان انسي كارولوس اذ ان امي تأتي الي صديقتها باستمرار وكارولوس حالياً يعيش في قصرهم ولا ادري لما ، لا ادرى حقا لماذا اصبح يأتي اليهم ويبقي معهم ، يبدو ان له مشاكلا في قصر والده ، تنهدت ، انني كلما حاولت تجنب المجئ تأتي الي ّ سيسيليا وتهددني بانها ستحزن ان لم احضر ، ولكنها لا تدرك انني احزن اكثر منها عندما احضر ، وأنا علي حساب حزني اسعد الأخرين ...
_________________
عمّ المساء واسدل الليل ستائره ، كنت نائمة بعمق قبل ان تفتح ايما فمها الذي كمكبر الصوت :
- انهضي انهضي سنتأخر عن الحفل
، نظرت لها بغضب وصرخت
- مابك يا فتاة الا يمكنك ان تتكلمي بصوت معتدل ؟
- لا ، سوف اجعلك تندمين لانك أيقظتني صباحا
تنهدت وتململت قائلة بنعاس
- لا اريد الذهاب اتركيني سأنام !
تذمرت ايما وقالت بينما تزيح اللحاف عنها :
- أليس لديك ذرة حياء يا فتاة ! ان سيسيليا تقول انها ستحزن ان لم نحضر معاً ، ارجوك انهضي هيا سنتأخر ولن تكوني جميلة بالقدر الكافي للذهاب
- قولي ما ستقولين ، اريد النوم ، لم انم منذ يوم غير تلك الساعتان اللاتي لن احسبهما مؤكد .
نظرت لي مطولا ثم اتجهت للخارج ، كنت احسب انني سأنام وينتهي الامر الا ان امي دخلت للغرفة وهي تعدل قرط أذنها
- انهضي ايفا هيا
- امي مابكِ اريد النوم لما لا تتركوني !
انتشلتني امي من ذراعي واجلستني ، كنت سأبكي من شدة الانزعاج ، تنهدت امي وقالت بدفء
- يمكننا ان ننام قدر ما نشاء ، ولكن العلاقات الجميلة من سيعيدها لنا ان فرطنا بها ؟
نظرت لها باعين دامعة ، ابتسمت ايما وقالت : ان هذا ما حاولت ان أقوله لها منذ ساعتان !
نظرت لها بحنق وقلت : انتِ لا تتكلمي ! حسابك معي بعد ان نعود
ضحكت امي ووقفت ، قالت بنبرة جدية قليلا
- اخرجت لك فستانك وأعراضك، تجهزي واريدكما جاهزتان عند السابعة ، الوقت يداهمنا
تنهدت حين خرجت امي وألقيت بالوسادة علي ايما التي بدأت تضحك ، تنهدت وأخرجت فستانها قائلة
- سيحضر ماكس اليوم ، لا تعلمين كم اشتاق له ..
- انا ايضا افتقده ، لقد كان افضل صديق دوما
نظرت لي ايما وقالت بحنق : ولكنه بالنسبة لي ليس صديقا !
ضحكتُ ونهضت رامية اللحاف ايضا عليها
- اجل ولكنه صديقي ..
دلفت للحمام واستحممت ثم جهزت شعري ، تقريبا بدأت أضع اللمسات الاخيرة علي ملامحي قبل ان ارتدي فستاني الاسود ، خرجت من الحمام لأرى ايما التي كانت ترتدي فستانا ابيض ، اجل كانت تبدو شقيقتي كالملاك ، نظرت لي وقالت بذهول
- تبدين كاللوحة الفنية ، يا الهي ايفا كم انت غاية في الجمال !
نظرت لها وقلت بإحراج
- حسنا احرجتني ، هيا امي تنتظر يا غبية
ضحكت وقالت : لست رجلا اغازلك انا اختك
هززت راسي وابتسمت وأنا اخرج ، نظرت لي امي وابتسمت وهي تقول
- انتي تشبهين والدكِ ايفا ! يا الهي كم ان الشبه بينكما رهيب
ابتسمتُ وقلت بينما أهز كتفاي
- ليتني رأيته ، أهو وسيم امي ؟
تنهدت امي وقالت
- اوسم رجل قد ترينه في حياتك ..
- وانت تشبهين امي كثيرا يا ايما !
قلت فابتسمت ايما وقالت : اجل اظن هذا
- إذن هيا لنذهب
قالت امي فخرجنا معاً وصعدنا السيارة ، تنهدت وأنا اشاهد الطريق التي صارت تبتعد شيئا فشيئا حتي نقترب من قصرهم ، حتي اقترب من اللعنة ومن كارولوس ، من سويت ومن الناس اللذين يحزنون قلبي حين اراهم ، تنهدت .. اغلقت عيناي الرماديتان اللاتان كانتا مرسومتان بالكحل ، واستسلمت ، استسلمت للنوم في السيارة .
___________________________
وصلنا للقصر ، كان المكان مضاءاً بطريقة مبهرة ، النسيم عليل وكان حوض السباحة مليئ بالأضواء ، الطاولات الآتي كانت مزينة وبعض النساء والرجال والقليل من الاطفال ونحن ..
لمحت سيسيليا قادمة بحماس تجاهنا ، اتجهت نحوي وقالت فورا
- تبدين جميلة جداً جدا
نظرت ل ايما وقالت
- وانت ايضا ايما ! ملاكان
ابتسمت ايما وأنا وقلت
- وانت تبدين غاية في الروعة ، اظن ان زواجك سينتج من هذه الليلة
ضحكت سيسيليا وقالت : اوه ايفا لا تراوغي ارجوك
أردفت بعد ان لاحظت امي : خالتي كيف انت ؟ انا سعيدة جداً بقدومكم ، كما ان امي بالداخل لقد قالت لي ان اخبرك انها تنتظرك في غرفتها كي تنتقي لها فستانا
نظرت امي لسيسيليا وقالت
- الم تجهز امك بعد ؟
- لقد قالت انها تنتظرك
- اوه نيكول لاتزالين كما عرفتك في الثانوي
قالت امي واتجهت للداخل ، ضحكت علي كلام الخالة نيكول ، انها كالمراهقة تماماً ، استأذنت ايما وسيسيليا واتجهت لأجلس في الأرجوحة ، كنت اطالع النجوم في ركن بعيد عن التجمع ، ان المكان هادئ ، والأزهار بدأت تعطر الاجواء ، تنهدت وأنا اشاهد النجوم قبل ان يقاطعني صوت ما جعلني التفت
- يا الهي من هذه الجميلة يا ترى ؟
صرخت بحماس وأنا اتجه اليه لأحتضنه
- ماكس ! يا الهي لقد اشتقت لك
ابتسم ماكس واحتضنني بقوة قائلا
- لقد افتقدتك يا صغيرتي ، كثيراً جداً
ابتسمت ونظرت له ، وابتسم ايضا ونظر لي
- إذن كيف انت ؟
- انا بخير يا عزيزتي ، لقد ضجرت من العمل في باريس ، لقد عدت هنا وها انا ذا اريد ان استمتع في هذا الحفل
ضحكت وقلت بينما تعاود الجلوس علي الأرجوحة
- عملك ممل جداً ، لما لا تستقيل
ضحك وقال بذهول
- ماذا ؟ استقيل ؟ يا للجنون!
ابتسمت وقلت بينما أهز كتفاي
- اجل ان الحياة يجب ان تعاش لا ان تعمل بملل هكذا حتي تنسي نفسك!
تنهد واخذ يسحب الأرجوحة ويدفعها بي ، ابتسمت وأنا استشعر النسمات علي وجهي ، قال بهدوء
- لقد صرتِ جميلة جداً ، كثيراً وجميلة بإفراط
تنهدت وقلت بينما اتمسك بالارجوحة جيدا
- ان الجميع يقول ذلك ، ولكن أتدري .. حين لا يقولها الشخص المناسب ستشعر انك اقبح شخص في هذا العالم .
أوقف الدفع وقال : الازلت تحبين كارولوس ايفا ؟
نظرت له دون ان اجيب ، ففهم ذلك ووقف امامي قائلا
- ستنجين قريبًا، الأمر فقط يتعلق برغبّة المرء في التخطي ، وأنا ادرك تماماً انك ترغبين بان تتخطي ذلك .
نظرت له وقلت باستياء
- المدرك ليس كالمتألم ..
تنهد وقال بينما يمسك كتفاها بانفعال
- يجب ان تدركي انت ايضا الخطأ الذي تقومين به ، ماهذا ايفا ! تحبين رجلا لا يراكِ ؟ لا يلق بالا لوجودك ...
حين لاحظ تأثرها ، هدأ وقال بصوت ضعيف
- رجلا لا يدرك مالذي تحبينه ومالذي تكرهينه ، لا يعرف كيف يقول لك صباح الخير بأعين لامعة ولا يحصي معك النجوم في ليالي الصيف ، تحبين رجلا لا يهمه ان أكلت ام لم تفعلي وان بكيت ام ضحكتِ ، رجل لا يفرق معه حالك ولا يهتم بوضع وردة خلف اذنك ، رجل سيتزوج قريبا بغيرك ، أتحبين ما يحصل معك ؟
كان كلامه قاسياً ، ولكنه حقيقي وفي حين كنتُ اريد الاعتراض كان قلبي يصرخ "دعي الرجل يقول الحقيقة " وفي حين كنت أعارض قلبي لاوقفه عن الحديث كان فمي يأبى الكلام ولساني ادعي انه اصاب بنوبة قلبية حتي لا يتحرك
- صعبٌ على الإنسان أَن يتخطّى شيءٍ لامَس روحُه .
- إذن اخبريه ايفا ، قولي له انك تحبينه وليحصل ما يحصل ، لا تأكلي الهموم وحدك بل قاسيميها مع الكل بادري يا ايفا او اخرجيه من قلبك !
- انت تعلم ، لطالما أخفيت حبي له خوفًا من خسارته ، يبدو الأمر شُجاعًا ، و مُحزنًا ايضًا
- ستخسرينه في الحالتين الان ، بادري ودعي الحياة تفعل ما تشاء
ابتسمت وقلت بينما انهض
- ماكس انت تعلم انني لو أمُوت منْ فرط رغبَتي بشيء ، لا أُبادِر .
تنهد ماكس وقال : إذن انسيه فقط .. لأجل نفسك فانا افتقد القديمة حقا
- سأحاول سأحاول
قلت وأنا ابتسم : إذن مارأيك في فستاني هذا ؟!
نظر في عيني وقال
هناك مشكلة ..
نظرت له وقلت بينما اشاهد ثيابي
- وما المشكلة الان ! حتي في ثياب الحفلات هناك مشكلة ؟
- اخبريني من سَيواسي بقيةَ الألوان عندما تلبسين الأسود !!
نظرت له بذهول ، كان كلامه لطيفا جداً . حتي انه جعلني اضحك ، تنهدت وارحت راسي علي كتفه ومشينا معاً الي الحفل ، كنت سعيدة جداً بماكس ، هذا الرجل افضل رجل في الرجال !
نظرت لسويت التي كانت ترتدي فستانا قصيرا ابيض يتماشي مع شعرها القصير وجوليانا التي كانت ترتدي فستانا احمر اللون وهي تستدل شعرها علي كتفيها
وقع كارولوس بين عيناي ، كان يقف قرب طاولة الشرب ، يحتسي كأسا به كمية قليلة من العصير ، كنت سأذهب لأشرب شيئا غير ان سويت التي اقتربت منه جعلتني أتراجع ، كانت تشرب معه أيضاً وهي تضحك ، امسك ماكس يدي عندما لاحظ الامر وقال بعزم
- تعالي سنشرب شيئا
تنهدت وذهبت بانصياع معه ، كنت اقف قرب سويت وكارولوس الذي كان ينظر الي نقطة ما بعيداً جداً عن هذا الواقع ، ابتسمت سويت وحيتنا قائلة
- تبدين جميلة جدا يا ايفا !
- شكرا لك وانت ايضا تبدين رائعة
تجاهلت ان احيّي كارولوس ، قال ماكس بابتسامة
- انشرب عصير جزر هاواي ؟
- لا، اريد البرتقال
نظر لي وقال باستياء
- ولكن البرتقال موجود دائماً لما لا تجربين شيئا جديداً
ابتسمت وقلت بدلال
- سنشرب كلنا عصير برتقال ففي النهاية ، الرأي هو رأئي
ضحك وقال : كما تشائين ايتها العنيدة
ابتسمت بهدوء حتي وقعت انظاري علي ايما فغمزت لها حين قلت لماكس
- اوه ماكس نسيت ان اخبرك ان سيسيليا كانت تبحث عنك منذ ان اتينا! لقد قالت انها تريدك بأمر هام
ضربت باطن يدي بجبيني فقال بتعجب :
- ولكن اين هي ؟
اشرت بابتسامة خبيثة الي ايما وسيسيليا فاتسعت احداق ايما ، لربما ظنت باني كشفت سرها وأخبرته بانها مغرمة به ، ضحكت علي ملامح وجهها لأترك ماكس يذهب إليهما
وها انا وحدي مجدداً نظرت الي كارولوس الذي اختفي من جانبي فابتسمت بخفة ونهضت أتجول رفقة عصيري
،" اخبريني من سَيواسي بقيةَ الألوان عندما تلبسين الأسود"
ضحكت بسعادة وأنا اشاهد فستاني الطويل الاسود ، كنت اتمشي بابتسامة وأنا اطالع الجميع حتي ابتعدت قليلا عنهم و جلست في الفناء حيث كنت أحادث البستاني صباحا ، ياتري اين هو الان ؟
كانت غرفته بالقرب من غرفة السائق ، فكرت في ان اوقظه ولكن الامر لن يكون ملائما الان ، تنهدت وجلست ، كانت تلك الفكرة تحوم عقلي وعوضاً عن البستاني رأيت كارولوس يتجه لسيارته ، كان يأخذ شيئا منها ، وقبل ان يلاحظني أشحت ببصري بعيداً عنه ، لم أتوقع ان يتقدم نحوي ولكنه فعل ، أساساً دائما يحصل عكس ما اتوقعه ، يحصل عكس ما اظن وعكس ما اتخيل .
- اتنتظرين أحداً
قال بنبرة ساخرة ، نظرت له وقلت بينما احاول ان أبدو طبيعية اكثر
- في الواقع نعم
نظر الي غرفة البستاني ثم قال
- ان الحراسة هنا ضعيفة ، من الخطر ان تبقي وحدك هنا
نظرت له ، أهو مهتم ؟ وقفت فوراً وقلت بانصياع وكأنني غير مصدقة انه بتحدث معي :
- حسنا ان كان ذلك هو رأيك ..
مشي بخطوات متزنة فمشيت معه ، قال ببرود
- ليس رأي وإنما أعطيتك معلومة قد تفيدك عن المكان
توقف قليلا قبل ان نصل للازدحام ، قال بشبح ابتسامة ساخرة
- ففي النهاية الرأي هو رأيكِ ، أليس كذلك ؟
تركني وذهب ، اغلقت عيناي وفتحتهما محاولة استيعاب ما قال ، انه يقول كلامي الذي قلته لماكس حين كنت اطلب العصير ، حاولت ان اضبط نفسي ودخلت في الحفل ، لقد كان التفكير فيه اكثر إرهاقا وسط مجتمع من الناس ، لما كان مركزاً معي في حديثي ؟ أهو مهتم ؟
سألت للمرة الثانية ، كان بصيص الأمل يومض عندي فابتسمت ، حين خطر شيء بعقلي ، فإان كان يريد ان يعيش مع صديقه جيم جميع لحظاتهما فلماذا لم يتجرأ علي خطبة سويت ؟ لما اكتفي فقط بأن يصرح بعلاقتهما ؟ كانت استنتاجاتي ترفع مؤشر السعادة لدي حتي كنت ادور وأدور حتي كدت اصاب بالدور ، لم أبالي بأحد ، ضحكت حين رآني ماكس ولوحت لأمي التي كانت تضحك مع الخالة نيكول وأيضا حين تقدم جيم من جوليانا وقال وهو راكع أمام الناس :
- جوليانا اتقبلين الزواج بي ؟
صفقت حينها بحرارة ، حتي كادت يداي تُقتلعان من شدة الحماس ، وبعد ان قبلت جوليانا الزواج من جيم ضحكت وصرخت لاجلها وقلت مبارك قبل ان ينهال عليها الناس ، وقبل ان يتقدم اي احد ليبارك لهما ، سمعت صوته ، لا أخطئ صوته ولو كان بين آلاف الأصوات
- ان هذه المناسبة سعيدة جداً بالنسبة للجميع ، ولتكتمل هذه الأمسية ..
نظر الي سويت وقال بينما يخرج ذاك الشيء الذي احضره من سيارته
- اعلن اليوم ايضا خطبتي لسويتالين
________
أنت تقرأ
نيران من جليد | fires from ice
Lãng mạnرواية رومانسية ، بمشاعر حقيقية تداعب صميم قلبك ، ستأخذك حيث عالم آخر رفقة إيفا ، الفتاة الجميلة التي أُصيبت بلعنة الحب منذ طفولتها حين احترق منزلهم واضطرت للمكوث شهرين رفقة صديقة والدتهم ، لتقابل ذاك الصبي ذو الطبقة المخملية ، والذي يكون أيضاً صديق...