كان الامر -مثل أن تَكتُب أبجديتك كلها لـ شَخصٍ لا يرغب بالقراءة ، مثل ان تحاول شرح مشاعرك لشخص اصم وان تبكي حباً أمام شخص اعمى ، كانت الأصوات تنخفض تدريجياً ومؤشر امالي هبط بطريقة سيئة دون سابق إنذار وتحطم قلبي ، كانت سويت تبتسم بسعادة وهي ترتدي خاتم الخطوبة ، هو لم يطلب منها ذلك ولم يركع ويقول بشكل لائق : سويت أتتزوجينني ؟
حتي انه قال اسمها الكامل دون دلع (سويتالين)
ورغم تلك التبريرات ، قلبي لم يعد يصدق ، وأيضا حتي عيوني لم تصدق ما تراه ، ظننته حقيقة، أنا التي ركضتُ بكل ما أملك من أملٍ لكي أصل إليه ، كم عزّ عليَّ أنني ركضتُ من أجل لا شيء ، من اجل سراب اختفي حالما ظننت انني سأصل ، ولو انه اختفي منذ بداية اول خطوة لي ما كان سيرهقني الامر كما هو الان .
جلست علي اقرب كرسي أصفق ، أصفق بفتور ، وكأنه بذلك سلب روحي ، ورغم انني احبه الا انه في ذاك الوقت جعلني اكره نفسي ، لانني احببته .
تقدم ماكس مني وكأنه شعر بي ، احتضنني وابتسم قائلا
- انظري الي السماء ، ولا تجعلي أحداً يرى ضعفك .
نظرت له وأومأت ثم عدت لاحتضانه ، لم أشأ ان اخرج من حضنه ، كنت اود الموت عند صديقي ماكس ، والذي كان سنداً لي في كل شيء ، فتحت عيناي مطالعة الناس ، وقعت انظاري عليه ، كان ينظر لي ، انني هنا في أمان يا كارولوس لن يخفق قلبي لانني في حضن ماكس ، ان ماكس سيحميني من نفسي ولن احبك مرة أخرى ، في النهاية انك يا كارولوس لم تخطئ ، ولا اريد ان أكرهك لانك لا ذنب لك ، انني المذنبة الوحيدة هنا ، انني المذنبة لانني أحببتك وحدي ، وجعلت حبك يفتك بي ويرمي بي الي هذه المرحلة ، أشحت ببصري بعيداً عنه ونظرت لامي التي تضحك علي ، اه انها بالفعل تسخر مني الان ولن تصمت عن تكرار ما رأته في المنزل ، ولكن ماكس صديقي ولا ارى ان في ذلك ما يدعوا لل....
- مرحبا ماكس
كان صوتها ، ان الأذان العاشقة لاتخطئ صوت المراة التي سلبتها من تحب ، ولو وضعت بين ملايين الأصوات
- مرحبا سويت ، أهلا صديقي كارولوس مبارك لكما
سمعت اسمه ، أيقف خلفي ؟ أهو صامت هكذا ليجعلني اشعر انه كالموت ؟ يباغتني حين اهدأ ؟
وقفت باتزان وابتعدت عن ماكس واستدرت فرأيته امامي مباشرة
- شكراً لك ماكس
قالت سويت فابتسم ماكس ، رد كارولوس
- الفأل لك
ابتسم ماكس وشكره ،، احسست ان يد ماكس تعتصرني فقلت بابتسامة
- مبارك لكما ، تليقان ببعضكما كثيراً
ابتسمت سويت وقالت
- شكراً لك ، العقبة لكِ اتمني ان تجربي جمال هذا الشعور
ابتسمتُ وشكرتها ، وقبل ان يرد كارولوس علي مباركتي، تقدم جيم واحتضنت جوليانا سويت
- يا رجل لقد اذهلتني حقا !
قال جيم فابتسم كارولوس ساخرا
- رجل المفاجآت أليس كذلك ؟
ضحك جيم وقال موجها كلامه لماكس
- لم يقل انه سيفعلها رغم انني صديقه المفضل ، برأيك أأسامحه يا ماكس ؟
نظر ماكس لكارولوس وقال بينما يمسك كف يدي
- بالطبع سامحه ان الامر ليس بذاك التعقيد
ضحك جيم وابتسمت انا بحنق
- إذن ماكس آلن تفكر انت في الزواج ؟
قال جيم فابتسم ماكس وقال ساخراً
- لازلت أأسس شركتي ، لذا لا اعتقد ان الزواج في هذا الوقت سيفيد
قال ماكس وأردف مازحاً
- الا اذا تزوجت موظفة
- في هذه الأوضاع حتي الزواج من موظفة لم يعد حلاً يجب ان يكون لديها ابناء موظفين ايضا
قال كارولوس ساخراً فضحك جيم وماكس ، ابتسمت علي سخريته ، ثم تنهدت وقلت
- سوف يتزوج ماكس يوما اجمل فتاة ، لن تكون موظفة ولا بأولاد كذلك ، صحيح ماكس ؟
همهم ماكس بابتسامة، نظرت لكارولوس فكان ينظر اليّ ، كم ان عيناه جميلتان ، وذقنه وشعره المبعثر ايضا ، ورغم ان تلك النظرات كانت تجعلني ارغب بالبكاء الا ان الامر كان كالسباحة علي شاطئ بارد ، في فصل الشتاء
- كارولوس عزيزي مبارك لك
قالت الخالة نيكول وامي التي كانت تقف قربها وتضحك ، انشغل كارولوس وماكس مع جيم وأيضا سويت وجوليانا ، اما انا ف انسحبت ، نظرتُ لهما عن بعد ثم دخلت الي القصر ، اتجهت لغرفة سيسيليا وجلست بتعب ، أأبكي؟
ولكن مظهري سيتشوه،حتي انني لم اُحضر شيئا لأعدل به مكياجي ، لم احضر شيئا ليخفي اثر البكاء ان بكيت ، لذا تحاملت علي نفسي ونهضت متجهة للشرفة ، كان منظر المعازيم والأكل والخدم جميلا ، نظرت لكارولوس براحة من هنا وهو يتحدث ، كان رجلا صعب المنال ، كالجدار من الجليد ولا اعرف مالذي احببته به حتي أعيش هذه المعاناة وحدي
كانت سويت سعيدة ، ولازلت لا اعرف لما اشعر بالغضب تجاهها ، ما ذنبها المسكينة ؟ ان الذنب يقع عليه ، تنهدت وقلت بأسي
- ان الذنب لا يقع عليه ولا عليها ، انهما عشيقان يحبان بعضهما ، يعيشان كأي رجل وامراة وبعد الحب يأتي الزواج طبعا لذا انا الغير منطقية هنا ، انا الغير منطقية .
تنفست بعمق ، انني مذنبة بحق نفسي ، هذا الحب انا صنعته لأقتل به نفسي ، وها انا تحمل عواقب ما صنعت . انني لن القي اللوم عليه لانه لم يجعلني احبه بارادته لم يوقعني بشباكه بل انا وبكل سذاجة أرنب منزلي وقعت بمنتصف الشبكة دون ان يصطادني ، بل كنت كالارنبة التي تذهب للصياد لتقول له اوقعني، اجعلني فريستك،
ولكنني لم اقل ذلك بل كانت رغبتي بذلك كبيرة فقط ، ان يحبني او ان يشعر بي .. كان هذا كل ما رغبت به
لمحني كارولوس ، لمحني انا متاكدة من ذلك ، كما انه ظل ينظر لي ، بالطبع بدا يراوده الشك حيالي ، لطالما كنت انظر له ، واراقبه وأيضا حين يحصل شيء بينه وبين سويت تبدا ملامحي المنزعجة واضحة ، كيف لا يشعر اي رجل طبيعي بهذا ؟ كيف ؟ الا اذا كان ساذجا وهذا اخر شيء يمكن ان أصدقه عنه.فالاخير قال لي حين كنا معا كلمة قلتها عنوة ، "الرأي هو رأيك "
كان سريع البديهة ، لا تمر أمامه نسمة هواء حتي يعرف من اين أتت دون ان يظهر ذلك علي ملامحه فكيف لا يلحظ حبي له ؟
ان افكاري جعلتني اتوعك واتوتر واشعر بالاستياء
- لقد توقعت انك هنا ..
قال ماكس حين دخل الي الشرفة
- وكيف برأيك توقعت ؟
ضحك وقال
- في الحقيقة رأيتك ...
ضحكت ثم نهضت وقلت له مازحة
- رأيتني ولحقت بي إذن ستشعر الموظفة بالغيرة مني حين تعلم انك لحقت بي
ضحك طويلا وقال :
- سأناقش الامر مع احد اولادها
ضحكتُ وعدت لمكاني ، ابتسم ماكس وقال
- أتلك شقيقتك ايما ؟
أومأت حين لوحت لها ، كانت تطالعنا بتوتر ، ضحكت وغمزت لها لتشيح بوجهها بعيداً
- هي لا تشبهك ، انها خجولة جداً
نظرت له وقلت بانزعاج
- أتراني حديدة ام ماذا يا رجل !؟
ضحك وأردف محاولا ان يصلح الامر
- اقصد انها لا تتحدث كثيرا علي عكسك
رفعت حاجبي وقلت
- إذن تقول انني ثرثارة؟
تعجب من كلامي وزاد ضحكه ، قال بينما يحاول ان يكبت نفسه عن الضحك
- لم أتوقع هذا منك ، كيف تفسرين الامور بهذه الطريقة ؟
- في الحقيقة امازحك فقط ، ولكن ايما ليست خجولة الا مع الاشخاص الذين لا تعرفهم اما معنا فلن تصدق انها نفس الشخص
ابتسم ووجه انظاره المعازيم ، قال بينما لا يزال ينظر اليهم
- يبدو كارولوس كالجليد ، لا ادري كيف غرقت بحبه وهو جليدي
- لم اغرق بل تجمدت
قلت وأنا ادعي انني تجمدت فضحك وهو يطالع كارولوس
- ولكنه لا يبدي حماسه للزواج ايضا ، لا افهمه ، لو كنت مكانه لقفزت ورقصت ثم ثملت وهربت بها
ابتسمت وقلت بحزن
- انه هكذا ، لا يمكن لأحد التنبؤ بما يجول بعقله ، حتي حين كان بالجامعة كان متهوراً جداً ، متهوراً لدرجة انه في مرةٍ حطم سيارة والده ثم شعر بالذنب ف ذهب واشترى أخرى دون ان يجعل والده يلاحظ
نظر لي وقال بابتسامة
- ولكنه الان متهور دون مشاعر دون ان يشعر بالذنب او يشعر بالحب ولا حتي بالعطف تجاه احد ، لدرجة انه بإمكانه تحطيم قلبك دون ان يعوضك بشيء ، اشعر بقسوته وأيضا اشعر انه يسخر مني ، نظراته دوما ما تجعلني افقد صوابي
تنهدت وقلت
- ولكن نظراته دوما لا تحمل شيئا لما تستفزك
- لانها لا تحمل شيئا انت قلتها الان ! اشعر حين يراني بانني شيء عديم القيمة حتي انني اكره ان يستقبلني هو حين آتي لرؤية جيم او العم جان
ضحكتُ ثم قلت بينما انظر الي ماكس
- لما انقلب حديثنا علي كارولوس ؟ لننتهي من هذا الان ونذهب لنتناول الكثير من الطعام ..
وافقني ماكس الرأي واتجهنا معا الي الأسفل تحديداً حيث طاولة الطعام ، ابتسمت لجوليانا التي أتت وقالت لي
- تبدين حزينة بعض الشيء
تنهدت وقلت بينما ابتسم
- لما سأكون ؟ الحفلة جميلة جداً
- انت تعرفين انني لا اتحدث عن الحفل .
نظرت لها وتركت ما بيدي وقلت
- الي ماذا ترمين عزيزتي جوليانا ؟
تنهدت وأمسكت بيدي وقالت بنبرة هادئة
- ادرى انك تحبين كارولوس ، انني طبيبة في النهاية
نظرت لها ساخرة وقلت
- رجاءً اخبريني ما بك ؟ أمصابة بهستيريا بسبب وظيفتك ؟ كلما أقول شيئا تقولين انك طبيبة ؟، ثم ما شأن الطب بما تقولين ؟
ابتسمت وهي تضع كأسها قائلة
- دعيني اوضح لك ماهية عملي يا حلوة ، انني طبيبة نفسية .
نظرتُ لها بغير تصديق فابتسمت وهي تشرب كاسها ، تذكرت كل ما قالته لي بشأن المساعدة ، اكانت تعرض استشارةً نفسية لي ، أكانت اوراقي الخاسرة واضحة بالنسبة لها ؟
لطالما ظننت انني اخفي مشاعري بشكل جيد ، أتكون هذه الفتاة الوحيدة التي تكشف كل شي؟
- مابك ؟
تنهدت وقلت
- ماذا تريدين مني تحديداً؟
نظرت لي وقالت بعد ان أمسكت يدي
- رغم ان سويت صديقتي ، ورغم سعادتها به ، الا انني اريد ان اساعدكِ ، او بالاحري اريد ان اكتشف شيئا ما
نظرت لها بعدم فهم
- وماذا تريدين مني انا ؟ لا افمك!!
- اخبري كارولوس عن مشاعرك ايفا، قولي له انك تحبينه ، وأنك لا تريدين غيره ، تخلصي من عناءك ارجوك فهذا سيضرك ، تحرري من هذا فقط ، كنصيحة طبيبة واخت انا حقا لا اريد تعاسة احد هنا صدقيني
نظرت لها وقد بدا الدوار يفتك بي ، قلت دون وعي
- ماذا تريدين انتي من كل ذلك ؟
- اريد ان أتأكد من مشاعر كارولوس تجاه سويت ، اشعر انه فقط يتزوج بها دون دافع ، لا اريد الحزن لها ولا اريد الحزن لكِ ، علي الأقل ايفا ان لم يكن لأجل سويت ، فليكن لأجلك ، او العكس فلربما تفرحين انتي حين يقبل كارولوس حبك ، وربما تفرح سويت حين نتأكد من ان كارولوس لا يحمل مشاعراً لها ،لتكن احداكما سعيدة ارجوكِ ، انقذي واحدة افضل من ان تحزن اثنتان
أنهت موشحتها وغادرت فوراً ، كان رأسي سينفجر ، نظرت لماكس الذي كان يتحدث مع جيم ، كانت عيناي مرهقتان ولا ارغب سوي بالعودة للمنزل ، نظرت الخالة نيكول وامي واتجهت لهما
- امي اشعر بانني لست بخير ، لنعد للبيت ارجوكِ!
نظرت لي امي وسألت بقلق
- مابالك يا ابنتي ؟ أهناك ما يزعجك
أومأت نفيا فتدخلت الخالة نيكول وقالت
- انت ابقي روز، سوف اجعل كارولوس يأخذها المشفي
نظرت لها بعدم تصديق وقلت فورا
- لا لا داعي حقا ! ان الأمر ليس كبيرا الي هذا الحد ، يكفي ان اعود للبيت
ابتسمت امي وقالت
- أمتاكدة انكِ بخير
أومأت مراراً
- فقط اشعر بتوعك صغير فقط
ابتسمت امي وهي تنظر لي ، لم يمر وقت طويل حتي أتت الخالة مع كارولوس
-اعتذر منك يا بني ، اعلم ان اليوم مهم بالنسبة لك .
قالت امي فنظر لي واجاب
- لا بأس لا احد مسؤول عن هذه التوعكات
نظرت له وقلت فوراً ما خطر ببالي
- آه لقد تذكرت ! ان ماكس هنا وهو متفرغ جداً ليقلني للبيت
نظرت امي لي ونظر هو ايضا لي وقال بنبرة جادة :
- هيا لنذهب
نظرت له يتوجه للسيارة ، تنهدت وودعت الخالة وامي ثم خرجت وصعدت ايضا ، لا ادري اي قدر يسوقني الي هذا المكان ولكنه قدر مميت ، لماذا اعود معه ؟ أوليس من المفترض ان يذهب مع سويت ؟ لما انا ؟
كانت الأفكار تجعلني أتوتر وكلام جوليانا يجعلني ارتبك ووجوده قربي لا يساعدني ابداً علي ان اكون مستقرة !
تنهدت وأسندت راسي علي النافذة ، اشعر بانني اريد البكاء وان احتضنه وابوح له بكل ما يجول في اعماق قلبي ، اريد ان اهدأ وأقول انني أريده ان يراني ، ان يشعر بي وان نعيش معا اجمل قصة حب ، اريد ان اخبره ان يبوح لي بما يرهقه وبما يسعده ، وان اخبره انني احيانا اظن انه دون قلب وأنه لايشعر بالفرح ولا الإرهاق ولكنني بالتأكيد مخطئة ، أريده ان يحتضنني ويشعرني بأنه انسان حقيقي معي ..
نظرت له فكان مركزاً أنظاره في الطريق ، كانت هالته جذابة جداً ، وسامته الفائقة وشخصيته القوية ، عيناه الحادة وطريقة حديثه التي تجذبك ، خشونته وأيضا صلابته ، انه رجل جليدي ، وهذا ما جعلني احس بضيق ، ووحدة ووحشة كبيرتان
- انا متأسفة لانك اُجبِرت علي ان توصلني
- لم اُجبَر
اجاب فوراً ، كان ينظر للطريق ، نظرت له بعدم فهم ، أأراد ذلك ؟ تنهدت وأنا احاول فهمه ولكن هذا اصعب ما قد افعله في حياتي ، ان فهمه اصعب من فهم مادة الرياضيات وان التفكير فقط في كلامه سيقودني للجنون يوماً
كان يبدو انه غاضب بعض الشيء ، لا اعرف مابه ، اساسا لم اعرف في حياتي مابه ، انه دوما غامض ، جزء منه لا احد يدركه حتي والداه
- أغضبت مني ؟
قلت بتردد كبير ، كان السؤال قد خرج بعد صراع طويل ، وهاهو ينظر لي ويوقف السيارة ، قال بينما ينظر مباشرةً بداخل عيناي
- أفعلتِ شيئا سيئا ؟
سأل فأجبته بتلعثم
- نعـ ...كلا ليس تماما ، فقط طلبت ان يوصلني احد للبيت وربما أغضبك الامر
تنهد وشغل سيارته قائلا
- لست غاضبا ، لن اضرب رأسي عرض الحائط بسبب طلب منك.
نظرت له مطولا وقلت بعد ان أوقف السيارة أمام المنزل :
- حسنا شكراً لك
ناولني وشاحاً من الخلف قائلا :
- السيارة دافئة هنا ستمرضين ان لفحك البرد فور نزولك
اخذت ذاك الوشاح ولففته حولي ، كيف اشكره الان ؟ أأقول شكرا ام احبك ؟
- سأكون ممتنة لك علي هذا ، ليلة سعيدة
قلت ونزلت من السيارة ، كانت السيارة فعلا دافئة ، لربما كان في وجود هذه الكومة من الجليد دفء ، من يدري ..
ودعته ودلفت للداخل ، كنت مشتتة وأنا انزع ذاك الشال الذي يحوي رائحته ، نزعت فستاني وغسلت وجهي وأزلت كل الأساور وارتديت ثيابا مريحة ثم انغمست بداخل فراشي افكر ، افكر بحياتي كلها منذ البداية وذكرياتي مع ابي قبل ان يرحل وذكرياتي السيئة مع زوج والدتي الذي تزوجها بعد رحيل ابي ، تلك الأيام التي تعذبت فيها حين طعنني زوج والدتي بالخنجر وانا طفلة ، ان الندبة لا تزال في كتفي ، وذكرياتي حين كانت امي مغرمة به وبطفلتها الصغيرة ايما ، قبل ان تدرك انه يؤذيني ، وحين اشعل النار في منزلنا وكنت انا بداخله ، تنهدت وانا اتذكر اول مرة ارى كارولوس الذي اتي مع الخالة روز وجيم والعم جان ليأخذونا ، كان صبيا ورآني ارتجف خوفا فاحتضنني بهدوء وسط كل تلك البعثرة ، انها المرة الاولي التي اشعر فيها بالحب ، ابتسمت وانا اتذكر مكوثي معه طيلة عام كامل بعد ان تطلقت امي من زوجها وبدات بالعمل لتؤمن لنا منزلاً ، لقد كنت احبه ، طفلة غبية واقعة في حبه ، ورغم انها كانت ذكريات جميلة الا انها تبقي ذكريات . واصلت استحضار ذكرياتي بابتسامة حتي بكيت حين وصلت الي ذاك المشهد عندما وافقت سويت علي الزواج منه بسعادة ، بكيت حين كنت منهارة وأنا اخفي مشاعري ، بكيت لانني قبل ان انكسر كنت اظن انه يراني ، كنت احس بوجودي في هذا العالم حين لاحظت انه قال كلامي ، حين فسرت رغبته بان يكتفي ب سويت كحبيبة فقط ، ولكنه فاجأني بذلك ، بكيت كثيرا لانني لن اكون سعيدة بهذا الوشاح الجميل ، ولا سيمكنني ان أفسر انه مهتم بي ، بكيت لان آمالي تحطمت ، اخذت اللحاف وغطيت رأسي وبكيت بحرقة ، كأني ركضتُ كل الطريق وغيري وصل
تنهدت بتعب ، فلا أذكر أني أردت شيئا كما اردته الآن، غير أنّه اليوم بعيد، بعيد جداً، كما لم يكن من قبل.
________________
أنت تقرأ
نيران من جليد | fires from ice
Lãng mạnرواية رومانسية ، بمشاعر حقيقية تداعب صميم قلبك ، ستأخذك حيث عالم آخر رفقة إيفا ، الفتاة الجميلة التي أُصيبت بلعنة الحب منذ طفولتها حين احترق منزلهم واضطرت للمكوث شهرين رفقة صديقة والدتهم ، لتقابل ذاك الصبي ذو الطبقة المخملية ، والذي يكون أيضاً صديق...