الفصل الرابع عشر

252 23 16
                                    

الحمل ؟؟
كانت تنظر اليه بهدوء لتبتسم
- حقا ؟ كم هذا جميل اتمني لكما طفلا رائعاً !

أومأ مراراً وهو يحدق بها ، قالت بعد صمت :
- لماذا اتيت مجدداً الي هنا بعد ان أوصلت زوجتك ؟
وضع كلتا يديه في جيوبه وقال ساخراً :
- اتيت لأشاهد العرض
اغلقت عيناها وقالت محاولة التحكم في نفسها
- اتمني انك لست ثملا او ان حرارتك ارتفعت ايضا
كانت متوترة في داخلها ولكنها لن تظهر له ذلك ، قال
- يجب ان تعودي للمنزل .
نظرت له وقالت بنفاذ صبر :
- هل أتيت لتقول لي هذا !
- اتيت لأجعلك تفعلين هذا
كان كلامه جاداً هذه المرة ، اغلقت عيناها محاولة ان تهدأ ، قالت بينما تنظر اليه
- لست خادمتك هنا ، كما انني اخرج مع ماكس ، لذا سأرجع معه !

كان ينظر الي مكان ما بهدوء أخافها ، اردفت وهي تنظر اليه :
- لماذا تفعل هذا ؟ ماذا تريد حقا ؟
نظر اليها وقال مباشرةً وبكل جمود :
- لانك تهربين بسببي .
نظرت له بعدم تصديق وقالت
- من اخبرك بِـهذا ؟
ابتسم ساخراً
- بسببي إذن ، لقد توقعت ذلك .
اغلقت عيناها وقالت بينما تحاول ان تبتعد
- اتمني ان يتلاشي شعورك الدائم بأنك السبب في ما يحصل معي
كانت ابتسامته الساخرة تجعلها تشعر بأنه يستهزئ بها ، ابتعدت عنه وقالت بينما توجه أنظارها اليه :
- لا احد سبب لي هذا غير نفسي لذا لا تفكر انني ضعيفة بسببك .

نظرت الي الشارع الذي عبره ماكس وذهبت ، كان يطالعها بهدوء قبل ان يتكئ علي سيارته ويشعل تلك السجارة ، كانت ايفا تشعرانها بحال سيئة ، انه أسوأ شيء يحصل هذا اليوم ، كانت تبحث علي ماكس ولسوء الحظ لم تجده ، لا تدري اين ذهب ، تنهدت وهي تبحث عنه قبل ان تجلس بيأس في الحديقة ، اخرجت هاتفها وظلت تنظر لرقم هاتف ماكس ، ودون ان تبالي .. اغلقت هاتفها وظلت تشاهد السماء المظلمة مثلها الان .
عاد ماكس للمطعم وهو يحمل المثلجات ، كان ينظر في الارجاء باحثاً عنها الا ان رائحة تلك السجائر المميزة وصوت ذاك الرجل جعله يشطاط غضباً
- لقد ذهبت بقلب مكسور
كانت نبرته الساخرة تستفزه ، قال بغضب
- هل قابلتها!؟
امسك سجارته قائلا بسخرية :
- يبدو ان الجميع حذرٌ مني
تنهد ماكس وقال
- اخبرني الي اين ذهبت !
- يجب ان تتعلم الطريقة الصحيحة للمواعدة والقاعدة الاولي
لا تترك الفتاة بمفردها
ألقي ماكس المثلجات بغضب وقال :
- سوف تزعجك أفعالي يا كارولوس تذكر هذا دائماً .
صعد الاخر سيارته قائلا بلا مبالاة :
- إطمئن، إنّك أتفه من أن تزعجني .

_________________

كانت جوليانا تجلس قرب والدة ايفا ، تنهدت والدتها بينما تأكل الحساء الذي أعدته نيكول لها ، قالت جوليانا بحزن:
- يجب ان تستعيدي عافيتك يا خالتي
أجابت روزا
- ولكن دون ابنتي ...
تنهدت نيكول وقالت بينما تجلس قربها
- انها محبطة قليلاً ستتحسن وتعود
نظرت روزا الي نيكول وقالت بانزعاج :
- ولكن لماذا لم تخبرنا بأنها مُحبطة ؟؟
أجابت جوليانا فوراً
-لقد أخبرتكم
-كلا لم تخبرنا .
اخذت جوليانا كتف روزا وامسكته وقالت بأسى :
-بل أخبرتكم عِندما بدأت تختبئ في غرفتها كثيراً، و عِندما قالت بأنها ليست جائعة، اخبرتكم عِندما توقفت عن الدراسة و لم تبالِ بِها، أخبرتكم بوجهها الشاحب و عيناها الحمراوتان والسوادِ مِن تحتِهما، أخبرتكم عِندما أبتسمت و قالت بأنها "بخير" و عيناها تنظر بعيداً ، لقد كانت تخبركم طوال الوقت و لكنكم لم تفهموها ، لم تفهموا أن إحباطها هادئ لا يُصدر ضجيجاً، أنتم فقط لم تفهموا مابهِا لأنكم لم تكونوا حقاً مهتمون لأمرها ولم تفهموا أنها مُحطمةٌ مِن الداخِل !

أجهشت روزا بالبكاء حتي أتت ايما مفزوعة
- امي ما بك؟!
احتضنتها وقالت
- ان مع جوليانا حق ان الحق علينا فيما يحصل مع ايفا ، لطالما كنت مشغولة عنها ، لا اتحدث كثيراً معها بسبب عملي ولكنني ظننت انني افعل ما بوسعي لإسعادها
تنهدت جوليانا
- انها تحتاج حبك فقط .. وليس شيئا آخر
___________________
كانت تمشي في الطريق ، رغم ان ماكس اتصل بها مراراًالا انها لم تشأ ان تجيب ، تريد ان تفكر بهدوء ، دون اي ضجيج اخر ، ان ضجيجها يكفي !
- لماذا يحدث هذا معي
تنهدتُ وضللت أتجول في الطرقات ، رغم ان فستاني كان سيئاً للمشي الا انني تحاملت قليلا ومشيت ، لماذا لم أواجه كارولوس بطريقة ما ، لما جعلته يتاكد من انني هربت منه فقط كي أنساه ؟ لماذا لا أواجه ! تنهدتُ وقلت في نفسي
- لطالما هربت من قوتي أكثر مما هربت من ضعفي ، لطالما كنت الاحق ضعفي وانسي القوة .. انسي ان أواجه
كانت تلك السيارة تضايق الطريق ، اشعر أنها تتربص بي ، لذا حاولت ان امسك هاتفي لاتصل بماكس ولكن ذاك الرجل الذي يقودها ركنها امامي ، كان الرعب يدب في قلبي وانا اتصل بماكس ولكن كارولوس حين ترجل من السيارة جعلني اغلق الخط فورا وانظر له بغضب ...
_______________
كان ماكس قد يإس من ايجادها خصوصا انها لا تجيب ، ورغم ذلك استمر بالبحث عنها ولكنه لم يجدها ، تنهد وهو يعود للشقة ،
- لا شك انها عادت ، او أرجو ذلك
____________
- مجدداً
كانت تنظر اليه ببرود مصطنع ففي النهاية ان هذا الرجل الذي امامها هو حبها الاول وهي متأكدة من ان حياتها كلها لو أُعيدت من جديد لن يبهرها رجل غيره.
- اصعدي
كان أمراً لا يقبل الرفض ، اغلقت عيناها وقالت
- سيأتي ماكس قريباً
لا تدري ربما صبره بدأ ينفذ ، اقترب منها وقال ساخراً
- حسنا إذن ، اتمني ان تكوني بخير في شارع كهذا لان صديقك ذاك قد عاد بالفعل للمنزل .
صعد سيارته دون ان يهتم ، لم تمضي ثواني حتي صعدت في صمت ، كان يطالع الطريق دون ان يتحدث بشيء معها ، تنهدت وهي تنظر للشوارع ، انها لا تريد ان تكون بهذا القرب منه ، كما انها تهرب منه فلماذا لا تجد نفسها الا اقرب ؟
توقف بعد دقائق وترجل من السيارة ، ظلت تتساءل عن سبب هذا ورغم انها فكرت في ان تعود وحدها الا انه عاد بعد دقائق وهو يحمل مثلجات .
ناولها إياها فنظرت له قائلة بعدم فهم
- ولكن ما هذا ؟
كان يقود في صمت ، تنهدت وأخذتهم قائلة
- لا ادري ما مناسبة هذا حقا
قال ببرود بينما يطالع الطريق
- اعتقد ان ذاك الأخرق كان ذاهبا ليشتري المثلجات
نظرت له فأردف ساخرا
- ولكن يبدو انه فاشل حتي في جلبها

تنهدت وقالت
- ولكنه شخص جيد رغم هذا فهو يحاول اسعادي
اردفت بعد ان تداركت الآمر
- ثم ان زوجتك ستغضب ان علمت انك تأخذني للمنزل
آه اعتقد أنها حقا لا تحبني
- وهل تحبينها انتِ؟
قال بينما يطالع الطريق ، تنهدت وقالت بينما ترفع كتفاها
- لا اكرهها ولكنني لا احبها ايضا .
- اين يقع منزلك ؟
نظرت له ، تذكرت شيئا من هذا ، تلك الليلة حين ضاعا في منتصف الطريق ، تنهدت بعمق وقالت
- هل انت سيء في معرفة الطرق لهذه الدرجة ؟
نظر لها بعد ان أوقف السيارة
- لا ، انا اعرف الطرق المختصرة جيداً ولكنني احيانا افضل الطرق الطويلة ، انها اكثر إمتاعاً
أشاحت ببصرها بعيداً وقالت بصوت هادئ
- إذن دعني أفاجئك بشيء .... انا حقاً لا اعرف الطريق الي المنزل .

__________
بارت قصير ادري لذا نزلته مع البارت اللي قبله

نيران من جليد | fires from iceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن