بكل يوم اخرج فيه بنزهة معهم اشغل كاميرا هاتفي بوضع تسجيل
الفيديو ..سأنزعج إن فعل أحدهم ذلك لي
و لكن هم لم يكترثوا كثيراً ..لقد أصحبت عادة يعتبرونها هم فعلاً عادياً و موهبةً أخرى أُبرع انا بها ..اوتعلم ما المثير بالامر حقاً؟...انني الوحيد الذي يعرف قصة هذه العادة التي
ما عدت انفك منها ابداً
..بالرغم من انني بالفعل اقضي وقتاً ممتعاً معهم
ولكن معك انت؟...لا اظن بأنني سأتذكر بأني املك هاتفاً به كاميرا حتى ..سأنسى العالم و انظر إليك انت فقط كأنك الوجود وحولي العدم
..اعيش الذكرى معهم و اضحك بينما أسير بالطريق حتى اعود لغرفتي
بركن ذلك المسكن المشتركلتدق ساعه ما بعد منتصف الليل و ترسل لي تلك المخلوقات الغريبه التي
تتخذ من كل ركن بسقف غرفتي مجلساً لها ..تهمس تارةً و تصرخ تارةً ..تُبكيني تارةً و تُضحكني تارةً اخرى ..
ليست مخلوقاتٍ مخيفة ..هي فقط كُتلُ مختلفة من الأفكار و المشاعر التي
ترادوني و التي تقودني إلى التنقل عبر ذكرياتي معك ...و بسببهم بِتُ أحفظ كل تفصيل يقع على جدار سقفي
..كالخدوش هنا و كتلك القشره الطلائيه التي خلصت نفسها بنفسها هناك ..و كتلك الكلمات الغريبه التي اكتبها بالسقف انا
،، ك التي تقول اقتل نفسك ..انا أراقبك ..اترك غرفتي و شأنها ..فقط حتى أخيف تلك التي ستسكن هنا يوماً ما ..
مُضحك و لكن غريب أليس كذلك؟
على كلٍ تلك الفيديوهات التي التقطتها كاميرتي لا أعود للمنزل لمشاهدتهم حقاً او لنقل بذات اليوم الذي سجلتهم به ..
انا فقط ألتقط الذكرى و احتفظ بها لتلك الأيام التي اشعر بها بالخلو من كل شيء و الملل حتى من مجالسةِ ذاتي ..
بتلك الاثناء استمتع بمشاهدتها حتى ينتهي كل شيءٍ برسائل اكتبها لأولئك الذين عبرت لهم عن جُلِ امتناني لكونهم حولي مئة مرة و ما زالت سأفعل ذلك لمئة مرة أخرى ..
"و يُقال بأنك ربما تكون جزءاً منهم "
.
انا من قلت ذلك
..