قد بينت لها ذات يوم كم سيهون علي فراقها إن ذهبت ..هي رأت ذلك برأي عينهااخطأتُ بما فعلته لكن لم تكن بيدي حيلة ولم اقصد ذلك بكل تأكيد
لكن كلماتها ألجمت كل الطرق التي فكرت بها لإستعادتها
كلمة منها محت كل المشاعر التي أكننتها لها يوماً..و من قوة وقع الصدمه علي لم اتمكن من جمع حروفي المشتتة و التحدث بها
شعرت بأنني فقدت السيطره عليها ..لم تُعنها كلماتي على مسامحتي ..كانت اعتذاراتي تبدو واهية و بغير وقتها ابداً ..ثم لم تسعفني أناملي المرتجفه بتاتاً..
كانت كما لو انها انتظرت الدهر بطوله لشيء لم أفقه ماهيته حتى هذا اليوم
شكرتها ..هذا كان الشيء الوحيد الذي تذكرت فعله
شكرتها على كل شيء حدث بيننا و هي لم تكلف نفسها عناء الرد على رسالتي
لم أنم بتلك الليله ولا حتى بالليله التي تليها
كانت الأيام بطيئة، كئيبة الإيقاع بنمط منواليٍ مملطيفها لم يفارقني لمدة لا بأس بها
شعرت بالنقص حين لم أسرد لها بأي هيئة زارتني بالمنام كما عادتي بسرد اي حلم أجده بها حتى و إن كان كابوساً مخيفاًشعرت بالنقص حين كانت هي تكمل يومي بسؤالها عن حالي ..
حين كانت ترتب دوماً للقائي بينما أردها انا متحججاً برفض والدتي ، بالرغم من انها الحقيقة و لكن كان بإمكاني و لو بمقدار أنملة بأن أحاول لأجلها
..ان افعل ولو القليل لنعدو خارج أسوار المدرسة ،لتغدو أوقاتنا واقعاً لا يتحكم به وقت محدد ولا تعكر صفوهُ اصوات جرس انتهاء الفسحه ولا حتى وجود أناس ليس مرحباً بهم بعالمنا الخاص
ربما بدوت بنظرها شخصاً لم يحترم مكانتها
شخصاً لم يقدّر كل ما فَعلتهُ - لأجله -و ربما من ناحيتي انا
أظن بأنني لم اهتم حقاً بمحاولة العودة لشخص اعرب عن عدم رغبته بوجودي حوله مجددا
وركزت على تضميد جراحي و على استذكار ما حدث بيننا طوال تلك السنين الفارطة
أهان عليها كل ذلك؟!
ام هنتُ انا عليها بينما جذبتني احداث الحياه بعيدا عنها؟
كانت قريبه مني تبعدني بأقل من عشره أمتار تماماً
فما البال إن كانت تبعدني بأميال و تضاريس برية و بحرية
-ليس البعد المادي مقياساً للودِ بيننا قطعاً-و ما عنيته هنا البعد المعنوي مستعيناً بمسميات مادية'ركزت طوال تلك المده بإثبات عكس ما قالته لي..
حتى و إن اخطأت نعتي بتلك الامور التي لا تمسني بأي لعنة ..لربما الغضب أعمى بصيرتها كما أعمتني العبرات عن قراءة كلماتها القاسية
و التي لم أترجم الكثير منها للهجتي حفاظاً على مشاعري النقية ، تجاهها..حتى بعد حديثها المسموم الذي خضت سماعه بأذانٍ دامية و أعينٍ دامعة ..يكفي بأنني كنت على وعيٍ كامل بأن لكنتها تلك و كلماتها التي لم أفهم ما ترمي إليه بها بأنهم سيشكلون دماراً ليس بيسير بي
علمت بأنها ستطيح جُل أسواري التي مضيت عمري كله ببنائها حجراً تلو الآخر محولة لها لذرات كالرمال
و بالرغم من ذلك كله ما زلتُ ممتناً لكل ثانيه و دقيقه و ساعة و يوم و اسبوع و شهر و سنة قضيتها معها
ممتناً لكل حلمِ واستني هي به ..و آنست وحدتي به
ممتناً لكل لحظة نادتني بها بلقبي المفضل لتستجيب كل حواسي لها بغية تلبيةِ مرادها بقضاء الوقت معاً
و اليوم و بعد كل هذه المده التي طالت للدرجة التي قطعت تواصلي التخاطري معها ..
قررت نبش مخلفات هاتفي بحثاً عن بادئة رقمها
و بدأت أتدرب بالفعل بالرد على اي سؤال قد تباشر هي بكتابته لي ،بدئاً من تحية السلام و حتى كلمة
وداعا ،فليرافقك الخير أينما وطأتي عزيزتي بيسان .
لا تستخف بجمع الحروف مكوناً الكلمة ابداً
و كما يعد الوقت سيفاً له حدان ف لكلمتك أنت ألف حدٍ و حد ،
فكلمة واحدة تُرديني قتيلاً لصومعة أفكاري المظلمةو حين تعود هي لن اغلق الباب عليها كما فعلت بي
بل سأستقبلها بحرارة و بكل شوق و بكلماتي كل العُتب .
..
.