-٦-

63 9 45
                                    

تسلَلت أشعة الشمسِ منيرةً الغُرفة البارِدة لتباعِد النائمةُ جفنَيها بغيظٍ لكرهِها نورها.

لابُد أن الشَقراء ترَكت سَتائر نافذةٍ تحتلُ حائطًا بأكملهِ مفتوحةً لتُغيظها فساره لم تذَهب للمدرسةِ لأسبوعٍ بينما الأخرى تَخرج وسطَ الثلوجِ كلَ يوم.

استَعملت ساره أسلوبَ الأطفال حتَى استسلمت كارمن لغيابِها، فقد كانت تَتبكبك وتصرُخ وتضربُ كالمجنونَة تحتَ أنظارِ الأطفال المُندهشة ليتحَقق مُرداها.

منذُ حَفلة كلارا اتخَذت قرارًا يَقتضي احتياججِها لاستراحةٍ تفهَم فيها وَضعها، تَرتاحُ فيها مِن تسارُع الأيامِ والأحداثِ ومِن وَضعها كطالِبة وتعَب الشِتاء ومنهُم حتى، قَد أصابوا فُؤادها بسَهم الواقِع فأيقَظها مِن حُلمها الوَردي.

ألقَت على الساعةِ نظرةً لتَجدها الثالثةَ بعد الظُهر، اقتَرب موعِد عودتهم.

استغرقَت في نومٍ طويلٍ ودَت لو تُكمله إلا أن علَيها التفكِير بجديةٍ حيالَ حياتِها فالعشوائيةُ والتهرُب من الواقع يُدمران تماسُكها.

كذلك مُصالحتهُم تُريد، امضَى أليكس كُل يومٍ يطرُق بَابها فترفُض مِن تحتِ المُلاءة فيعودَ جارًا معهُ خيبَته وقَد أحست بوقاحةِ رفضِها، لم يقصِد أحدهُما جَرح الآخر بأيّ طَريقة.

كيفَ كانت تتعاملُ مع المُشكلات مِن قبل؟

نهضَت كرهًا ووجهها غسَلت بماءٍ باردٍ كأنّنها تُعاقب نَفسها لاستغفالِها الواقِع، ولربَما حطَمت انعكاسَها في المرآة لولا مداهمةُ كارمن التي قَطعت أفكارهَا وأنفاسها.

«جودي تريدكِ في مَكتبها!»

رغم سوءِ التوقيت إلا أنها أومَأت للأمامِ ريثَما تُفكر بأيّ مصيبةٍ قد عَلمت.

طرَقت البابَ ثُم دخلت، أشارَت لها جودي بالجلوسِ بتعابيرُ وجهٍ متهجمة مما أقلقَ ساره، ودونَ أن تسأل جاءها الجَواب.

«ذهبتُ اليومَ إلى مدرستكِ لتسويَة الأمر.»

إذًا... جميعُ مصائبِها كُشفت.

«تغاضيتُ عن غيابكِ هَذا الأسبوعِ رُغم الأُسلوب الذي قمتِ به، وفوجئتُ بأن أمورًا كهذه صدرت منكِ، ساره عزيزتي لمَ تهرُبين مِن المدرسةِ والحِصص؟»

يقينُها بأن جودي ستكتشفُ الأمر جعَلها تُجهز ردّها، دائمًا ما تخيلت مواقفَ عشوائيّة ليكونَ بحوزَتها كلامٌ مناسِب.

«لا أُحب المَدرسة، ولا الطُلاب.»

تنهَدت الكُبرى بيأسٍ فكلامٌ كهذا لا يصدُر من فتاةٍ في الصفِ الثامِن، لا أحد قَد هرَب يومًا إلا أنّ نشأتَها كانت مُختلفةً عنهم جميعًا، ولِهذا رفضوا قُدومها حينَها.

«هل تعلَمين أن هذا سيؤثِر على درَجاتك؟ وإنِ الحالُ استمر قد يُعيق قُبولك في الجَامعة.»

رُكام ماضٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن