-٧-

47 5 38
                                    

حلَّ الصبح معلنًا بدايةَ إجازة نِهاية الأسبوع، مشاعِر الأمس الخياليةِ لم ترافِقها سوى ليلة، فهي تتشاجر مع كارمن حتى تنام أكثر فمن يستيقظ منذ الثامنةِ صباحًا في يوم العطلة، وعبثًا.

نهضت كرهًا وغسلَت وجهها بماء باردِ حتى تطرد النعاس من عينيها ثم توجهت إلى المطبخِ، الجميع كان يضج بالحيوية والابتساماتُ تعلو الوجوه وتحيات الصباح تُكرر كل لحظة بينما تتساءل أنى لهُم النشاطُ وقد سهِروا كذلك؟

اتخذَت مكانها على طاولةِ الطعام ريثما تنتظرُ مع البقيةِ العم سميث ليُنهي لمساتهُ الأخيرة على الأطباق، فطورهُم كان تقليديًا، البيضُ وحبوبُ الفاصولياء والسُجق وخبزٌ عُجن على يديّ سميث، بدأت تناولَ طعمها ولرُبما تعجَّلت في تناولِها حتى تعودَ للسريرِ الدافئ فسمِعت تعليقًا مزعجًا.

«ما بالكِ تأكلين كأنما خرجتِ من مجاعة؟ انظري إلى نفسكِ لقد اكتسيتِ الكثير من الوزن!» قالت كلارا وكأنها تُمازحها فهيَ تحت أنظار كارمِن والعم سميث.

لم تُجبها الفتاةُ المعنية فلا تُطيق الجدالَ في أولِ يومها إلا أن العم سميث دافعَ عنها.

«لا تقولي هذا يا كلارا، ساره تأكلُ بشكل طبيعيّ بعكسِ بُطئكم، ثم انظري إلى وجههِا كيف أصبح مشرقًا بعدَ أن كانت هزيلةً وشاحبة!»

ما كانت ساره نحيلةً في مراحل الابتدائية الأولى قط بل لطالما كانَت مُمتلئة لذا هي تعرف جيدًا متى تكون كذلك، لكن ما عانتهُ في آخر بضعِ سنين جعلَ وزنها يُصبح تحت الحد الطَبيعي، ومع غذاء ستيف الصحي اكتسيت وزنا صحيًا وأصبحت تَبدو كالبشر.

لم يبدِ البقيةُ اهتمامًا بما علقت الشقراءُ، او لم تسنح لهُم الفرصة فحينها دخلَ شابُ ثلاثيني ببشرة برونزيةٍ وشعرٍ كستناءيّ يكاد يلمس كتفيه وقُزحيتان بلونٍ سماويّ زاهٍ.

«وصلتَ يا ليام! سآتي حالًا» قال آليكس حالما تنبه له.

«لا عليك أكمِل طعامكَ أولًا فأنا لستُ متعجّلًا، مضى وقت طويل لم أجلس فيه معكُم!» قال لِيام ذاك.

اتَّخذ سماويّ العينين مكانًا على المائدةِ وسكب سميث لهُ طبقًا ليأكل معهُم، بدا لطيفًا وخلوق إلا أن احساسها بعدمِ الارتياح لم يُفارقها كونه غريبًا.

سألَ عن حالِ هذا وأخبارِ ذاك، مازحَ الأطفال وأطلقَ النكات إلا أنَّ نظرهُ كان متشبثًا بفاحمِ الشعر الذي لا يعيرُه أي اهتِمام.

«إذًا انتِ ساره! سعيدُ بلقائك.»

انتفَضت ساره ففِي اللحظةِ ذاتها تمنَت ألا يُلاحظها ليام، بلغَ قلبها حُنجرتها فابتَسمت وحسب.

أنهَيا آليكس وليام طعامهُما ثم انصرفا لشؤونِهما، حامَت حول رأسِها كثيرٌ من علاماتِ الاستفهام والاسئلةُ تدفقُ متتالية سؤالًا تلوَ الآخر إلا أن جفنيها يأبيانِ ألّا يُطبقا، ما يركضُ في بالها بشكلٍ خاص هو لمَ آليكس دونه عن البقيّة؟

رُكام ماضٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن