-٨-

51 6 74
                                    

وَضعت كلارا لمساتها الأخيرة على وجهِ الفتاة الجالسة أمامها بينما تتَباهى في استحسانٍ بالغ.

«ما رأيك؟»

كان السؤالُ للعجوز النافذِ صبرها من تدخلاتِ الشقراء بعذَ اهتمامِها بالفتياتِ الثلاث بالكاملِ من تصفيف الشعرِ والملبسٍ ومساحيقِ التجميل، فهذا بعملِ المختصين كما جرَت العادة لا بعملِها.

سنويًا يأتي أفضلُ خبراءِ الشعر والمكياج ليهتموا بمظهرِ الفتيانِ والفتيات سواء، فاثنينٌ من الرجال في غرفةِ الفتيان المجاورةِ يعتنونَ بهم، وآليكس خاصَّة فعلى صورتِه أن تكون مثاليةً لأبعد حد أمام عدساتِ التصوير والصحافة.

ما قدًَّّرت ساره جديّة الحفل حتى اللحظة، وكأنهم نجوم السجادةِ الحمراء مما يزيدُها في نفسِها قلقًا.

ابدَت كارمِن رد فعل راضية كما فعلَت الإخصائية التي اعطَت النصائحَ للشقراء، كانت كلارا قد وضعت مساحيقها بسخاءٍ بينما بخلت على ساره فاكتفَت باخفاء هالاتِها امتثالًا لتعليماتِ كارمن وأضافت المسكرة وأحمرالشفاهِ كما فعلت لإيميلي وساندي، إلا أنها لم تشعُر بالرضا فهي تريدُ المزيد.

قامَت الشقراءُ برفعِ شعرِ شقيقتها الناعمِ والمجعد بتسريحةِ ذيل حصان مرتفِعة تليقُ بفستانِها الأبيض وياقتِه الطويلة، بينما شعر إيميلي أَسدلت بسوادِه المميزِ وظفَّرت غرتها الطويلةِ وفستانٍ سماويٍ كلونِ قزحيتيها، أما صاحبةُ الخصل الذهبية فقد سرَّحت شعرَها بكعكةٍ منخفضة وتركَت غرتها القصيرة وبضِع خصلاتٍ لتنسدلَ على جبينها ووجنتَيها، أُثني على اختياراتِ الفتاة الموَفق فقد ناسبَهن بالفعل.

اختتَمت ساره تجهيزاتِها بوضعِ عقدٍ من اللؤلؤ أعارتهُ إياه كلارا لعدمِ امتلاكها حليًًّّا أو زينة وألقت نظرةً خاطفة حالِها بعدَ مدةٍ طويلة من تجاهلِ المرايا، لتَجدها راضية عن مظهرِها أخيرًا.

أبامتلاءِ وجنتَيها أم بتسريحةِ شعرها أم باختفاءِ هالاتها أصبحَت أجمل؟ أيًا يكُن فحلم الطفولة يتحقق فهيَ تبدو كأميرة! والأهم أنها تبدو بهيأة الأثرياء أخيرًا.

راحت كلارا تلتقطُ الكثير من الصورِ الذاتية لها ولشقيقتِها وإيميلي متجاهلةً إياها لتراسِل صديقاتها متباهيةً بالذي فعلَته، أهنَّ حتى لا يُطيقنها؟

انتهى الجميع مِن الاستعدادِ في السابعة وموعد الحفل هوَ الثامنة، غادَر المصففون وكذلِك جودي وسميث ذهبا إلى موقِع الحفل فالكعكةُ والطعام كانا من صُنع العم.

«تبدين كفتاةٍ أخيرًا!» قال جون ساخرًا حالما وطأت خارج غُرفتها.

حدجتهُ بنظرةٍ من الأعلى إلى الأسفل وقلبَّت مقلتَيها، أمضَت عُمرها تهربُ من الأولاد لازعاجِهم جدا حتى جاءها الازعاج بنفسه.

رُكام ماضٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن