-٠-

224 27 88
                                    

تحتَ لهبِ شمس الصَيف وبينَ شوارعِ حيٍ متواضعٍ فتاة تمْشي بهدوءٍ لا يعكِس ضجيجَ أفكارِها ولا شديدِ حُنقها، فهيَ السببُ الأولُ والوحَيد لكلِّ ما حصَل في نهارِها الكئيب كَما اسمَته، ولهَذا راحَت تشتمُ كلَ ما تراهُ عَيناها علّها تُنَفس قليلًا عن غضَبٍ تكتُمه رغمًا عنها.

ركَلت حصاةً على قارعةِ الطريقِ وهيَ تتذمرُ مِن نفسها هامِسة: «لو تتَغيرينَ وتُغيرين حياتك وبإمْكانك، تغيرٌ بسيطٌ فقَط! أمَا أفضلُ من التشَكي لنفسِك؟ أمَا أفضَل؟!»

تنهَدت بإحباطٍ وأجبرَت قدمَيها على الحراكِ أسرَع ثُم ألقَت بِضع أمانٍ دونَ وعيٍ بما تتمناهُ وماهيَ إلا بعضٌ مِن مرادِها الذي صَعُب الوصولُ إليه، قبلَ إعلانِ يأسِها من ذاتِها.

لاحَت لها جدرانُ بيتِها المَقيت وسيارةٌ غريبةٌ أمامَه، بحذرٍ شديدٍ اقترَبت، لتشاهِد ظهرَ رجلٍ يُكلم أُمها، وما لبثت ثوانٍ حتى استوعبت أنهُ يخصُ أبَاها.

ما عادَت قادرةً على الاستيعابِ ومَع ذلك شعرَت بفؤادها يقفزُ فرحًا وحبورًا، كلُّ ما تعرِفه أن بقدومِه تَعود المياهُ إلى مَجاريها!

ارتابَت قليلًا فما يظهرُ منهما الشِجار لكن وسطَ فرطِ سعادتها رمَت كل سوادِ أفكارِها وعُمق تحليلاتِها بعيدًا هذهِ المرِة على الأقَل، لتهنأَ بسعادةٍ لَن تطُول.

***

ملاحظة: لمَن قرأ مآل سابقًا، هذه الرواية هي نفسها بعد التعديل.

رُكام ماضٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن