01 ⇇ الطالبة رقم 10

43 5 0
                                    

_ كما رأيتَ يا سيدي ، مدرسة أثونمس ضخمة المساحة ، تحتوي على خمسة طوابق إضافةً إلى السطح والطابق الأرضي ، مزودة بأحدث التقنيات التدريسية والتي تسهل الأمر للطالب ، ولا ننسى قاعة الرياضة الضخمة والمكتبة التي يمكنها قضاء أغلب أوقات فراغها بها -هذا إن كانَت ستتفرغ- ، ونوفر لهم غرفة كبيرة تحوي أسرةً مريحة وهذا مهم أثناء وجودها في مدرسةٍ تدعم الصفوف الليلية المستمرة . وبالنسبة لدرجات فتاتكَ الصغيرة الممتازة .. سيعطيها ذلكَ الحق في الدخول إلى صف النخبة .

_ هذا أكثر من ممتاز سيدي المدير ، أتمنى أن تحظى آسا بحياةٍ ثانوية مبهجة هنا ، أنوي إعلامكَ أنها حالةٌ خاصة ، فهيَ تعاني متلازمةِ اسبرجر لذا أرجو أن تراعي هذا .

_ بالطبع ، لن يُحدِث ذلكَ مشكلةً طالما أنها تستطيع التواصل معَ الأخرين ولا تعاني من نوباتٍ ما قد تشكل خطرًا عليها وعلى رفاقها .

_ لا تقلق بشأنِ ذلك ، لقد تحسنت حالتها أكثر في الفترة السابقة لذا لن تواجه مشاكلًا كهذه .

_ ممتاز ، إذًا لِمَ لا يأخذها راسبيل بجولةٍ في المدرسة علها تتعرف عليها أكثر ، كنتُ أرغب بأن يأخذها رئيس الفصل ولكنهُ في المكتبة يدرسُ لامتحانٍ ما ، اعذرني بشأنِ ذلك .

هذا ما كانَ يحدث تحتَ أنظاري وسمعي بعدَ أن استدعاني المدير لأخذِ طالبةٍ جديدة في جولة داخل المدرسة ، لم أكن متفرغًا لذلك حقاً .

إنها فتاة متوسطة الطول وذات قوامٍ رشيق نسبيًا ، بشعرٍ داكنٍ وقصير كما هوَ الحال معَ لونِ عينيها ، وتحمل محجران مسحوبان مما يعطيها نظرةً حادةً ناعسة ، ولا ننسى بشرتها البيضاء .

على أيةِ حال .. فورَ خروجنا من مكتب المدير تقدمتُ بضعة خطوات لكنها بقيت واقفة وهيَ تحدق بمكانٍ ما .

ناديتها إلا إنها لا تستجيب لندائي على الإطلاق ، إنها تعاني من "درجةٍ بسيطةٍ" من اسبرجر كما يزعم والدها ، فما هذا الذي تفعلهُ الآن إذًا ؟!

اللعنة .. أنا مشغولٌ بما يكفي .
توجهتُ نحوها وأنا أحملق بها بغرابة متحدثًا : ما الفكرة تحديدًا من وقوفكِ هنا ؟ ، أتعلمينَ بأنكِ تضيعينَ وقتي ؟ لديَّ العديد من الأمور التي يجبُ عليَّ فعلها لذا لننهي الأمرَ بسرعة .

نظرت إليَّ ولم تقل شيئًا على الإطلاق .. بل اكتفت بتقليب عينيها بينَ خاصتي بلا أيِ تعبيرٍ معين .

مرت عدة ثوانٍ حتى قررَتْ إنهاء مسابقة التحديق هذهِ وأكملتْ السير من دون التفوه بمبررٍ ما وكما فعلتُ أنا تمامًا ، تجنبًا لأيِ حوارٍ طويل .

أنهينا جولتنا في المدرسة ثمَ أرشدتها إلى الفصل خاصتنا وهيَ ما زالت على الحالةِ ذاتها .. تسير من دون النطق بحرفٍ واحد وهيَ ترمق الأماكن بنظرةٍ متفحصة لا أكاد أفهمها .

دقت أجراس الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن