05 ⇇ أنا ومِن بعديَّ الطوفان

12 3 1
                                    

_ أينَ هي ميريث ؟

تفوهَ بعينان متسعتان والصدمة تغزو تعابيرَ وجههِ الحاد ، عقدتُ حاجبايَ بحيرة أبحثُ عنها متفحصًا المكان .

إنـ ـها حقًا ليست هنا !

هل نالَ منها القاتل ؟ هـ ـذا لم يحدث أليسَ كذلك ؟! هل سقطت في مكانٍ ما ؟ لقد كانَ يلاحقنا جميعًا إذًا .. أينَ اختفت فجأةً ؟

جلسَ إيڤان واضعًا يدهُ على رأسهِ يصكُ على أسنانهِ بقوةٍ والذعر بادٍ عليه ، قزحيتاه المتسعتان وحاجباه المعقودانِ غرابةً يدلان على مدى شعورهِ العميق بالذنب .

لم يكن خطأهُ على أيةِ حال ، إنها هـ ـيَ من أصرت أن تأتي معنا رغمَ تحذيراتنا ، لقد أخبرتها .. إنـها قد تمـ ـوت عندَ خروجها ، لقد نبهتها كثيرًا وقصدتها بجملةٍ طويلة ، حاولتُ جعلها تتنحى عن المجيء معنا لكنها أصرت ، ذلك ليسَ خطأنا إذًا .. أليسَ كذلك ؟!

اللعنة .. كيفَ عسايَ أقولُ ذلك ؟ كيفَ أفكر بأنهُ ليسَ خطأنا ؟ نحنُ كانَ علينا أن نكون أكثر حذرًا ، كانَ علينا أن نحميها كوننا نعلم أنها مصابة لا تستطيع الركض سريعًا .

قاطعَ حبلُ أفكاري صوتُ إيڤان الهامس : لم نكن نعيرها أية إهتمام ، وربما بسبب أننا غفلنا عن ذلك هيَ .. سـ ـتلقى حتفها !

نبرتهُ هذهِ .. مليئة بالشعور بالذنب .

آرثر أولًا .. ميريث ثانيًا !
من يعلم من التالي ، ربما أكون أنا ؟
أو ربما شيلا ؟ قد نموتُ جميعنا هنا !

كانَ عليَّ أن أتغيب اليوم ، لو فعلتُ ذلكَ لكنتُ قد نجوتُ بالفعل من كلِ الذي يحدث من جنونٍ هنا .

أنى لنا أن ننجو الآن ؟ أتذكر نظراتهُ المجنونة الخبيثة ، أذكرُ جيدًا كيفَ حدقَ بيّ ، عيناه التي لا أستطيع إلتماسَ الرحمةِ منها .. إنهُ لا يحاول قتلنا فقط بل يتلاعب بنا نفسيًا ، لكنَ الأمر كما قالَ حقًا .. سنموت هنا جميعًا .

أيقظني من سهوتي صوتُ أوليڤر وهوَ يتحدث والبرودُ بادٍ على آمارات وجهه : أنظروا إلى أنفسكم ، الذنبُ والندم يأكلكم حتى أخمص أقدامكم وهذا بالضبط ما يريدهُ المجرم .

كيفَ لهُ أن يُبدي تعبيرًا كهذا في الوقت الذي ماتَ بهِ إثنان من رفاقه ؟

حينما كنتُ أُفكر بأنَ آرثر منَ الممكن أن يكون ميتًا .. إعتقدتُ بأنني لن أحزن على ذلك ، بل وعلى العكسِ تمامًا سأشربُ نخبًا لمناسبةٍ كهذه !

لـ ـكن .. رؤية جسدهُ فاقد الرأس جعلت من جسدي ينهارُ داخليًا ، لم أستطع إظهارَ تعبيرٍ مناسبٍ لذلك سوى الصدمة .

إيڤان كذلك ، لم أعتقد بأنهُ سيتأثر لهذهِ الدرجة ، كلُ ما هوَ بادٍ عليهِ منَ الخارج هوَ صلابة مظهرهُ ، لكنهُ كانَ الأشدُ تأثرًا بموتِ آرثر وفقدان ميريث !

دقت أجراس الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن