_ أينَ هي ميريث ؟
تفوهَ بعينان متسعتان والصدمة تغزو تعابيرَ وجههِ الحاد ، عقدتُ حاجبايَ بحيرة أبحثُ عنها متفحصًا المكان .
إنـ ـها حقًا ليست هنا !
هل نالَ منها القاتل ؟ هـ ـذا لم يحدث أليسَ كذلك ؟! هل سقطت في مكانٍ ما ؟ لقد كانَ يلاحقنا جميعًا إذًا .. أينَ اختفت فجأةً ؟
جلسَ إيڤان واضعًا يدهُ على رأسهِ يصكُ على أسنانهِ بقوةٍ والذعر بادٍ عليه ، قزحيتاه المتسعتان وحاجباه المعقودانِ غرابةً يدلان على مدى شعورهِ العميق بالذنب .
لم يكن خطأهُ على أيةِ حال ، إنها هـ ـيَ من أصرت أن تأتي معنا رغمَ تحذيراتنا ، لقد أخبرتها .. إنـها قد تمـ ـوت عندَ خروجها ، لقد نبهتها كثيرًا وقصدتها بجملةٍ طويلة ، حاولتُ جعلها تتنحى عن المجيء معنا لكنها أصرت ، ذلك ليسَ خطأنا إذًا .. أليسَ كذلك ؟!
اللعنة .. كيفَ عسايَ أقولُ ذلك ؟ كيفَ أفكر بأنهُ ليسَ خطأنا ؟ نحنُ كانَ علينا أن نكون أكثر حذرًا ، كانَ علينا أن نحميها كوننا نعلم أنها مصابة لا تستطيع الركض سريعًا .
قاطعَ حبلُ أفكاري صوتُ إيڤان الهامس : لم نكن نعيرها أية إهتمام ، وربما بسبب أننا غفلنا عن ذلك هيَ .. سـ ـتلقى حتفها !
نبرتهُ هذهِ .. مليئة بالشعور بالذنب .
آرثر أولًا .. ميريث ثانيًا !
من يعلم من التالي ، ربما أكون أنا ؟
أو ربما شيلا ؟ قد نموتُ جميعنا هنا !كانَ عليَّ أن أتغيب اليوم ، لو فعلتُ ذلكَ لكنتُ قد نجوتُ بالفعل من كلِ الذي يحدث من جنونٍ هنا .
أنى لنا أن ننجو الآن ؟ أتذكر نظراتهُ المجنونة الخبيثة ، أذكرُ جيدًا كيفَ حدقَ بيّ ، عيناه التي لا أستطيع إلتماسَ الرحمةِ منها .. إنهُ لا يحاول قتلنا فقط بل يتلاعب بنا نفسيًا ، لكنَ الأمر كما قالَ حقًا .. سنموت هنا جميعًا .
أيقظني من سهوتي صوتُ أوليڤر وهوَ يتحدث والبرودُ بادٍ على آمارات وجهه : أنظروا إلى أنفسكم ، الذنبُ والندم يأكلكم حتى أخمص أقدامكم وهذا بالضبط ما يريدهُ المجرم .
كيفَ لهُ أن يُبدي تعبيرًا كهذا في الوقت الذي ماتَ بهِ إثنان من رفاقه ؟
حينما كنتُ أُفكر بأنَ آرثر منَ الممكن أن يكون ميتًا .. إعتقدتُ بأنني لن أحزن على ذلك ، بل وعلى العكسِ تمامًا سأشربُ نخبًا لمناسبةٍ كهذه !
لـ ـكن .. رؤية جسدهُ فاقد الرأس جعلت من جسدي ينهارُ داخليًا ، لم أستطع إظهارَ تعبيرٍ مناسبٍ لذلك سوى الصدمة .
إيڤان كذلك ، لم أعتقد بأنهُ سيتأثر لهذهِ الدرجة ، كلُ ما هوَ بادٍ عليهِ منَ الخارج هوَ صلابة مظهرهُ ، لكنهُ كانَ الأشدُ تأثرًا بموتِ آرثر وفقدان ميريث !
أنت تقرأ
دقت أجراس الموت
Aventuraتنقلب مدرسة أثونمس رأسًا على عقب متحولةً إلى فوضى عارمة حينما يحاولون عشرة طلاب في وقتٍ متأخرٍ منَ الليل النجاة من مصيرهم المحسوم والذي هوَ القتل على يدٍ مجرمٍ مختل قد هربَ من مشفى الأمراضِ العقلية مخترقًا مدرستهم . _ توقفنا جميعًا عن الحركة والحديث...