حلَّ المساء بالفعل وقد انتهت جميعُ حصصِ هذا اليوم المقيت وبذلكَ قد حان وقت العودة إلى المنزل .
أسيرُ على رصيفِ الشارعِ ولا أسمع سوى أصوات الأحذية التي تضرب على الأرضِ بجواري ومحركات السيارات التي تسيرُ على الشارع . أفكرُ في الطريقة التي سيستقبلني بها والديَّ بعدَ أن عَلمَا درجات اختبارات الفصل السابق ، لا حاجةَ للتفكيرِ حتى ، أنا أعلم بأنني سأوبخ وبشدةٍ كالعادة !
_ أهلّا أمي .
رميتُ جملتي عليها ثمَ غادرتُ من دون التفوه بحرفٍ آخر إلى غرفتي في الطابق الأول . سمعتها تقول بنبرةٍ مرتفعة ومستاءة بشكلٍ ما : انزل إلى الأسفل بعدَ تغيير ملابسكَ والاستحمام .
لم أعلق بشيءٍ .. فقط فعلتُ ذلكَ بلا تردد ، وبالفعل قد استحممتُ ونزلتُ لتناول العشاء معهم .
نجلس جميعًا أنا وأخي الصغير إضافةً إلى كلا والداي ، ولا يصدر منا صوتٌ سوى ارتطام الملاعق في الصحون .
لم يبقى الوضعُ الصامت على حالهِ بل قطعهُ قول والدي بصوتهِ الأجش وهوَ يقطبُ حاجبيهِ مجعدًا المنطقة بينهما : كيفَ حال الدراسة ؟
هوَ يعلمُ تمامًا كيفَ حالها ولكن كيفَ يفوتُ فرصةً تنغيص العشاء عليّ ؟ ، أجبتهُ وأنا مازلتُ أُثبتُ إلى الصحن متناولًا طعامي ببطئ : بخير .
شعرتُ بهِ يومئ ، ثمَ ما لبثَ حتى أردفَ : إذًا .. لمَ مازلتَ في المركز الثاني حتى الآن ؟
اكتفيتُ بالصمت فما لي من جوابٍ غيره وهذا ما جعلَ من والدي يتمادى فبدأ يصرخ ويقول بعدَ أن رمى الملعقة على الطاولة : هل تعتقد أنَ هذا كافي ؟ وجودكَ في صف النخبة ليسَ كافيًا على الإطلاق ، عليكَ أن تكون نخبة النخبة لأستطيع وضع عينياي في عيون زملائي متفاخرًا بك ، ولكن ابتلاني اللهُ بإبنٍ عاق لا يجيدُ سوى الحملقة في وجهي .
وضعتُ الملعقة ونظرتُ لهُ بلا أدنى تعبير يُذكر ، رؤيتي لا مبالي هكذا تزعجهُ جدًا فهوَ يريدني أن أبكي أمامهُ وأطلبُ الصفحَ منه ، ولكنني تعمدتُ النظر لهُ بهذهِ الطريقة وبفعليَّ هذا قد انتهى بهِ الحال يمسك رأسي منَ الخلف ويضربهُ بعنفٍ على الطاولة .
حقيقةً .. لم يتأذى جزءٌ مني سوى أنفي الذي بدأَ ينزف بشدة وشفتي كذلكَ جُرِحَت بفعل ذلك .
شَرِعَ يحاول ضربي مرةً أخرى ، كيفَ لا وأنا قد حملقتُ بهِ متعمدًا إثارةَ حنقهِ زيادةً ولم أعد أُبالي بما قد يفعلهُ بي ، ولكن ما أوقفهُ هوَ صراخ أمي عليه بأن يتركني .
لذا فعلَ ذلكَ بعدَ أن ألقى عليَّ جملتهُ المستشيطة بلا أدنى مراعاة : إن كنتَ ستستمر بمستواكَ السيئ والمتدني هذا ، لا تتوقع مني أن أتشبث بكَ فقط لأنكَ ابني ، أقسم إنني سأرميكَ بأقرب قمامة وأنقي نفسي منكَ أيها الحثالة عديم الفائدة .
أنت تقرأ
دقت أجراس الموت
Aventuraتنقلب مدرسة أثونمس رأسًا على عقب متحولةً إلى فوضى عارمة حينما يحاولون عشرة طلاب في وقتٍ متأخرٍ منَ الليل النجاة من مصيرهم المحسوم والذي هوَ القتل على يدٍ مجرمٍ مختل قد هربَ من مشفى الأمراضِ العقلية مخترقًا مدرستهم . _ توقفنا جميعًا عن الحركة والحديث...