الأرض ملطخةً بالدماء وكأنَ جسدهُ قد تمَ سحبهُ من مكانٍ ما .
هذا أسوأُ مما كنتُ أتوقعُ حتى ، إنَ كانَ أمرًا مريبًا يحدثُ داخلَ مدرستنا فمنَ الأفضل وجودُ الأستاذ معنا ، سنموتُ حتمًا إن كنا لوحدنا فهؤلاء الاطفال أقلُ من المستوى المطلوب للنجاة !
إقتربَ بعدها الجميع منَ الجثة حينما رأوا وجهيَ المتجهم الشارد ، وسرعان ما لاحظوا الدماء التي تسيلُ من رقبتهِ الممزقة .
بدأَ الهلعُ يسيطر عليهم وخاصةً شيلا التي صرخت بقوةٍ فورَ رؤيتها لجسدهُ فاقد الرأس وتبعها الآخرين بالصراخ .
رَكضَتْ فورًا معَ بايكن ينويان الذهاب إلى الباب الرئيسي للخروج منَ المدرسة .
أما عن بقيتنا فبقينا متجمهرين هنا حولَ جثة الأستاذ ، إقترحَ أوليڤر أن نذهب إلى غرفة الطوارئ في الطابق الرابع - والتي تقبع داخل غرفة الإذاعة الكبيرة - ونتصل على الشرطة فلا هواتفَ لدينا سوى الهاتف المركزي هناك .
ولكن توقفنا جميعًا عن الحركة والحديث فورَ سماعنا هتافًا صدرَ من سماعات الإذاعة يقولُ بصوتٍ أجش وبنبرةٍ مستمتعة : جميعكم عالقينَ في الداخل ، لا يوجد شيءٌ مؤكد سوى أنكم وبلا إستثناء .. ستموتونَ جميعًا .
بعدها قهقهَ بشدةٍ وكأنَ الذي يتحدث مخبولٌ من نوعٍ ما .
_ اللعنة ، ألا يجب علينا أن نهرب أو شيءٌ من هذا القبيل .
هذا ما تفوهت بهِ لاماسا وجسدها يرتعش من شدةِ الخوف .
بينما إيڤان تحدثَ مهدئًا من روعها : لا تقلقي ، لن نموتَ هنا وبهذهِ الطريقة !
علقَ ڤينوس على حديثهِ متبسمًا : ألم تقل إنكِ مستعدٌ لأن تُقَطَعَ كشرائحِ اللحم ، هيا إذهب وتبرع بنفسكَ للقاتل .
ضربَ الآخر كتفهُ وهوَ يتحدث : هذا ليسَ وقتُ المزاح أيها اللعين .
عادَ بايكن وخلفهُ شيلا والهلع يسيطر عليهما ، بادرت شيلا بالحديث بشفتانِ ترتجفان : لا .. لا يوجد سبيلٌ للخروج من هنا ، الباب مقفل ولا نستطيع حتى كسره كونهُ ضد الكسر !
صرخَ آرثر بغضب وهوَ يضغط على باطن يدهِ حتى ابيضت : اللعنة على من بنى هذهِ المدرسة ، ألم يفكروا ولو لمرةٍ أنهُ منَ الممكن أن نبقى حبيسينَ هنا معَ قاتلٍ مختل ، حتى هواتفنا لم يسمحوا لنا بإحضارها .
هذا صحيح ، كانَ المدير دومًا يتصرف كما لو أنهُ قد أنجزَ شيئًا عظيمًا حينما خصصَ الأبواب والنوافذ الزجاجية أن تكون ضد الكسر والرصاص .
نراه طوال الوقت يتفوه بشيءٍ مثل : "هذا أفضلُ خيار ، فكروا بكيفَ سننجو إن تعرضنا لهجومٍ أرهابي ، أو هجومٌ منَ الموتى الأحياء" .
تفكيرهُ لا يخلو منَ الصحة ولكنهُ لم يفكر بكيفَ سنموت لو علقنا معَ مجرم أو الموتى الأحياء داخل المدرسة والأبواب مغلقة !
أنت تقرأ
دقت أجراس الموت
Aventuraتنقلب مدرسة أثونمس رأسًا على عقب متحولةً إلى فوضى عارمة حينما يحاولون عشرة طلاب في وقتٍ متأخرٍ منَ الليل النجاة من مصيرهم المحسوم والذي هوَ القتل على يدٍ مجرمٍ مختل قد هربَ من مشفى الأمراضِ العقلية مخترقًا مدرستهم . _ توقفنا جميعًا عن الحركة والحديث...