03 ⇇ تباين طرق النجاة

23 3 0
                                    

الأرض ملطخةً بالدماء وكأنَ جسدهُ قد تمَ سحبهُ من مكانٍ ما .

هذا أسوأُ مما كنتُ أتوقعُ حتى ، إنَ كانَ أمرًا مريبًا يحدثُ داخلَ مدرستنا فمنَ الأفضل وجودُ الأستاذ معنا ، سنموتُ حتمًا إن كنا لوحدنا فهؤلاء الاطفال أقلُ من المستوى المطلوب للنجاة !

إقتربَ بعدها الجميع منَ الجثة حينما رأوا وجهيَ المتجهم الشارد ، وسرعان ما لاحظوا الدماء التي تسيلُ من رقبتهِ الممزقة .

بدأَ الهلعُ يسيطر عليهم وخاصةً شيلا التي صرخت بقوةٍ فورَ رؤيتها لجسدهُ فاقد الرأس وتبعها الآخرين بالصراخ .

رَكضَتْ فورًا معَ بايكن ينويان الذهاب إلى الباب الرئيسي للخروج منَ المدرسة .

أما عن بقيتنا فبقينا متجمهرين هنا حولَ جثة الأستاذ ، إقترحَ أوليڤر أن نذهب إلى غرفة الطوارئ في الطابق الرابع - والتي تقبع داخل غرفة الإذاعة الكبيرة - ونتصل على الشرطة فلا هواتفَ لدينا سوى الهاتف المركزي هناك .

ولكن توقفنا جميعًا عن الحركة والحديث فورَ سماعنا هتافًا صدرَ من سماعات الإذاعة يقولُ بصوتٍ أجش وبنبرةٍ مستمتعة : جميعكم عالقينَ في الداخل ، لا يوجد شيءٌ مؤكد سوى أنكم وبلا إستثناء .. ستموتونَ جميعًا .

بعدها قهقهَ بشدةٍ وكأنَ الذي يتحدث مخبولٌ من نوعٍ ما .

_ اللعنة ، ألا يجب علينا أن نهرب أو شيءٌ من هذا القبيل .

هذا ما تفوهت بهِ لاماسا وجسدها يرتعش من شدةِ الخوف .

بينما إيڤان تحدثَ مهدئًا من روعها : لا تقلقي ، لن نموتَ هنا وبهذهِ الطريقة !

علقَ ڤينوس على حديثهِ متبسمًا : ألم تقل إنكِ مستعدٌ لأن تُقَطَعَ كشرائحِ اللحم ، هيا إذهب وتبرع بنفسكَ للقاتل .

ضربَ الآخر كتفهُ وهوَ يتحدث : هذا ليسَ وقتُ المزاح أيها اللعين .

عادَ بايكن وخلفهُ شيلا والهلع يسيطر عليهما ، بادرت شيلا بالحديث بشفتانِ ترتجفان : لا .. لا يوجد سبيلٌ للخروج من هنا ، الباب مقفل ولا نستطيع حتى كسره كونهُ ضد الكسر !

صرخَ آرثر بغضب وهوَ يضغط على باطن يدهِ حتى ابيضت : اللعنة على من بنى هذهِ المدرسة ، ألم يفكروا ولو لمرةٍ أنهُ منَ الممكن أن نبقى حبيسينَ هنا معَ قاتلٍ مختل ، حتى هواتفنا لم يسمحوا لنا بإحضارها .

هذا صحيح ، كانَ المدير دومًا يتصرف كما لو أنهُ قد أنجزَ شيئًا عظيمًا حينما خصصَ الأبواب والنوافذ الزجاجية أن تكون ضد الكسر والرصاص .

نراه طوال الوقت يتفوه بشيءٍ مثل : "هذا أفضلُ خيار ، فكروا بكيفَ سننجو إن تعرضنا لهجومٍ أرهابي ، أو هجومٌ منَ الموتى الأحياء" .

تفكيرهُ لا يخلو منَ الصحة ولكنهُ لم يفكر بكيفَ سنموت لو علقنا معَ مجرم أو الموتى الأحياء داخل المدرسة والأبواب مغلقة !

دقت أجراس الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن