04 ⇇ موتٌ وشيك

15 3 2
                                    

_ بايكن قالَ ذلك !

تفوهت بجملتها هذهِ التي تم إخراسنا بواسطتها ، لم يَصدر نفسٌ واحدٌ بعدها بل بقيَّ الجميع في حالةِ سكونٍ وترقب .

بايكن قالَ ذلك ؟!
ألم تكن خارج الفصل وحدها ؟ إذًا كيفَ بحقِ السماء قد سمعت ذلك ؟!

إن كانَ فعلًا قد تفوهَ بذلك .. من كانَ يقصد ؟
القاتل ؟ ألم يقولوا بأنهم لم يلتقوا بهِ ؟!

بدأ الأمر يزدادُ تعقيدًا ، أعجزُ تمامًا عن تفسيرِ ما يفعلونهُ هؤلاء القوم !

احتمالان لا ثالثَ لهما يفسر ما قالته ، الأول هوَ أنهُ قصدَ بها القاتل ولكنهُ احتمالٌ مستبعد فإن قابلهُ فعلًا .. أشكُ أنهُ سيكون واقفًا هنا أمامنا !

والاحتمال الثاني والذي هوَ أكثر منطقية .. أنهُ قصدَ بها آرثر ، نلتقي في الجحيم يا آرثر .

أليسَ ذلكَ منطقيًا ، ولكن إن حدثَ ذلك فهذا يعني أنهم يكذبون جميعًا بقولهم أنهم لا يعلمون مكانه .

وهذا يعني أيضًا بأنَ آرثر الآن وإن كانَ على قيد الحياة .. في زاوية من زوايا المدرسة وحدهِ معَ القاتل ، وهذا ما يثيرُ الشبهات حولهم جميعًا ، ويجعلنا نستذكر سؤالًا ما .. لما تركوه خلفهم ؟!

قاطعَ حبلُ أفكاري صوتُ شيلا المرتجف وعيناها التي تراقبان آسا بتفحص : مـ ـا الذي تتحدثينَ عنه ؟ لـ ـمن قالَ بايكن ذلك ؟

وجهتُ نظري نحوَ آسا وكما فعلَ الجميعُ ، فتحت ثغرها ناويةً الحديث ولكن قاطعَ حديثها بايكن الذي نهضَ بسرعةٍ جاعلًا منَ الكرسي أسفلهُ يسقط منتجًا عن ذلكَ صوتًا حادًا .

ناظرتهُ بحاجبان منعقدانِ استنكارًا ، ما الذي ينوي فعلهُ بحقِ الإله ، هل لأني أستمر بمناداتهِ بالمجنون قد أصبحَ هكذا فعلًا .

_ هل تنوي أن تجمعنا بحتفنا أيها الأرعن ؟!

جملة غاضبة صدرت من إيڤان وهوَ يتوجه نحوَ بايكن ممسكًا ياقتهُ بغيضٍ شديد .

توجهَ نحوهُ ڤينوس مهدئًا إياه ببعض الكلمات ، فابتعدَ عنهُ إلا إنَ عيناه تكادُ تحرقُ بايكن بشرارها الذي يتطاير .

لم أنسى بالطبع ما قالتهُ آسا ، لذا أعقبتُ بسؤالها عن ذلكَ بفتورٍ بعدَ أن مررتُ يدي في شعري : آسا ، أخبرينا بما حدث .

رمقتني بنظرتها غير المفسرة المعتادة ، بقيت تتفحصُني لثوانٍ معدودة .

ثمَ سرعان ما قاطعها بايكن حينما أرادت الحديث من جديد قائلًا بنبرةٍ مغتاظة : ما الذي تتحدثينَ عنه ، أنتِ لم تكوني معنا حتى حينما كنا في الخارج ؟

قلبَ عينيهِ بعدها ليضيف بتهكم : هل موهبتكِ بعدَ الدراسة هيَ نشر الشائعات يا غريبة الأطوار ؟!

إنهُ يتحدث بهذهِ الطريقة الغبية ليجعلنا نقف في صفهِ ضدَ آسا الغريبة نوعًا ما .

لكنهُ لم يدرك بعد أنني قد أصدق أي أحدٍ في العالم سواهُ هوَ .. الأناني الذي لا يفكر سوى بنفسه .

دقت أجراس الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن