-جوزي بيخوني.
_تنظر إليها شقيقتها بملل: مسكتِ عليه حاجة؟
-لا ممسكتش.
_وأنتِ متأكدة ليه أنه بيخونك؟
-إحساسي.
_الإحساس أوقات بيكون غلط.
-لا لا، برضو إحساسي دايمًا بيكون صح.
_ لما يضيع منك؛ بسبب شكك فيه؛ متجيش تعيطي، سلام
لتقول بتوهان: سلامتشرد قليلًا في تخيلاتها؛ التي حتمًا ستؤدي بها إلى الهلاك.
لتمسك رأسها بوجع: كفاية بقى، ما هو يا بيخوني، يا بيخوني، ياربِّ بقى أنا تعبت.
بعد قليل يدلف شخص إلى المنزل
=حبيبتي أنا جيت.
تقترب منه ببطئ، وتلتف حولهُ، وتشمشم في ملابسه.
لتقول بتساؤل: أتاخرت أربع دقايق ليه؟
=كنت بشتري الشيبسي بالطماطم اللي بتحبيه.
تحاول تخفي ابتسامتها التي ارتسمت على ثغريها.
وتردف في سرها: أكيد حس بالذنب؛ علشان بيخوني فقال: أصالحها بأي حاجة، فاكرني هسامحه، ودا مش هيحصل أبدًا، هكشفه في يوم أكيد.
ليقول بتساؤل: أنتِ معايا يا فريدة؟
أه معاك هحضرلك الغدا.
أجي أساعدك؟
لا خليك.
ليقول بابتسامة: هغير هدومي وأجي أساعدك.
فريدة: هات كدا الشيبسي؛ وبعدها روح.
فريد: بتاعت مصلحتك.
فريدة: ولد عيب! دا علشان أيدك متوجعكش؛ فهشيل عنك،
ليبتسم على تلقائيتها، ويدلف إلى الداخل، بينما فريدة تدخل إلى المطبخ؛ لتجهز وجبة الغذاء.
وأنا بحضر الأكل هعرفكم علينا: أنا فريدة، عمري تلاتين سنة، اتخرجت من كلية علوم، اتجوزت من سنة، فريد أكبر مني بِتَلَت سنين، اتخرج من طب، وحقيقي أصعب حاجة إن محدش فينا علمي رياضة، ويكون بيحب الرياضة، معرفش هنذاكر إزاي لأطفالنا وأحنا بنكرهها!
فريد: أساعدك؟
فريدة: دخل الأطباق، أنا أصلًا خلصت.
فريد: عيوني يا حبيبتي.
فريدة: من أمتى وأنا حبيبتك؟
فريد: الأكل هيبرد.
يأخذ فريد الصحون، ويخرج، ويترك فريدة وسط تساؤلتها، وبعد قليل تلحقه.
بعد قليل
فريد: تسلم أيدك يا حبيبتي، الأكل طعمه حلو أوي، بس
فريدة بتحذير: بس إيه؟
فريد بخوف مصطنع: ناقص ملح شوية.
فريدة تأخذ الصحن الذي أمامه: يعني أنا أكلي طعمه وحش؟ تمام، شكرًا، اللي شايفه غلط أعمله، متكملش أكل بقى.
فريد: يا حبيبتي دا أنتِ لو دخلتِ مسابقة طبخ هتكسبيها على طول.
فريدة: بجد؟
فريد: طبعًا
فريدة: لا دا أنا كدا أعمل كوبايتين شاي بالنعناع، وأشغل أم كلثوم.
فريد: هجهز البلكونة تكوني عملتِ الشاي.
يأتي مكالمة لفريد، ينظر في الهاتف، ويرتبك؛ ليقلب الهاتف على وجهه.
فريدة بشك: مين بيرن؟ وليه ارتبكت كدا؟
فريد بارتباك: دا صاحبي.
فريدة برفعة حاجب: طب رد عليه.
فريد: هو بيحب الكلام الكتير، وأنا عايز أقعد معاكِ، بكرة هبقى أرن عليه.
فريدة بعدم صدق: ماشي.
تدلف إلى المطبخ وتبدأ تفكر: دي ممكن تكون اللي بيخوني معاها، أنا لازم أتأكد، بس مش هفتح في تليفونه أكيد، وليه لأ؟ بس دي خصوصيات مينفعش أدخل فيها، مش هيحصل حاجة من مرة يعني.
تصب فريدة المياه الساخنة؛ لتنسكب على يدها تطلق صرخة عالية من شدة الوجع؛ ليأتي فريد بخضة على هذا الصوت.
فريد بخوف: في إيه مالك؟
فريدة ببكاء: الماية المغلية ادلقت على أيدي.
فريد بزعيق: مبتاخديش بالك ليه؟!
يأخذ يدها، ويضعها تحت المياه الجارية، وتبكِ فريدة أكثر.
فريد: بتوجعك.
فريدة: طول ما هي تحت الماية مش وجعاني.
فريد: أومال بتعيطي ليه؟
فريدة: علشان زعقت، وأنا مش بحب الزعيق، والصوت العالي.
فريد: طب أنا آسف.
فريدة: اعتذارك مش مقبول، زعقلي براحتك بقى.
فريد: ما أنتِ اللي مستهترة.
فريدة: ماشي.
فريد في سره: اتقمصت القموصة.
يأخذ يدها، ويضع الكريم المخصص للحروق، ويلف يدها بالشاش، ثم يأخذها إلى الشرفة
فريد: ارتاحي أنتِ هعمل أنا الشاي.
فريدة: لا خليك أنت جاي من شغلك تعبان.
فريد: بس بس لتحرقي البيت كفاية أيدك.
فريدة: أنت بتتريق؟ تمام.
فريد: أنا أقدر برضو، شغلي أم كلثوم لحد ما أجي
أنت تقرأ
سكريبتات بقلم نادية ستارز
Mystère / Thrillerلنذهب في جولة إلى الخيال عجز الواقع عن تحقيقها بقلم نادية ستارز