" لا تقترب قلتُ لكَ لا تقترب كريستوفر ! "
يتراجع للخلف بهلع ويلتصق ظهره بالجدار بينما ساقاه الضعيفتان تكادان لا تحملانه من التعب والإرهاق
كريس : اهدأ أرجوك ، أقسم لك بحياة نينا ابنتي الوحيدة انني لن أؤذيك مطلقاً
جون : أتقسم ؟!
فيشير كريس إلى قلبه بواسطة أصبعه بإشارة ضرب وهو ينظر لفتاه بكل صدق ويقول : قُلتُ لكَ سابقاً ،أن أطهر شيئ في حياتي العفنة هو نينا ابنتي ،ولن اقسم بطهارتها وبرائتها وأحنث
فينهار جون على الأرض ،ليركض كريس نحوه ويمسك بقطعة الزجاج الحادة ويبعدها عنه ،ثم يحمله ويحضنه حتى يبعث الطمأنينة في قلبه المذعور
ليَنتقل جون من شعور الذعر والجذع لشعور التشوش والفوضى داخل احاسيسه وعقله
بينما كَفُّ كريس تمسح على كتفه بلطف محاولاً تهدئته ،كطفلٍ صغيرٍ في مهد ،بقيَ يهز به إلى أن غفا ، فتأمّل وجهه اليافع ،ثم وضعه في سريره
لكنه حالما استقر على فراشة الوثير انتفض فزعاً ، ليجد كريس يجمع قطع الزجاج المتناثرة في يده ويلقيها في القمامة
ثم ينظر له ويقول: سامحني ، لقد نسيتك بلا طعام ،بسبب الجرح في عيني ، سأحضر وجباتك المفضلة وارسل الجميع لغرفهم ثم سأنزل انا وأنت كي نأكل في الحديقة
لكن بينما هو يقول كلامه هذا بمنتهى الصدق والطمأنينة ينهض جون إليه ويركع على الأرض وفي عينيهِ شيئٌ من الدّموع مُمسكاً بطرف رداء خاطفه ويهزه متسائلاً : كيف لك أن تعاملني هكذا وأنا الذي كدتُ أفقؤُ لكَ عينَك ؟ كيفَ لك ألا تنتقم مني؟
ليضع كريس يدهُ فوق رأس جون ويقول : في البداية ....خطفتك كنوع من الانتقام لكبريائي...لأنك كنت مشاكساً جداً وأنا لم اعتد أن اترك خصومي إلا اسفل حذائي ،ومع الوقت ... بدأتُ ألمح فيكَ شيئاً ساحراً ،اكتشفُ عبرك عالماً جديداً ....كما أنه اتضح لي أنك نقيٌ جداً ، مثل نينا حبيبة قلبي ، لم اعد ارغب بأذيتك بعد الآن ،فهذا لن يجلب لي المتعة ، لكت أريد ان أبقيك بجواري لبعض الوقت ...لعلي أفهم
يتنقل جونغكوك بنظرهِ بين عيون كريس ويقولُ متلهفاً حائراً : ماذا ؟ لعلك تفهمُ ماذا ؟
يقترب كريستوفر بشفتيه من شفتي فتاه وهمس : لعلّي أفهم ...لمَ احتضانُ لحمكَ يترك هذا الأثر الدافئ بينَ أضلعي ؟
ثم يلتحمان في قبلة لزجة دافئة وعطرة ،تجعلُ القلب ينبض بجنون والأطراف ترتجف
يفصل كريس القبلة عندما يسمعُ معدة حبيبه تُقَرقِع ليبتسم بخفة ويقول : دعنا نملأكَ ببعض الطعام
وبينما ينهض يُمسك جون بيده ويقول : أتُؤلمك؟
لينخفض كريس نحو أذن الشاب الأسيوي ويقول : ينبغي عليها أن تؤلمني ....لكن ..طالما أنها منك...فإنها لا تؤلم ، رغم أن لديك يد قوية في الطعن
يريد جون أن يعتذر لكن كبريائه يمنعه عن ذلك ، فلاك الاعتذار داخل فمه وبان على شفتيه لكنه لم يستطع قوله ، وكلّ ما استطاع إليه سبيلا هو الوقوف وانتظار خاطفه كي يحضر الطعام
في تلك الأثناء وبعد أن انتهى الدوام ، بدأ جايدن يحاولُ الاحتيال على حبيبته كي يستدرجها لسريره ويمارس معها ويستمتعَ بها كما يشتهي ، لكنها منذ الصباح بمزاج ناري وضيق وخارج المزاج المطلوب
فعاودت لتمشي بخطوات سريعة كي تتخلص منه ، ليركض ورائها ينادي باسمها : نينا ، نينا توقفي ، قلتُ توقفي !
لتستديرَ نحوه بأعين محتقنة وتتحول لنينا العصبية التي لا يراها ولا يعرفها أحدٌ بعد : ماذا تريد ؟
جايدن : لمَ تتجنبينني اليوم ؟ ما بالك اليوم؟
نينا : جايدن أنا اسفة أريد العودة للمنزل فأنا متعبة
ثم تتركه وتتابع سيرها ، ليمسكها من كتفها ويقول : تعالي معي فقط عشر دقاىق ارجوك ، أريد ان أريكُ شيئاً
لتحرك كتفيها كإشارة على رفضها مُبعدةً يده عنها : تريد أن تريني عضوك وتمارس معي ، صدقني جايدن لستُ بالمزاج المطلوب الليلة
ليتحول صوتهُ لصوت حاد ذكوري ، ويبدآن بالشجار، إلى ان يفقد الفتى الأرعن سيطرته ويرفع يده ويصفع حبيبته بقوة على وجهها
وهي التي لم يلمس وجنتيها سوى القُبُلات وبتلات الورد
صُعِقَت نينا بما حصل ، بل انجرحت بشدة ،وهربت دمعة من عينها بينما حبيبها نفسهُ مصدوم مما فعل ،ووقفَ يلهث أمامها لايدري كيف يصلح الموقف
فتركض نحو السيارة الخاصة بها ليقول أحد شبان المرافقة: آنستي تريدين مني أن أضربه
لترد بينما تصعد السيارة باكية : لا ، لكن أعدني للمنزل بسرعة أرجوك
يلعن جايدن ويعض شفتيه ندماً على تسرعه ويذهب لسيارته الخاصة ،بينما هناك سيارة سوداء في الخفاء يقبع داخلها رجلٌ يراقب الوضع بأعين حريصة مدققة !
السير نيكولاس : إذاً ....ابنته نينا لديها حبيب وهما ليسا على وفاق
ليقول السير نيكولاس لسائقه : أتعلم لو يدري كريستوفر عن هذه الصفعة ماذا قد يفعل؟ ....سيدفن ذلك الشاب وهو على قيد الحياة
دعنا الآن نتحرى عن هذا الشاب وعن علاقته بالآنست الصغيرة ،فلن نصل لأبيها إلا عن طريقها ، إنها نقطة ضعفه الوحيدة
يتبع....
أنت تقرأ
صياد الغزلان
Actionيمكنك ان تعتبرني جامع تحف فنية ، رجل يهوى اقتناء الأشياء الثمينة والنفيسة ...حتى لو لم تكن تلك المقتنيات مجرد أشياء ، طالما أنني أملك المبلغ الكافي لشراء أي شيئ فسأشتريه وقد كنت في صباي أهوى صيد الغزلان ،وأرى الآن أمامي غزال رشيق ولطيف لا استطيع...