صياد الغزلان

الأرنب الذي ينقذ الغزال

" مرحباً آيها الأرنب الصغير "

هذا أول ما سمعه جونغوك عندما فتح عينيه بعد أن زار عالم الموتى ثم عاد منه

حيث أصابته نوبة ذعر لبقائه وحده وقت طويل فبدأ يختنق ويفقد سيطرته على أعصابه ،وعندما وصل كريستوفر كان جون قد فقد وعيه من الصدمة

حينها هرع إليه كريس وفوراً حمله للسرير وقام بتمسيد قلبه الذي توقف للحظات وأعطاه تنفس اصطناعي إلى أن عاد وضعه مستقراً

اول شيئ قاله جون بعد أن فتح عينيه  وبصوته المبحوح : لمَ وجهك أصفر ؟ تبدو كأنك تموت

ليضحك كريس بخفة ويرفع رأس الفتى ويقول : أنت من كان يموت ليس أنا ، ما الذي حدث ؟

ليأن جون ويبلل شفتيه بلعابه ثم يقول : شعرت أن الغرفة تصغر شيئاً فشيئاً وتقوم بخنقي

كريستوفر: مع كل هذه النوافذ العملاقة والسقف المرتفع ؟

جون : ماذا سيفعل لي السقف؟ سيتحدث إلي عندما أشعر بالوحدة ؟
تذكر أنني كنت أعيش مع ستة أعضاء طوال الأعوام الماضية بشكل متواصل فكيف لك أن تعتقد أنني سأتحمل البقاء وحدي هكذا فجأة ؟

كريستوفر : علينا أن نخرجك من هنا لبعض الوقت

تتسع عينا جون وتلمعان ، ثم يقوم الأكبر بلفه بالغطاء ورفعه بين ذراعيه وحمله لأول مرة منذ أسبوع إلى خارج الغرفة الفارهة

وحالما خطى الرجل خطواته الأولى خارج الغرفة شعر جون الملفوف بين ذراعيه وكأنه يتنفس الصعداء  ،رغم أنه خرج به لمكتبه أي غرفة أخرى أيضاً ولكنه استمر في المشي إلى أن نزل به القصر وصولاً للحديقة ، حيث شعر جون وكأنه يولد من جديد عندما وجد نفسه تحت السماء الواسعة الممتدة والتي لا يحدها سقف ولا تؤطرها جدران

تنهد براحة واسترخاء  بينما يراقبه كريستوفر العملاق ثم يضعه على الكرسي في الحديقة مقابلاً للنافورة الرخامية

تأمل المكان بعينيه السوداوين اللامعتين ونظر للخلف ،مباشرة نحو القصر وقال بينما هو ملفوف بغطاء سريره : هذا هو شباك غرفتي أليس كذلك ؟

يبتسم كريستوفر ويمد ذراعه على حرف المقعد خلف جون ويقول : صحيح

جون : كنت استطيع الوصول لحافة النافذة فقط ،وسماع صوت النافورة

كريستوفر : إذا كان إبقاؤك وحدك سيعرضك لإغماء خطير كهذا فأنا أفضل إنزالك معي إلى هنا بين الحين والآخر

جون : ما رأيك أن تفرج عني وتعيدني لبلدي بدل سماحك لي بالتنزه ؟ ألن يكون هذا أفضل ؟

كريستوفر : ولمَ عليي أن أرسل شيئاً أمتلكه بعيداً عني ؟ أتظنني أريد تبديد كل النقود التي صرفتها لشراءك؟ لقد كنت أغلى صفقة تجارية أقوم بها