قصتي مع الواد التقيل .. أول حب

3.3K 15 0
                                    

(ر) شخصية قوية, حكيمه, قياديه, مسيطره على كل شئ , أنيق ووسيم جداً,جسمه رياضي جداً, أسمر وله ذقن محدده تجنن, رجل بمعني الكلمه بصراحه واد تقيل تقيل تقيل. بعد وصولنا للإسكندرية لم أراه بحكم أننا ليس بنفس القسم بالجامعة, لم أشتق إليه ولكن لم أستطيع التوقف عن التفكير به ورغبتي بالتحدث معه فكمان قولت له أسلوب في الكلام ونبرة صوت تسحر من أمامه وتجعلك تقول ( الله عليك قول كمان يا معلم) وفي نهاية الأسبوع ذهبنا أنا وأصدقائي بالسكن إلي السينما في محطة الرمل وهناك بالصدفة وجدنا (ر) مع مجموعه من الآصدقاء ذهبوا لحضور نفس الفيلم, قابلني بنفس الإبتسامه وسلم عليا وطلب مني الجلوس بجانبه في السينما وقطعنا التذاكر وبالفعل جلست بجانبه وكان الفيلم كوميدي أجنبي وضحكنا كثير وبعد الإنتهاء ذهبنا لتناول العشاء وحينها طلب من الجميع الحضور دائماً كل يوم خميس لمنزله والتجمع كلنا وبعدها نذهب جميعنا للتنزه والكل رحب بالفكرة, وأصبحنا نجتمع كل نهاية أسبوع.

في الأسبوع التالي ذهبنا لمنزله أنا وأصدقائي وكان يرتدي الزي العُماني وتجمعوا كل الأصدقاء وكنا نتحدث ونضحك لأن لغتهم جديده بالنسبه لنا وسريعه وبعض الكلمات كنا لا نستوعبها إلي أن جاء موعد الخروج وقام (ر) بتغير ملابسه وتوجهنا إلي المكان المتفق عليه, وتكررت هذه الزيارات إلي أن تعمقنا ببعضنا وفي كل زيارة كان (ر) يستغل أي فرصه أكون بها بمفردي للتحدث معي. وفي الزيارات الأخيره كان يطلب منا النوم عنده وعدم الذهاب للمنزل بحجة أن الكل متواجد هنا ومجتمعين وكنا نحاول الإعتذار بلباقه وإستمر الحال إلي أن وافقنا النوم لديهم وأتذكر ما حدث في تلك الليلة الغريبه.

بعد نوم أغلب الموجودين وذهاب بعضهم إستلقيت أنا على جانبي فوق الكنبة في الصاله و(ر) بجواري على الكنبه الآخري وفجأه بدأ يتمتم بعبارات غريبه بصوت هادئ وكان مسح على الجدار بيده وينظر بداخلها, نظرت له وسألته ماذا تفعل فقال إنت إبن لأستاذ في مدرسه صح؟ وإنت إبن لأسرة مكونه من ... أخوان و... أخت صح؟ وليس لك علاقه مع والدك صح؟ وإنت وأنت وأنت, وفجأه قال إنت في حاجه حصلت لك وإنت صغير من أحد قريب منك وزعلت كثير صح؟ وقتها لم أستطع بلع ريقي من الصدمه وقولت ماذا؟ كيف عرفت؟ وإيش بتسوي؟ هل هذا سحر أم ماذا؟

بعدها مسح مره أخري وقال إنت لا تخاف أنا بمزح. أعتقد بأنه عرف أنني لا أستطيع تحمل مثل هذه الأشياء وقال أنا أمزح معك إنت شكلك لا تحب المزح. وقام من عندي وطلب مني الخروج للتنزه قليلاً, وبالفعل وافقت وخرجنا ومشينا على البحر وطلب مني التحدث عن نفسي وأنه يريد فقط الإستماع لي ولا يريد التحدث ( طبعا أنا كنت أحاول أن لا أفكر بأي شئ عن الماضي بالنسبه لي وحاولت التركيز على أي شي أخر حتي لا يقرأ أفكاري) وبدأت بالحديث بإختصار شديد في أقل من 3 - 4 دقائق, توقف ونظر لي قائلا أنا بصراحه معجب بك وأشعر بشعور غريب يتعمق فيا ويكبر بداخلي وحاولت قراءة أفكارك وأدري أنك تبادلني نفس الشعور ولكن هناك أشياء تحاول إخفاءها عني هل أنا لا أستحق أن أكون الحبيب الحقيقي لك؟ وقتها لم أستطع القيام بخطوة واحده أخري ولا حتي الوقوف وشعرت وكأن الدنيا تدور وكل الناس قد سمعوا المحادثه وطلبت أن نعود لبيتي فوراً, قام بتهدئتي وإعتذر لأنه ضغط عليا وقال إن ذلك بسبب عدم قدرته على التركيز وإنشغاله بكثرة التفكير بي وأصر على الرجوع لمنزله ولكني تجمدت ورفضت (خوفاً من يعرف كل ما صار لي وأنا كنت أحاول إخفاء كل الماضي عن كل أصدقائي) وافق أن أذهب لمنزلي ولكن بشرط توصيلي للمنزل بنفسه وعند وصولي طلب مرافقتي للشقه رفضت بشده ( بصراحه عشان غرفتي كانت غير مرتبة) وصعدت الشقه لوحدي.

وبعدها كنا نتقابل كالعادة نهاية الأسبوع وطبعا مع إهتمام أكثر بنفسي وتنسيق ملابسي وحتى كلامي وحركاتي أمامه, وهو نفس الشئ كان حريص على أن يلفت إنتباهي وإعجابي له بدون أن يجعل أحد يشك به أو تهتز صورته أمامهم, و إنتهى الترم الثاني لي بالجامعه وقررنا أن نحتفل بنجاحنا نهاية الأسبوع في الفالكون بالمنتزه.

الفالكون هو كافيه مكشوف فوق مبني مع دي جي بتقنيات صوتية وإضاءه رائعه, بالطبع الكل بدأ بتجهيز لهذا الحفل وأنا قولت (لازم أكون على سينقت عشره) وجاء يوم الحفل وإرتديت بنطلون جنز أسود مع تي شيرت عودي بقبه وكم قصير وجاكيت جلد أسود قصير وعند دخولي المكان كان بدون مبالغه ممتلئ بالأصدقاء من كل الجاليات سواء أعرفهم أو لا أعرفهم وكان (ر) قد حجز طاوله له ولنا في المقدمة وجلسنا وكان المكان صاخب بالأغاني والرقص والأصوات والإنارة (هيصه يعني) جلسنا ووضعت الجاكت على الكرسي خلفي وبعد ساعه تقريبا قام (ر) من الطاوله ودخل في وسط مكان الرقص ورفع يده كأنه يشر بالتوقف والكل مستغرب وبعدها أشار بالإبتعاد عن مكان الرقص وإخلائه وكأنه يريد إلقاء خطاب مع إستغراب الجميع بما فيهم أنا, ثم نظر لمنسق الدي جي وأنزل رأسه وتصنم وأطفأت الأنوار ما عدا كشاف موجه عليه وبعدها سمعنا أغنية (ياعمري أنا) لفرقة ميامي و تقدم نحوي ومد يده وسحبني بهدوء, قمت بهدوء وكأني مخدر بدون أي مقاومه ولا شعور بوجود أحد غيرنا بالمكان وبدأنا بالرقص بهدوء وكان يؤدي حركات مع كلمات الأغنية وكأنه في فيديو كليب وأنا أرقص بهدوء ناعم وعيني بعينه ويدي بيده ومؤثرات الإناره كانت تتراقص معنا أيضا والكل مبهور بما يراه وما أن إنتهت الأغنيه الكل قام بالتصفيق والصراخ والتصفير حينها إستوعبت مع قد حدث وبدأت أري وجوه أصدقائي المنصدمه والسعيده بنفس الوقت ومشيت لطاولتي وما أن جلست والكل يقول لي كنت رائعه جميل وأول مره نراك ترقص وكنتما ثنائي مدهش بصراحه مو مصدقين, والكل علق بطريقته وبكلامه وحسب رأيه(صراحه أنا كنت سعيد جدا بأن (ر) عبر لي بحبه أمام الجميع ليثبت لي ولهم أنه يمكنه فعل أي شئ لأجلي لأكون حبيبه حتي ولو لم يكن أحد متعود على ذلك).

وأقسم لكم أنه في أقل من أسبوع الكل قد عرف بما حصل والكل ندم لعدم تمكنه من الحضور ورؤية ذلك بعينه والبعض لم يصدق بكون (ر) معروف بالوقار والرزانه والثقل وخلافه وأنني شخص مغرور ولا يمكنني النظر لأي شخص مهما كان, والكل أصبح يتحدث عنا حتي بدأ الترم الثالث وبالذات بعد إنتقالنا للسكن بنفس العماره بل بنفس الدور أيضا وفي كل لقاء مع الأصدقاء بنا داخل الشقة أو خارجها كانوا يراقبونا بخفيه وكان الأمر هذا يضايق (ر) كثيراويحرجني بشده وأصبحنا نحاول أن لا نلتقي بمكان أو نتحدث أمام أحد مما سبب فتور في العلاقة وإتخذ كل منا طريقه إتقاءاً للمشاكل وعدم تشويه السمعه مع أننا كنا متفاهمين تماما ونحب بعضنا حقاً.

وهذا الدرس الثاني في الحياه وهو أن لا تظهر كل شئ للناس فمنهم الحاسد ومنهم الحاقد ومنهم الكاره لك السعاده ومنهم ومنهم ومنهم ومنهم من يحب لك الخير أو أن يراك سعيد .. فنصيحة إفرح وحب وعيش بس ليس بالضروري الكل يفرح لفرحك أو يحزن لحزنك... يتبع

طفولتي وبداية معاناتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن