"الفصل السادس"

28 5 2
                                    

اليوم سيأتى مُراد ووالدته وأخته؛ ليتقدموا بشكل رسمى، ولنحدد موعد الخطبة، بعدما سأل خالى عنه ووافق على مجيئه للتقدم لى، كانت أجواء البيت كلها فرح، أمى أعدت الكعك المفضل لى، وكذلك مشروبي المفضل، وريما اشترت لى فستانًا جميلًا تُزينه الورود، كانا يفعلان ما بوسعهما لإسعادى، كان القلق يملأ قلبي، لم يسبق لي أن أحب أحدًا من قبل، ولم ينتهِ الأمر عند حبى له فقط، بل الشخص الذي أحببته سيأتى اليوم لخُطبتى، كان بداخلى مشاعر عديدة لا تُوصف، ظل قلبي ينبض بسرعة وبصوت عال حتى حل المساء، وأتى خالى وجلسنا جميعًا ننتظرهم، وعندما سمعتُ صوت جرس الباب، قُمت مُسرعة وقُلت:
-أنا سأفتح.
أمسكت ريما بيدى ثم ضحكت وقالت:
=خالك من سيفتح، أنتِ ستدخلين إلى المطبخ وبعد جلوسهم، تأتين وتقدمى العصير إليهم.
-تعالى معى إذًا.

شددت ريما وذهبنا إلى المطبخ، وأخذتُ أنظر وأراقبهم، وبعدما فتح خالى الباب، ظهر مُراد كان يبدو على وجهه السعادة، وبينما أنا أنظر إليه التقت أعيننا، وعندما رآنى ابتسم حتى أُغلقت عيناه، ولوح لى بيده، من شدة خجلي شددت ستار المطبخ، وهرولت إلى ريما،
نظرت إليها وقُلت:
-أنا متوترة للغاية، لا أود الخروج.
-أمسكت ريما بيدى ثم قالت:
=اهدأى هذا طبيعي لا تقلقي، خُذى العصير، واخرجى إليهم، هيا يا عزيزتي.

أخذتُ نفسًا عميقًا، ثم أخذت العصير وخرجت، كان الجميع ينظر إلىّ، كدتُ أتمنى أن تبتلعنى الأرض من شدة الخجل، قدمت لهم العصير وجلست بجانب أمى، ثم بدأت والدة مُراد الحديث وقالت:
-كما تعلم يا سيد محمد، أتينا الليلة لطلب يد ابنتك فرح لابنى مُراد، فى الحقيقة كما تعلمون هذه الزيارة الأولى لى، وهذه المرة الأولى التي أرى فيها فرح، ولكنى أثق باختيار مُراد، وأن فرح ستكون أفضل زوجة، لذا أتمنى أن تقبلوا طلبنا.
=فى الحقيقة يا سيدتي عندما قابلت مُراد لم أرى منه شيئًا سيئًا أبدًا، ولد مهذب ودخل البيت من بابه، وحينما سألت عنه أيضًا لم أسمع إلا كل خير، فليس عندى أى مانع، ولكن الرأى فى النهاية لفرح لذا يجب عليهما أن يتحدثا قليلًا معًا؛ ليعلم كل منهما ما يود معرفته عن الآخر.

نظر إلىّ خالى ثم أردف:
=لنتركهما الآن؛ ليتحدثا.
وبعدما ذهبوا جميعًا، ظللت أنا ومُراد بمفردنا، كانت نبضات قلبي سريعة، كنت أُحدق في الأرض ولا أستطيع النظر فى عينيه على عكسه كان يُحدق بي ولم يرفع عينيه عنى، تشجعت ونظرت إليه وقُلت:
-أستظل تُحدق بى هكذا؟

ابتسم ثم قال:
=ومن الأحمق الذى يكون أمامه هذا الجمال ويرفع عينيه عنه؟ على العموم يا شاردتى ليس لدى أسئلة، يكفينى أنى أُحبك.
حاولت إخفاء الابتسامة التى ظهرت على وجهى دون قصد بعد سماعى لهذه الكلمة للمرة الثانية، وقُلت:
-هذه أول نقطة أريد التحدث فيها، فى فترة الخطبة بإذن الله، يجب علينا الالتزام بضوابط الخطبة، وأن نضع حدودًا فى التعامل بيننا أولها أن تتوقف عن قول أى كلام حب أو نعتى بأى اسم غير اسمى، فما زلت أجنبى عنى وهذا لا يصح، اتفقنا ؟

وماذا عني؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن