كل الأشياء التي حدثت معي بشكل مفاجئ كانت تُخبئ الكثير من الألم، حتى صار هناك عداوة بيني وبين المفاجآت،
عندما وصلت إلى الشركة صباح اليوم وجدت سَليم جالسًا في المكتب، رحبت به وقبل أن أجلس وجدته وقف ثم قال مُبتسمًا:
-لديّ خبر سعيد لكِ.رددتُ عليه بتعجب قائلة:
= حقًا! ما هو؟رد عليّ قائًلا:
-كنت أنا والسيد عادل نتحدث البارحة وأخبرته عن مهارتك التي لاحظتها، وأنكِ تتعلمين بسرعة، وأني أرى أنكِ الآن وبعد المدة التي مرت من التدريب صرتِ مستعدة؛ لتكوني جزءًا من شركتنا ولكن ليس كمتدربة، بل كواحدة من فريق المعالجين، ووافقني الرأى هو الآخر.عندما سمعت هذا الكلام غمرني الفرح وشعرت أن قدمي لا تحملني، وأخذتُ نفسًا عميقًا بعدما حبس الخوف أنفاسي لشهور
وقُلت:
=حقًا! لا أُصدق، عقلي لا يستطيع التصديق من شدة الفرح.صمتَ بُرهة ثم أردف:
-قد قال أيضًا أن هناك بعض التغييرات ستحدث في الشركة ومنها تغير مكان مكتبك، وهذا يعني أننا لن نتقابل كثيرًا كالفترة الماضية، لذا..ثم صمتَ مرة أخرى فقُلت بتعجب:
=لذا؟!أخذ نفسًا عميقًا وأردف بتردد:
- لذا أريد أن أقول لكِ شيئًا، أنا ..أنا
أنا معجب بكِ يا فرح وأريد أن أتزوجك.نزلت علىّ الجملة كالصاعقة وأحسست أني نسيت كيف يكون الكلام، هل الأمور كانت واضحة وأنا من كنت أضع نظارة سوداء تحجب الرؤية، أم ماذا؟ ولكن شعوري كان يخبرني أن تصرفاته الغريبة كانت رغبة في حمايتي وليست إعجابًا، أهذه الرغبة نتجت عن إحساسه بالذنب وتربص به هذا الإحساس وظنه حُبًا!
أفقت من شرودى على صوته وهو يكرر نفس الجملة،
فنظرت له وأومأت برأسي وقُلت:
=لا.عقد حاجبيه واختفت الابتسامة التي كانت على وجه وقال:
-ماذا تعنين بلا يا فرح؟جاوبته قائلة:
=أنا غير مناسبة لك يا سَليم، نحن غير مناسبين لبعضنا البعض.صمتُّ بُرهة وأردفت:
=لن أسمح لك أن تعيش في دور المنقذ أكثر من ذلك، ولن أسمح لي أن ألعب معك الدور الذي لعبه مُراد معي، كيف أحببت فتاة لا تعرف إن تعافت تمامًا من علاقتها السابقة أم لا، كيف تطلب منها الزواج بهذه السرعة، وأنت تعرف خطورة الدخول في علاقات بسرعة بعد خروجنا من علاقة مؤذية، كيف؟
كل هذا ليس له إلا معنى واحد عندي، أنك وقعت في دور المنقذ منذ تلك الليلة المظلمة، وتربص بك الإحساس بالذنب تجاهي، وبت تحاول أن تعالج هذا الإحساس بإنقاذك الدائم لي، والآن أنت تحاول أن تنقذني من آثار علاقة سابقة، هذا ليس دورك يا سَليم، لا تُلبس نفسك دورًا لا يليق بك، ولا تجعله يُغرقك في بحر المشاعر، أنت الآن على بر الأمان، سَليم الذى أعرفه يُحلل كل شيء جيدًا، ولا يجعل مثل هذه الأدوار تسيطر عليه، سرعان ما يلاحظ الحفرة ولا يجعلها تبتلعه، وأعرف أنك ستفكر في كلامي وستُهدى إلى الصواب.
أنت تقرأ
وماذا عني؟!
Romance"فى بعض الأحيان تضعنا الحياة في مأزق، تمحو جميع الخيارات، وتترك لنا خيارين فقط إما أن نختار أنفسنا أو نختار الموت، أو نختار أن نعيش حياة تشبه حياة الموتى، لا ننال منها إلا العذاب، ولكن الخيار الثاني يكون في صورة أحب الأشخاص إلينا، أو في صورة الهرب ا...