الفصل الحادي عشر

25 2 2
                                    

مُصادفات القدر غريبة جدًا، وغير متوقعة تمامًا، مثل هذه التى جعلتنى أتجمد إثر دهشتى، الشخص الذي أنقذته مُنذ قليل وكنت قريبة منه بدرجة كبيرة، بدرجة لم أستوعبها ولم أشعر بها إلا حينما غادرته واندفعت الدماء إلى رأسى واحمر وجهى من شدة الخجل، هذه المرة الأولى التى أفعل فيها مثل هذا الشيء، شيء ضرورى ولكن في نفس الوقت مُخجل وخصوصًا أمام عشرات الناس، هذا الموقف جعلني أتمنى ألا أُقابله مرة أخرى، والآن  هو يقف أمامى وسأعمل معه في نفس المكان!

أفقت من شرودى وصدمتى على صوته وهو يرد بابتسامة:
-نعم، إنه أنا.

قاطعنا السيد عادل قائلًا في تعجب:
-هل تعرفان بعضكما البعض ؟!

رددتُ بسرعة:
- نعم، لقد قابلته منذ قليل.

نظر السيد عادل إلى سَليم بتعجب وقال:
- ولكن ما هذا يا سَليم، لِمَ ثيابك مبتلة هكذا، أأنت بخير؟!
-نعم، أنا بخير لا تقلق مجرد حادث بسيط ولكن أنا بخير.
- حسنًا، سأذهب إلى مكتبي الآن، ولكن قبل أن أذهب، سأوضح لكم بعض النقاط بخصوص عمل فرح هنا.

نظر سَليم لي ثم ابتسم وقال:
-جميل.
رد عليه السيد عادل:
- ما الجميل يا سَليم، لم أقل شيئًا بعد !
جاوبه سَليم بارتباك:
- أقصد أنه مِن الجميل أن توضح لنا.

نظر له بسخرية وقال:
-إذًا لنوضح، ستكون فرح تحت التدريب لفترة وستكون أنت مُدربها ومن يُتابعها، وستتولى مهمة تعريفها بكل شيء هُنا ونظام العمل، وبعد نهاية التدريب إذا أثبتت جدارتها فسيكون لها مكتب خاص بها هنا، وستنضم إلى فريقنا بشكل دائم، سأذهب الآن إلى مكتبي وأى سؤال لديك يا فرح اسألى سَليم.

أومأت برأسى وقُلت:
-حسنًا.

بعدما غادر السيد عادل ولحقته ليلى، نظرتُ إلى سَليم وقبل أن أنطق بأى حرف، سبقني، وقال لي:
-كيف أنقذتيني؟!

زممتُ شفتي وقُلت:
-أنقذتك.

ضحك وقال:
-أهذه إجابة!!
ثم أردف: أقصد أنه من الغريب أنك أنقذتيني ولم تبتلي مثلي.
-لأنني ببساطة لستُ من أنقذك من البحر.
-إذًا، لِمَ قالوا لي أنكِ من أنقذني؟
-أنا من أعدتُ لك تنفسك.
-كيف ؟!

أخذتُ شهيقًا لأمتص غضبي من هذا السؤال الساذج، الذي لا يخرج إلا من شخص يمزح
ورددتُ عليه وقُلت:
-ألن تنتهي هذه الأسئلة؟!!
-حسنًا أعتذر جدًا يبدو أن السؤال قد أغضبك.
-من قال أني غضبت؟! لا لم أغضب، كل ما في الأمر أنك تسأل كثيرًا والأمر لا يستحق كل هذه الأسئلة، أنقذتك وانتهينا.
-ولكن نظرة عيونك تقول أنكِ غضبتي، نفس هذه النظرة رأيتها حينما غضبتي من قفزى في البحر وأنا لا أعرف السباحة، المسافة التى كانت بيننا كانت كافية؛ لأرى عيونك بوضوح، ولأحفظ هذه النظرة.

احمر وجهي وثقل لساني ولم أستطع الرد على ما قاله
فأردف مسرعًا بعدما لاحظ خجلي
-يبدو أن الجزء التحليلى لدي قد ظهر اليوم أكثر من اللازم، مرة أخرى أعتذر حقًا لإطالتي عليكِ وأني أزعجتك، تعرفين الأخصائيين كثيرى الأسئلة، ومن الجميل أنكِ تعرفين الإسعافات الأولية، أنا لا أعرف عنها شيئًا لذا سألتك، لم أقصد أى شيء.

وماذا عني؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن