كان دماغهُ يسبح بمكانٍ اخر، بعيدٌ عن هنا، غائمٌ بشكل غير انتقائي، يُفكر ويُفكر بالأمر.
كانت لحظات جميلة عندما يتذكرها بهذا الصفاء،
عندما كانَ يبكِ وحيداً على الشُرفة بشكل مُثيرٌ للشفقة، لسبب تافه عن شعورهُ بالغيرة مُجدداً، حينها فقط شعر بذراعيِه تُحيط جسمهُ من الخلف،
همس بكلمات مُطمئنة، دافئة، جعلتهُ يشهق بصوت خافت يُعاود البكاء بخفوت الا أنَ الاخر بقى يتشبثُ بهِ من الخلف وبحنية كان يمسحُ على شعره،
شيئاً فشيئاً بدأت الصورة تُمحى ليتذكر تبادلهُم الأول لخواتم الثنائي، لم تكُن الأرض تستطيع حملهُ لكِبرِ سعادته، بقهقهاتهِ الظريفة والاحِمرار الناعم الذي طغى على بياض وجنتيهِ، والآخر كان يبتسمُ بكلِ هدوء يُحاوط وجنةِ حبيبه ليطبع قُبلة خفيفة هُناك وتتبعها العديد على وجهه ما جعل احمِراره يزداد وقهقهاتهِ تصدح بشكل اكبر،
لم يكُن يُريد تذكُر كُلِ هذا، هذا يجعلهُ ضعيفاً اكثر لتقبل الفكرة، الفكرة التي جاهد دماغهُ لأجل ان ينساهُ لفترة،
رفرفت رموشه بنظرة ذابلة وبدأ يُغلقها تدريجياً برغبة بالنوم ونسيان كُلَ شيء ولكن كُلَ هذا تبخر حين دلفَ الرجُل للغرفة،
" هل رأيتَ شأحني، هيونجين ؟ "
وبعدم رغبة أشار هيونجين للخزانة التي تقبعُ وراء سريره،
" رُبما هُناك"
أقرب للهمس تحدث وجذب لعبتهُ المحشوة لاحتضانها بتعبيرٌ خائب،
" هل انتَ بخير ؟ "
كان سؤلاً سيئاً لطرحه، كان مينهـوُ مُدركاً لهذا ولكن الكلمات قد غادرت ثغره دون سيطرة على فاهه، والنظرة التي رمقها بهِ آلآشقر جعلتهُ يرتعش من الداخل،
" بخير.. سأكونُ بخير"
غمغم بخفوت ويعاود حشر وجهه بالدمية القطنية مُخبئاً بهذا دموعهُ التي تساقطت،
" اُحم.. اذاً، هل علينا التخلُص من الخواتم معاً؟ "
ضحكة مختنقة صدرت من آلآشقر وتبعها هذا إظهار وجههُ المحمِر،
" لن اتَخلص من شيء "
" ولكن.. إلن يكون التعامل مع الذكريات صعباً ؟ "
" التخلص منها لا تعني محو ما تعلق بها.. لا اُريد "
ازدرد ريقه وحاول ابتلاع دموعه، الا أنَ هذا كان بلا فائدة، دموعهُ استمرت بالنزول كما نزفَ قلبهُ الان،
مينهو تنهد وبمحاولة لجعل الأمر افضل قد حاول التحدث ولكن دموع آلآشقر قد منعته، لم يستطع تقديم دفئهُ اليه كما فعل سابقاً بكُلُ مرة كان بها يبكِ،
" غادر.. فقط غادر مينهو "
انفاسهُ غادرت ثغره بطريقة مُهتزة، لقد كان مؤلماً، رُغم انهُ من اختار هذا الخيار الا ان طرد آلآشقر لهُ بهذه الطريقة قد ضاقت صدره،
همهمَ مينهو بخفوت ومن دون التفكير طويلاً كانَ قد انسحبَ للخارج تاركاً الاخر، هيونجين الذي شعر بالفراغ الان والتشِتت.
اذاً فهو غادرهُ بهذهِ البساطة؟
ولكن لا يظُن بأنهُ سيُغادر قلبهُ بهذهِ السهولة.
** *
363 كِلمة.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
