الصَمتُ الَذي يُحبِّه

286 21 15
                                    

كانَ مِينهُو رَجُلًا هادِئًا أغلَبَ الوَقت، لَم يَنطُق إلا بِما لَزمَ بِهِ، كَلِماتَهُ كانَت صَعبةٌ لِتُغادِرَ ثَغره المُغرِي .

وَلَكِن رُغمَ ما قَلَّ مِن حَديثٍ يُغادِره، كانَ شَريكُ سَكِنه يَنغاضُ لِأقلَ حَديثٍ قَدْ بَدرَ مِنه، بِمُجَردِ أن يَسمعُ صَوتِه كانَ يَنغاضُ وَيَكرِه، يَتشاجَرُ وَ يُكَشِر بِمَلْمَحه.

رُبَّما هوَ لا يَلومَهُ كَثيرًا؟ كَلِماتُ مِينهُو كانَت سُمًا ، وَ رَفيقُ سَكِنه بَذيءُ اللِسان لا يَقبِل بِكلامٍ يُؤذيه، حَتى وَأن كانَ واقِعًا ،

وَلَكِنهُ لَيسَ بَريئًا هوَ الآخَر، سَيُعانِد لِأبْسَط الأسباب ، وَ سَيُخلف بِأقوالِه ، هَذا ما أفتعلَ شَرارة شِجاراتِهِم طوال الوَقت، بِجانِب لُوذُعة كَلِمات مِينهُو.

وَ الآن قَدْ راقَبَهُ وَهوَ يأخذُ حَيْزَ الأريكة لَهُ، يَضعُ بِسماعاتِ الأذِن، يُمكِنهُ أن يُخَمِن بِأنهُ يَستمع لِموسيقاهُ الصاخِبة كَما هيَ العادة ، وَ كانَ مَشغولًا بِدراسة بَعض دِروسِه .

أقتربَ مِنهُ حَتى أصْبَحَ بِمجال رؤيَته، وَ بِالفعِل الأشْقَر قَدْ رَفعَ بِأنْظارِه ناحِية الآخَر بِحيرة قَدْ إظهرَتهُ مُقلَتيهِ اللَامِعة، وَشَفَتيهِ قَد أنفَغرَت بِشَكلٍ بَسيط.

قَدْ أشار مِينهُو لِأُذنه، طالِبًا مِنهُ إزالَتِها، وَلَكِن الأشْقَر قَدْ رَفعَ بِحاجبيهِ نافيًا لِلفكِرة ، وَأخَذَ يُحرِكُ يَديه مُتحدثًا لَهُ بِلُغة الأشارة الَتي كانَ الآخَر يَفهمها تَمامًا .

" إنهُ يَوْم الأربِعاء ، لِما قَدْ تَودُ الحَديثَ إلي؟"

قَدْ أتفقَ الذِكران عَلى قاعِدة بَسيطة . لا حَديثُ الأفوه بِثلاثِ ايامٍ مِن الأسبوع، الاربعاء، الأحد، والسبت.

تَنهدَ مِينهُو وَ ضَغَطَ عَلى العقدة بَين حاجبيه لِكِ لا يَفقِد صَبرَهُ سَرِيعًا، فَـ أخرَجَ هاتِفهُ مِن جَيب بِنطالِه وَ كَتبَ عَليها ما وَدَ قَولِه،

" إنهُ يَوْم التَنظيف! لا تُريدُنِي أن افعلَ هَذا لِوَحدي أليسَ كَذلِكَ؟"

قَدْ ناظَرَ الأشْقرُ عِبارَتِه بِتَركيز وَقَدْ أبتسمَ عِندها لِيَطبع بَعض الكَلِمات بِمُلاحظات هاتِفه هوَ الآخَر، وَ مِينهُو فَقط تَنهد مِن غَباء المَوقِف بِكامِله .

" سأودُ هَذا، وَلَكِنَنّي لَطيفٌ كَفاية لِكِ لا أفعل "

قَرأها مِينهُو وَ قَلبَ عَينيه قَبلَ أن يَنقُر عَلى هاتِفه لِيَكتُبَ رَدًا .

" و هَل يُمْكِنُنا نَسيان الأمر فَقط لِليوم ؟ مُحادِثة مؤخرَتِك أثناء التَنظيف سَيكونُ شاقًا "

ناظَرَ الأشْقَر شاشةُ هاتِفه لِثوانٍ بِشفاهٍ عَلى شِكلِ خَطًا مُسْتَقِيم، وَ مَلْمَحهُ قَدْ أظهرَ الضَجَر قَبل أن يَخلع سماعاتِه وَ يَتَنهد .

" حَسنًا هَذِهِ المَرة وَحَسب "

" شُكرًا لِكَرَمِك سَيِّد هوانغ "

ناظَرهُ الأشْقَر لِثانية قَبل أن يُشَخِر بِسُخرية قَبل ان يُرجع بِسماعاتِه لِمَكانِها .

" أتَعرِف ؟ تَحدث مَعي عِندَ الحاجة فَقَط "

تَحدث وَكَما عادَ لِلتراقُص عَلى الأنغام قَبلَ أن يَتحركَ لِمكانٍ آخَر لِيَبدأ بِتَنظيف شقتَهم . وَ الآخَر فَقط قَلَب عَينيهِ عَلى سَخافَته

وَ بِالفعِل، مَرَ تَنظيف الشَقة عَلى هَذِهِ الحال، يَتراقص هيوْنجِين أثناء أداء عَمله، وَ يَخلعُ سِماعةً واحِدة عِندما رَغبَ مِينهُو بِالحَديثِ مَعه .

كانَ المَطبخُ فَقَدْ ما تَبقى، هيوْنجِين كانَ يَفرك بَعض البُقع عَلى سَطح الطاوِلة كَشيء آخير، بَيْنَما مِينهُو قَدْ أسندَ بِجَسدِهِ الواقِف اعلى المكنَسة مُراقِبًا لِتَحرُكات رَفيقه العَشوائية وَ السَخيفة جِدًا،

مَعَ إنتهاءه قَدْ عادَ بِالوراء دونَ الإلتِفات ناحِية مِينهُو وما أن اصبحَ قَريبًا كَفاية قَدْ راقَصهُ الآخَر بِجعلهِ يَدور حَول ذاتِه، حاصِلًا عَلى ضِحكة خَفيفة مِن الأشْقَر فأبتسم مِينهُو وَ تَركَ يَده .

قَدْ أزالَ هيوْنجِين سِماعاتِه مُبْتَسِمًا بِوجه الآخَر.

" نأكلُ العَشاء بِالخارِج؟"

" فِكرةٌ جَيدة "

لَم يَمتلِك إيِ أحدٌ مِنهم المَقدرة عَلى فعِل المَزيد، لِذا تناوِل الطعام بِالخارِج فِكرةٌ جَيدة لِهَذا الوَقت .

×××

464 كَلِمة

هلو 👈🏻👉🏻 مَر وقت طويل عَلى ذا الكتاب

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


هلو 👈🏻👉🏻 مَر وقت طويل عَلى ذا الكتاب

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قِطّة تَليها قِطّة ~ هيوَنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن