𝐅𝐨𝐫𝐠𝐨𝐭𝐭𝐞𝐧 «2»

851 54 19
                                    

كانت الثلوّج تَتَساقط بِكثافة على مرئ بصره، رُغِم برودة الجوء الا انهُ شعر بِحرارة فضيعة تلتهِم جسده مِن التوتر، واقفاً أمام الباب بِما يُقارب نصفُ ساعةٍ مِن الوقت دونَ ان يُحاول طرق الباب.

وَلم تكُن هَذهِ اولِ مرة قد جاءَ بِها إلى هُنا، وَ بِذات المنظر يبقى حائِراً هُنا، جبانٍ جداً مِن مواجهة الأمر،

في آخر شهر، بدأَ بِتذكُر الكثير مِن الأشياء، الأشياء التي لم يتوقع بِانها حدثت او قد تحدُث، سابقاً قد ظِن بِأنَ مَينهُو قد كذبَ عليهِ، بِكونه حبيبه، لأنهُ لم يتذكر مِنه شيئاً، وَلَكِن الأمور واضحة الان،

وَ تسأل.. كيف استطاعَ المُغادرة بِهذهِ السهولة؟ شيءٌ غريب بِالفعل، كانَ يبكِ كثيراً، مُتحسراً لأنهُ لم يجد حبيبه لِيحتضنه بِعد كُل هَذا، بِقى لِوحده، يتذكر كِل تلك الأمور الحلوة وَ المُحببة اليهِ، وَلَكنهُ لم يستَطع الوصول اليه، وَ كانَ خائِفاً مِن الأمر، خائف مِن الرفض.

فقد أذى الاخر كثيراً، حتى وَان لم يقصد، حتى وَان ام يكُن الأمر بيده، كانَ يشعُر بِالندم الفضيع تجاه الأمر، وَ رُغِم رغبته بِالحديث معه، احتضانه، وَ تقبيله الا انهُ وجد ذاته تَتَردِد بِكُلِ مرة،

شد على معطفه، وَ غرس أسنانه في شفتيهِ، لقد كان يُحاول مطولاً تهويل الأمر عليه، وَلِم تكُن هُناك فائدة مِن الأمر، استجمع جميع شجاعته المُتبقية وَ اقترب مِن الباب ناوياً طرقه، وَلِم يستطع لِهذا اخفضَ يدهِ مُتنهداً،

وَ بِهذا الوقت بِالذات فُتح الباب، كاشفاً عِن مِظهر بُني الشعر الاعتيادي وَ المُتعب قليلاً، توسعت مُقلتيهِ ما ان رآى آلآشقر، بينما الاخر تراجعَ لِلخلف مُرتبكاً وَ يشعُر بِـ افكاره تلتهُمه لِغبائه، لم يستطع الهرب حينَ امسك مَينهُو معصمه وَ نظر اليه مطولاً،

" هيون آه، هِل انا اتخيل ام.. "

همسَ بِابتسامة ضاحكاً وَ سحبَ آلآشقر لِلداخل مُغلقاً الباب، حاوط وجنتيهِ وَ نظر لِعينيه مُجدْدَاً بِعُمق لِيبتسم بِنوعمه،

" نظرتُك كَـ الايام السابقة، "

اردف مُقترِبٍ وَ فركَ انفهُ بِـ أنف آلآشقر الذي أرتعش جسدهُ مُحِباً لِلشعور،

" هَل تَذكَرتَنْيّ؟ "

همسَ بِخفوت فَـ رُغِم أنَ كُل شيء يصرخُ بِهذا الا انهُ لا يزال ليسَ بِتلك الثقة، فَـ بعد كُل شيء لا يُريد ان يفتعل أمراً يُزعج صغيره،

وَلَكِن عيونه اللامعة بِالنظِر اليه جعلت الأمرُ واضحاً، وَ جعلتهُ فقيد نفسه، فَهجم بِتقبيل ثغره وَ احتضان جسده، وَ لِم يجد النفور مِن الاخر بِالعكس، حيثُ اخذ بِمُبادلته بِقوة مُماثلة مُشبعة بِـ الاشتياق، وَ ذرفَ دموعاً خُضِمَ هَذا، فَـ مشاعرُ السعادة قد تُرجمت لِدموعٍ كثيرة،

ارتخت اجسادهُم على الأرض بِعناقٍ خانق لِكِلاهِما، يتنعما بِرائحة الحبيب، حاول حفظ هَذهِ الرائحة دَاخل دِماغه لاطول وقت مُمكن، فَـ رائحة الأصغر مُسكرة لِانفه،

مشاعِر هيوَنجِين كانت مُختلطة مِن السعادة وَ الشعُورِ بِالذنب، فَهوَ لا يستحقُ شخصاً كَـ مَينهُو، اخذهُ لِاحضانه بِمُجرد أن رآه، وَ تسائل.. لو حدث ذات الشيء معه، هَل كانَ سيفعل ذات الشيء؟

تعجب هيوَنجِين قليلاً حينَ سمعَ مواءٍ لِقطة فَـ راح يرفعُ رأسهُ عِن حضن الأكبر وَ لمحت إنظاره قطةً صغيرة، بيضاء وَ برتُقالية اللون،

مَينهُو ضحك قبل ان ينتشل القطة وَ يجعلها قريبة لِلاشقر اكثر،

" لِقد حصلتُ عليها، وَ اسميتُها نيني لِرغبتك "

ضمَ بِشفتيهِ لِلداخل بينما ذرفت مُقلتيهُ دموعٍ بِتأثُر، وَ الاخر ضحك وَ اطلق صراح القطة لِمسح دموع حبيبه، وَ تقبيل عينيه،

" هيا، لِما البُكاء؟ اُحبُ رؤية حُسنِك مُبتسِماً "

قهقه بِخفه عِندما رآى استجابة مِن آلآشقر، حيثُ توقف عِن ذرف الدموع وَ قضم شِفاهه، وَلَكِن الندوب التي رأهِا على ظهر يده قد جذبت انتباهِه،

" هِل هَذهِ بِسبب تلك القطة ؟ "

اردف بِتوّجس وَ حصل أيماءة مِن الاخر جعلت ملامِحه ترتخيّ وَ بعدها ناظر القطة بِحقد،

" هيّ. لا تنظُر لِهذهِ الطريقة، انها تُحب الِلعب وَ حسب "

" وَلَكِن.. "

همسَ بِـ استياءٌ، وَ توقف بِذات الوقت الذي لاحظ بِها ملابس مَينهُو التي تدلُ على رغبة الخروج،

" هَل انتَ ذاهبٍ لِمكانٍ ما؟ "

" اوه نعم، المقهى بِنهاية الشارع، لِنذهب معاً.."

اردف بِلُطف ماسحاً على وجنة آلآشقر وَ اقترب مِنه،

" بِموعِد "

همسَ مُقبِلاً شفتيهِ بِلطُف، لقد تاقَ لِهذا الشعُور مِنذُ وقتٍ طويل، لقد اعتقد بِأنهُ لِن يُقبل جنتهُ مرةً أُخرى.

* **

604 كِلمة.

- عِشان صياح الاغلبية.. بموّت ضحك.

قِطّة تَليها قِطّة ~ هيوَنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن