𝐩𝐚𝐫𝐚𝐝𝐢𝐬𝐞 𝐤𝐢𝐬𝐬

992 58 24
                                    

كانَ ذَلك اللقاء مُقدراً، حينَ ترددَ هيوَنجِين لِثانية فقط مِن إطلاق النار على الزومبي الساكن، وَ بهذهِ الثانية حاول الزومبي نطق بعض الكلمات تُبقيهِ على قيد الحياة، حتى ولو لِـ يوماً واحد،

" لا اؤذي.. "

كانت كلمات غير مفهومة بعض الشيء للرجُل الاخر، وَلكن الذهوّل أصابه، هل حاول الزومبي مُحادثته للتو؟ وسط الخرابة الفضيعة، كانَ هذا اخر زومبي بطريقه، وكل ما عليهِ فعله هوَ ثقب رأسه وشق طريقه كالمُعتاد، ولكن هل فعل؟ لا، الامرُ آثار حماسه، لهذا جثى على الأرض مُقابلاً للآخر،

" ما الذي تحاول قوله؟ "

سئل هيوَنجِين بِهدوء، يُحاول كبتَ الحماس، اخذَ الزومبي الكثير مِن الوقت لِيصوغ الكلام دونَ تأتأة،

" لستُ مؤذياً.. "

فهمَ هيوَنجِين أخيراً ولهذا اطلقَ قهقه عالية،

" يا إلهي، شعرتُ بشعُور الابوة لثانية "

غمغم بِمرح واخذ بشد الزومبي مِن ذِراعه لينهض، هوَ سوف يُخاطر هذهِ المرة، فَـ الحياة اضحت غريبة ويمكن الموت بأيُ ثانية، لهذا لم يعُد الامرُ مُهماً لدرجة كبيرة،

" هَل تستطيع تمييز الوجوه؟ "

كانَ الزومبي يمتلك اعيُن رمادية ضبابية، بعض الجروح البسيطة على ملامح وجهه، وملابسه مُتسخة بشكل كبير، الا انهُ أمتلك شعراً جميلاً اسود اللون وحريري الملمس،

اؤما الزومبي على السؤال وهذا جعل الاخر يضحك بِحماس مرة أُخرى، بدَ مجنوناً لِوَهلة،

" اذاً هَل تتذكر اسمك ؟ "

هذا السؤال جعل الزومبي يشردُ قليلاً دونَ جواب، هوَ يتذكر اسمه، هوَ بالطبع يفعل، يحتاجُ فقط البعض مِن الوقت،

" مَينهُو.."

نطقها بِهدوء ولمعت مُقلتيهِ، حصلَ على حين غرة صفعة مازحة على كتفه وضحكة صاخبة صدرت مِن الرجُل الاخر،

" انا هيوَنجِين، سأكونُ رفيقك بهذهِ الرحلة "

غمز اخر حديثه وابتسم، وكما قال بالضبط، أضحى رفيقه رُغم ان هُناك طوق يُحاوط رقبته وسلسلة من الحديد بيد الاخر، بدَ كَـ حيوانهُ الاليف، الا انهُ لم يشتكِ، فَـ نجاته دونَ قتله شيء عجيب، لمدة طويلة جداً كانَ هيوَنجِين يحمي مَينهُو مِن البشر الآخرين، وَ مَينهُو فعل المثل، فَـ نشئت رابطة بينهُم مِن الصعب كسرها،

كان كُل مِن الزومبي والبشري بسوق مركزي بسيط، هيوَنجِين يعبثُ بالارجاء بالبحث، كانت هذهِ المنطقة تحتوي على القليل مِن الزومبي الذين سقطوّ أثر الرصاص الذي ثقبَ دِماغهُم المُتعفن، وأنهى تسوقه بِبعض الأشياء البسيطة، وعادا للمنزل البسيط، يقع على أطراف المدينة، صغير ولطيف المظهر،

" انظر إلى ماذا وجدت! "

هتفَ هيوَنجِين بِحماس وهوَ يُطالع أغراضه وأخرج لُعبة لنفخ فُقاعات الصابون ما جعلَ الرجُل الاخر يدحرجُ مُقلتيهِ،

كان كُلاهِما يجلسان إلى الخارج مِن المنزل بالقُربِ منه، وشعلة مِن النار كانت قريبة،

" ما انت؟ طفل بالخامسة ؟ "

تجاهل سُخرية الاخر واخذَ بالنفخ حتى أظهر العديد مِن الفُقاعات الصغيرة وهذا تسبب بِـ اضحاك هيوَنجِين بشكل صاخب، كانَ يحبذُ هذهِ الأشياء عندما كانَ صغيراً، وَ رؤيتها مرة أُخرى الان نَمَّت بداخل الاخر بعض المشاعر مِن الحنين والحزن،

اخذ احد أعواد البسكوت المُغطية بِـ الكاكاو واضعاً اياها بِـ فاهه دون اخذ قضمة وَمدَ بِـ العلبة للآخر الذي نظر لهُ لثانية قبل ان يتجاهل يدهُ الممدودة واقترب مِن آلآشقر ليقضم الجزء الظاهر مِن الكاكاو وعاد لِمكانه،

هيوَنجِين قد أظهر التفاجُئ، ليأخذ بالضحك بعدها وابتلع الباقي بالكامل، ساد الصمت لثوانٍ قبل ان يقطعهُ مَينهُو

" هل يُمكنك أن تُقبلني قُبلة الجنة؟ "

رمش هيوَنجِين لوهلة وبعدها ضحك بِخفوت مُقترباً مِن الاخر، زاحفٍ على العُشب،

" لما تُسميها بهذا؟ "

همس بِـ فضول لِيلتفت الاخر له بنظرة دافئة ،

" لأنها تجعلني اشعُر بشعور الجنة "

همسَ بِـ المُقابل واقترب مِن آلآشقر هادمٍ كُل المسافات بينهُم بِقُبلة خفيفة قد ضحكَ هيوَنجِين خلالها قبل ان يُبادله،

** *

513 كِلمة.

حبيت الفكرة،، احسها تنفع لفيك قصير،،

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


حبيت الفكرة،، احسها تنفع لفيك قصير،،

قِطّة تَليها قِطّة ~ هيوَنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن