𝐬𝐩𝐞𝐜𝐢𝐚𝐥

1.3K 58 42
                                    

كانت إحدى ليالي فبراير الباردة، هواءٍ بارد كَالصقيع، البرد يتَخلخل بِعظامي جاعلاً منها رديئة كَـ ماكينة قديمة،

كنتُ مُجرد إلفا، لا يبحذُ السيطرة ولا الأشياء التي تمَ فرضها عليَّ، لستُ بذَلك الشخص القوي صاحب الكاريزما وذو الحضور القوي الذي يُأثر على الناس من حوله، كنتُ فتاً بسيطاً كُل ما أردتهُ كانَ حياة بسيطة مع رفيق حنون وعائلة بسيطة،

ولكن ان تكون احد افراد عائلة لي، هذا الرأي البسيط كانَ مُشكلة كبيرة، لا تستطيع أن تكونَ لطيفاً! انتَ مُجرد إلفا لعين! فَـ تصرف وفق ذلك.

كانَ هَذا يدخلُ مسامعي كثيراً، اعتدتُ ذلك، واعتدتُ مُعاندة الأمر، ولكن بلا فائدة.. كنتُ مُرغم، عليَّ الاستماع لِكلامِهِم في يوماً ما، - كنتُ خائفاً من هذا اليوم -

في هذهِ الليلة قد غادرتُ منزلي، عائلتي، التي لم تكُن عائلة بالمعنى الحرفي، اجوبُ الشوارع بهذا البرد القارص وكُل تفكيري كان حولَ الهرب، ام التراجع،

وحينها الِتَقيتُه، إلفا برائحة الليمون، مع رائحة خفيفة لِـ جريب فروت الإحمر، امتلكَ خصل شعر شقراءَ طويلة، يرتدي ملابس الثانوية بهذا الوقت المُتأخر ويضربُ شخصاً،

" ان اقتربتَ من صديقتي مُجدداً، سترى شيئاً افضعَ من هذا بِكثير"

كانَ تهديدٍ واضح للفتى الاخر الذي أضحى لا يتحركُ حتى، آلآشقر قد نظرَ اليّ بنظرة حادة كانت لها تأثير عكسي،

" هَل رأيتَ كُل شيء؟ "

اتلى سؤاله بِنبرة هادئة وكانَ قريباً جداً، هززتُ رأسي للاجابة، فَكانَ الفتى جميلُ المظهر ويُشتيت الذهن،

بدَ ساخطٍ، احتكت أسنانه بِبعضها ومِن الواضح بأنَ الأفكار قد اشتدت داخله، هدءَ بعدَ فترة قصيرة،

" هوَ لم يَمُت.. حسناً؟ لذا من الأفضل لك ان لا تتفوه بِشيئاً سخيف"

اشرَ ناحية جُثمان الفتى بِكلامه، ونظر اليَّ بنظرة ثاقبة،

" لن افعل، هذا ليسَ من اهِتَماماتيّ "

نطقتُ بِبرود، كُل الطباع قد انغرست بداخليّ رُغم بُغضي لها،

قَهقهَ آلآشقر لثونٍ قبلَ ان تحط يديهِ فوقَ اكتافِ، مُتعة بسيطة قد ظهرت في مُقلتيهِ،

" جيد إلفا، مِن الأفضل لك أنَ لا تفعل، رائحتك مُزعجة بِالمُناسبة، "

سخرَ اخر حديثه وذهب وكأنهُ لم يتواجد، رائحتيّ كانت خليط خشب الورد والصندل، هل كانت مُزعجة؟ حصلتُ على الكثير مِن الاطرائات على هذا.

رُغمَ بساطة هذا الِلقاء، الا انهُ بقى مُلازماً لتفكيريّ لوقتٍ طويل، لم أره مرة اُخرى، ولم اعرف اسمهُ حتى،

قِطّة تَليها قِطّة ~ هيوَنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن