البارت الثالث

46 5 32
                                    

طُرق باب المعيشة نظر كل من رقية وقاسم الى الباب ودخلوا  اهل قاسم لكِ يستأذنوا الرحيل غادر الجميع .
رقية في غرفتها تنهار العبرات من عينيها ، وتهدئ نفسها بكلمات هي نفسها لا تصدقها
لا اريدهُ لم يعجبني !.

فَتحتُ باب غرفة نوم رقيه ودخلت اليها !.
شاهدتُ ابنتي رقية وفي ملامحة الاستياء والحزنُ باداً عليها ترجلتُ من مكاني لاجلس في طرف السرير اخبرتها ان لم يكون هناك نصيب بينكِ وبين قاسم لا بأس يا ابنتي لعل القادم اجمل وافضل لعل الله يجعل لكِ نصيباً مع احد غيرهُ ينسيك من قابلتهِ اليوم .

غادرت والدة رقية  الغرفة لتتركها  وحدها مع افكارها  مستلقية على السرير وهي تنظر الى سقف غرفتها بعد ما اطفئت الانوار وسمحت لنور القمر في الدخول الى الغرفة استمرت تفكر في كلام قاسم ومعاملتهِ لها وتَذكُر اخر تعابير ظهرت على وجههِ وتارة تفكر في حديث امها معها حتى غلبها النعاس ...

صوت صهيل الخيول يضجُ حولي ، اطفئتُ نار التي نشبت في عبائة الفتاة . ركضت في المكان . رأيت ظهر رجلٌ  يُقتل بسيف رجل ملتحي و وجهةُ يثير الرعب في نفس كل من يراه سقط الرجل بعد ما غادرت روحهِ جسدة  . وقفت في ذهول أتأمل وجهةِ  ، كان يشبه الى حد كبير  قاسم ؟!..

رقية ما بكِ رقية استيقظي رقية .
فتحت عيني وانا ارى امي تنظر الي وهي قلقة.
رقية ما بكِ لماذا تبكين ويرتجف جسمكِ  ماذا رأيتِ  في المنام.
لا اعلم لماذا، ربما رأيت كابوساً ، لا اتذكر .
حسناً ابنتي هيا جهزي نفسكِ سنخرج .
الى اين يا امي ؟.
سوف نفطر في المطعم .
حسناً امي ساعة وانزل .
رقية ساعة فقط لا تتأخري والا تعلمين ماذا سافعل !.
اعلم اعلم سوف تتركيني وتذهبين وحدك كالعادة ، حفظت الدرس كل مرة تقوليها ولا تفعلين .
ضحكت ام رقية وقالت
لكن اليوم سافعلها لا تتأخري .
غادرت والدتي الغرفة وتركتني لاختار ملابسي ،
وقفت رقية تنظر الى دولاب ثيابها وتفكر ماذا سترتدي اليوم .

وضعت القليل من الزينة على وجهها و ارتدت قميص طويل فضفاض  يغطي نصف الساق باكمام طويلة  ومزهره   مع سروال قماش وحذاء اسود  وارتدت الحجاب بالطريقة الفارسية و ختمت اناقتها باضافة اللمسة الاخيرة وهي العبائة الزينبية .
بعد مرور ساعة . سمعت رقية امها تناديها لكِ تنزل .
حسنا حسنا انتهيت .
نزلت عبر السلالم ووالدتها تنظر لها وهي تزهو بجمالها .

خرجنا من المنزل ونحن في طريقنا الى مطعم القصر الابيض الذي يطل على نهر دجلة لتناول الفطور. جلسنا بعد ما اخترنا طاولة قرب النافذة لتمتع بالاطلالة تركتني امي جالسة بعد ما ذهبت الى الحمام بقيتُ  وحدي وانا انظر الى نهر دجلة لمحتُ شاب واقف على طرف الجسر  كانهُ يريد الانتحار ، نزلت راكضة لالحق بهِ ، واذا بهِ يحاول ان يرمي نفسهُ امسكت بذراعيهِ محاولة وضع قماش عبائتي لكِ لا يحدث تلامس بيننا في اللحضة الاخيرة ،
سحبتهُ الي .
حاولت التحدث اليهِ لكن لم ينفع  فهو لم يكن في عالمنا لا اعلم ماذا حل بهِ
قلتُ في نفسي ساعد الله قلبهُ بالتاكيد حدث له شيئ مؤلم.
بعدها خرج من المكان بعد ما يأس من محاولة السقوط من على النهر بسببي. ركض قبلي ظننتهُ وعيَ على نفسهِ . واذا بهِ يلقي نفسه امام السيارات التي تسير.
ناديتهُ انتبه وركضت نحوة دفعتهُ .
انقذتهُ . لكني لم استطع تجنب وقوع الحادث  فكانت ثمن نجاتهِ  انا .
رأيت بقايا القزاز المحطم من السيارة وهو يتناثر في الهواء، وقعت على الارض بعد ما تدحرجت على الرصيف بسبب قوة الارتطام ، الناس يتجمعون حولي  سمعت اصوات الناس ينادون لكي يطلبوا الاسعاف كنتُ احاول مقاومة فقدان الوعي لكن ...

 ضجيج احلاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن