I

102 6 0
                                    


أغمضت عيناها في تِلك اللحضةِ و لم تعُد ثانية

فُقدانُها قد أهلكَنيّ قلبًا و جسَدًا ، و كأنَ قِطعةً مِن روحي سُلِبت مِني راحِلة لِمن لا تَصِلُ لَهُ يداي ..

مرَت شهورٌ بالفعِل و لا أزالُ هالِكًا ، فَقد رأيتُها ترحَلُ بَينَ يداي
أَحبَبتُها و كأنَها الجَنةُ ، أحبَبتُ قُربها ناكِرًا سوءَ ما إقترفَتهُ بِي

_

عينٌ جميّلة ، أبتَ إيقافَ دُموعِها فَ ذبِلت .

البيانو أصبَح مكانًا يهابُ قُربه ، و كَأنهُ لَم يعُد آمِنًا

كيفَ ستعلَمُ روحها إنهُ باتَ يخافُ لَمسه؟
كُلما أقتربَ مِنهُ وجدَ ذاتهُ وحيدًا في عالمٍ مُظلِم

ظلامٌ يسودُ تِلك البُقعةَ وسطَ غُرفَةِ البيانو
بينما يجلِسُ في زاوِيتِها هو بعينٍ ذابِلة

يشعُرُ و كَأنَ عالمَهُ قد هُدِم ، تِلكَ الأحلامُ لم تعُد مُتواجِدة

لا يزالُ مُتفائِلًا بِكونِه سيُنفِذُ وصيتَها لِيرحَل و يلتَقي بِها في عالمٍ آخر ، فَمن سيهتَمُ لِرحيلِه؟

والِدُه قد أُصيبَ بالشِلَلِ لِصدمَتِه ، إخوَتهُ إبتَعدوا عن بَعضِهم
و أحدُهم يعمُل ليلًا و نهارًا لَعلَهُ يَجِد لُقمةَ العيش

و هو ؟ حَبِسَ ذاتَهُ في تِلكَ الغُرفَة
يجلِسُ ضامًا رِجليهِ إلى صدِره بينما عيناهُ قد نالت وِسعها من البُكاء و السهَر ، هو مُرهَقٌ لِأنهُ يعلَم

يعلَمُ إنهُ فقِدَ شخصًا و لَن يعودَ ، ذلك الشخصُ ليسَ ذاهِبًا للمدى البعيدِ لِوهلَة ، لن يعودَ مُفاجِئًا من صدقوا تِلك الكِذبة .

لَقد إنتظَر و إنتظرَ حتى فقِد الأمل
شهِد روحَها ترحلُ أمامَ عيناهُ كيفَ لهُ أن يُصدِقَ كذبةً تافِهة ؟

نهِضَ بِإنكِسارِ ضخم و كأنَهُ يحمِلُ العالمَ على كتفِه
مُتجهًا لِلبيانو بِخطواتٍ ثقيلة وهو يعلَم

لن يقدِر على العزفِ بينما روحُها تنتَظِر جلوسهُ
لِتأكُل ما تبقى لهُ مِن حياة

باتَ يخافهُ فَهي تقيّدُه ! تُخيفهُ مِن النَظِر إليهِ لكنهُ مُجبر
مُجبرٌ ليعيشَ حياةً لم يعُد يُريدها

لكنَهُ من بنى هذهِ الحياة و يجبُ عليهِ إنهائُها . واقعٌ بائِس

عيناهُ إمتلئتَ بِالفراغِ و روحُه سلَم أمرُها لِخالِقه

قُتم | 𝑀𝑖𝑛 𝑌𝑜𝑜𝑛𝑔𝑖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن