V

38 2 0
                                    


__

حَدثني عن العَجائِب

و سأُخبِرُكَ الكثيرَ و الكثير

مجرةٌ ملئَتها النجومُ ، أم معزوفةٌ تخطِفُ الأنفاس !

فهل سمعتَ عن شخصٍ ، يعزفُ أوتارًا لِلقلبِ ؟

أنا لم أسمع فقط ، بل رأيتُ و سمعتُ ما عُزِف

و يا لهُ مِن شعورٍ و كأنكَ تعيشُ في بُستانٍ مُمتلئٍ بِزهرِ
عبادِ الشمس

و كأنَ الكأَسَ المُحطَمَ عادَ بالزمنِ لِحيثِ كانِ مُتعافي

و قَلبي قد عُزِفت أوتارُهُ فِي ليلةٍ وضِعَ ضوئَها على عازفٍ

يعزِفُ بِأناملهِ حُروفًا تملئُها الدِفئ

لكن يا بُستاني ما بالُكَ غاضِبٌ ؟

مِحياكَ كانَ كالسَيافِ الأخيرِ في حربٍ إنتهت بِهِ وحده

و يا ملجأي كُنتَ مُسعِدي ، مُرَ يومي باتَ حِلوًا بِك

و أنتَ يا صاحِبي فخرٌ لِذاتي
فَأرى فشلَكَ يُمسي نجاحًا ، و عذابُكَ يَرحلُ و تَبتَسمُ

عظيمٌ يا قَلبي ما إخترتَ مِن صديقٍ في عالَمِك

فهي أولُ مرةٍ أقبَلُ بِإختيارِك ، و أُحبُ ذاتي لِما إنتمت إليه

لكَ جزيلُ الشُكرِ يا قلبي

نِهايةُ الصفحة ٧١ مِن مُذكرةِ إيليّيف كُون

__

مرةً أُخرى أمامَ ذلك المَنزل

مهجورٌ تملئَهُ الأعشابُ ، مُظلمٍ مُتحطِم
تقدمَ لِيجدَ البابَ مقفولًا ، و مفتاحهُ لم يكُن في جيبه

و بدأَ يبحثُ حولَ البابِ عن أيِ مفتاحٍ إضافي و لم يجد
لذا دخِلَ مِن البابِ الخلفي ، حيثُ وجدَ ظلامًا دامِسًا

تقدمَ غيرَ مُتسائِل ، فهو حالُ منزِلهم دائِمًا

كانَ يسري بِه طبيعيًا ، حتى حُطت أرجلهُ قُربَ الصالة
لِيسمعَ بِهِ صوتًا يعرِفهُ جيدًا

و مَن يكونُ غيرُ أبيهِ يشتِمُه؟

كانَ يرى نفسهُ يقِفُ بِذاتِ بدلتهِ التي ارتداها في عزائِها
و خلفهُ إخوتِه الصِغار ، و لا يرى أخاهُ الأكبرُ أبدًا

فهو لم يقِف لِجانِبِ إخوتِه مُنذُ أن لقي أُمهُ ميتةٌ أمامَ عينهِ
ينظرُ لِذاتِه أمامَ والِده

قُتم | 𝑀𝑖𝑛 𝑌𝑜𝑜𝑛𝑔𝑖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن