ذاكرة المدرسة

257 33 14
                                    

هل مر شهران حقا؟ شهران منذ التحاقي بمدرسة هايب الثانوية؟


الوقت يمر بشكل غريب في هذا المكان بالفعل، مازلت أذكر اليوم الذي قدمت فيه الى هنا بوضوح لدرجة أنه يبدو وكأنه كان البارحة فحسب

لقد حدثت الكثير من الأمور خلال مكوثي في هذه المدرسة، بداية من اكتسابي العديد من الأصدقاء اللطفاء وتعلم الكثير من الاشياء عن عالمهم الذي لا يعرف عنه البشر، ووصولا إلى تعرضي للمضايقات كلما كنت بعيدا عن الٱخرين

فالأشياء تستمر بالوقوع من حولي، كما أنه يتم دفعي مرارا وحبسي في دورة المياه إلى أن يقوم جونغوون أو شخص غيره بإخراجي، كما أني أتلقى رسائل تهديد غريبة منذ شهر تقريبا

في الحقيقة أنا بخير مع كل هذا فأنا معتاد على مضايقات أكثر قسوة، ولكن ما لست معتادا عليه هو أن تتم مضايقتي من قبل شخص غير مرئي إن صح القول!! أجل أنا لم يسبق لي ورأيت هذا الشخص، إنه يستمر بمضايقتي واللحاق بي في كل مكان وكل فرصة تسنح له حتى في أحلامي، ولأقول الحقيقة لقد بدأت أفعاله تثير أعصابي، فأنا أستمر بسماع وقع خطوات هذا الشخص خلفي ولكنها تتوقف حالما أستدير للتحقق من صاحبها كما أني لا أجد أحدا خلفي أيضا، كما يحدث الآن بالذات، فها أنا ذا أستدير للمرة الألف ولا أحد يلحق بي مجددا
حسنا ... لم يعد هذا الأمر يفاجئني بعد الآن حقا، ولكني  أتمنى فقط أن يتوقف هذا الشخص عن مضايقتي بهذه الطريقة.

تنهدت وعدت للسير باتجاه النادي ولحسن حظي لم أسمع أي صوت خلفي هذه المرة، ولكني فجأة أحسست بيد باردة تلتف حول كتفي، رغم أني عرفت صاحبها إلا أنني لم أستطع منع نفسي من القفز بفزع

صحيح... إنه جونغوون وهو من سيتسبب بموتي من الفزع يوما ما بلا شك، فهو يظهر من اللا مكان في كل مرة دون إصدار أي صوت بفضل سرعة مصاصي الدماء خاصته.
استدرت نحوه ليقابلني بنظرته البريئة والمتأسفة قائلا: "هيونغ... هل أفزعتك مجددا؟ أنا حقا ٱسف، حاولت عدم الظهور أمامك كالعادة حتى لا أخيفك، ولكن انتهى بي الأمر بفعل ذلك مجددا ... أنا ٱسف...
"على الأقل هو لم يسألني هذه المرة عن سبب فزعي غير المبرر ... شكرا ووني"
ابتسمت بعد أن هدأ قلبي وقلت مطمئنا إياه: لا بأس ووني أنا بخير، مع أني أفضل ظهورك المفاجئ أمامي على تسللك من خلفي
بادلني الابتسامة وقال: حسنا هيونغ سأعود لفعل ما كنت أفعله في السابق إذا كان هذا يريحك، ما رأيك؟
وضعت يدي على كتفه وقلت بنفس نبرته: أو يمكنك أن تُعلمني بقدومك مسبقا دون إفزاعي ووني، ما رأيك؟
قهقه بإحراج وقال: حسنا ... حسنا... سأحاول فعل ذلك هيونغ
بعثرت شعره ليقول بجدية: هيونغ هل أنت ذاهب إلى النادي؟
همهمت كإجابة له ليقول: ماذا عن التقييم الشهري؟ أنت لم تره بعد صحيح؟
أجبته بتفكير: أوه... هل هو يوم التقييم الشهري؟ بهذه السرعة؟
أجابني بحماس قائلا بينما يجرني خلفه: بالتأكيد إنه كذلك وهو سبب قدومي للبحث عنك، هيا دعنا نتحقق من تقييمنا الشهري هيونغ
ابتسمت متمتما "حسنا" وسمحت له بجري نحو المكان الذي يتم فيه عرض التقييم الشهري للطلبة، والذي لم أسمع عنه إلا في نهاية الشهر الماضي.





الشمس المحترقة [enhypen]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن