الشمس المحترقة [enhypen]

هل أنا وحش؟

جونغوون pov

كنت في السابعة عندما قُتل والدي أمام عيناي
حدث ذلك في نفس اليوم الذي التقيت فيه هيسونغ هيونغ لأول مرة

كنت ألعب بين الزهور عندما لاحظت تلك الفراشات الجميلة التي تحلق وتزين السماء، التفتت إلى أخي وقلت بسعادة: هيونغ!! هناك الكثير من الفراشات في السماء!!
ما إن أنهيت كلامي حتى كان أخي واقفا أمامي، كان فزعا وكأن شيئا ما سيحدث أو حدث بالفعل، لا أدري ما الذي حصل ولكني لم أر أخي خائفا هكذا من قبل،
حملني على ظهره بعد مدة وأعادني إلى المنزل تحت تذمري فأنا لا أريد أن أعود للمنزل حقا، أريد أن أبقى بقربه خاصة وهو في هذه الحالة
قرفص أمامي وربت على رأسي قائلا بابتسامة لطيفة محاولا إخفاء قلقه: انتظرني هنا ووني، لا تفتح الباب لأي كان ولا تغادر المنزل، سأعود قريبا، اتفقنا؟
أومأت بعبوس ليرحل على الفور
جلست في إحدى زوايا المنزل معانقا ركبتاي وأعد الدقائق لحين عودة أخي، أو أبي أو كلاهما
مللت الانتظار بعد مدة وفكرت في الخروج للبحث عن والدي الذي لم يعد منذ يومين فقد اشتقت إليه كثيرا، ولكنه سيوبخ سونغهون هيونغ إن خرجت وحدي، تماما كما وبخه عندما قتلت تلك الخراف بالخطأ...
فكرت في العواقب لمدة ولكني خرجت في النهاية، لا أعلم لكم من الوقت مشيت في الغابة ولكني بدأت أشم رائحة أبي فجأة، لا بد أنه قريب من هنا
أخذت أمشي على أصابع قدماي حتى أفاجئه بظهوري، ولكنني كنت من تفاجأ برؤية والدي الملقى على الأرض مغمض العينين وجسده ينزف من عدة أماكن
كان حوله مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يتداولون على ضربه وركله
ما الذي يحدث؟ لما يقومون بضرب أبي هكذا؟
أريد أن أركض نحو أبي وأقوم بإيقاضه، أريد أن أبعد هؤلاء الوحوش عنه، وأنقذه من بين أيديهم
ولكن أطرافي تجمدت ولم أعد قادرا على الحراك، لم يكن بوسعي إلا البكاء والإختباء بخوف

بدأ أحد الأشخاص برش سائل غريب على جسد والدي، استطعت شم رائحته ولكني لم أميز ماهيته، ما الذي ينوون فعله بأبي؟
تمت إجابتي على الفور عندما رأيت أحدهم يرمي عود ثقاب مشتعل بقرب قدمي والدي لتنتشر ألسنة اللهب بسرعة وتشرع في التهام جسد والدي وسط ضحكاتهم وهتافاتهم الصاخبة
في تلك اللحظة لم أعد أرى شيئا غير اللون الأحمر واجتاحتني رغبة عارمة في القتل ...

استعدت رشدي عندما سمعت صوت سونغهون هيونغ يناديني، رأيته يسند جسد هيسونغ هيونغ إلى جذع شجرة ويهرع إلي مخفيا إياي في حضنه الدافئ، مانعا إياي من رؤية ما حولي ... ليتني أبقى في هذا الحضن إلى الأبد
سألته باستغراب: أخي! ماذا حدث لهيسونغ هيونغ؟
أجابني بينما يمسح على رأسي بحنان: إنه بخير متعب فقط، لماذا خرجت وحدك من المنزل صغيري؟
أجبته بتفكير: ممم ... خرجت للبحث عن أبي هيونغ... لقد وجدته ... كان مستلقيا على الأرض ... مغمض العينين ... ولا يتحرك ...
بدأت أبكي دون شعور مني ولا أعلم السبب حقا، سألت هيونغ قائلا: هيونغ أين أبي؟ هل مازال مستلقيا على الأرض؟
حاولت أن أبتعد عن حضنه للبحث عن أبي ولكنه منعني من فعل ذلك وقربني أكثر إليه، قائلا بصوت باكي: أبي بخير ... إنه ينام في مكان دافئ وآمن الآن ...
سألته ببراءة: حقا؟ لماذا لم يأخذنا معه؟
أجابني بصوت متقطع: سنلحقه فيما بعد ... الآن علينا أن نعود للمنزل ونرتاح
تنهدت وقلت بتعب: أجل ... لنعد إلى المنزل فأنا متعب جدا هيونغ
حملني سونغهون هيونغ بين ذراعيه وأظن أنني فقدت وعيي في طريق عودتنا